عربي ودولي

حرب أردنية ضد المخدرات على حدود سوريا والرسالة إلى السعودية
حرب أردنية ضد المخدرات على حدود سوريا والرسالة إلى السعودية

وصفت أوساط خليجية حديث الأردن عن أنه يخوض معارك ضد محاولات تهريب الكبتاغون من سوريا إلى دول الخليج بأنه رسالة مباشرة إلى السعودية مفادها أن عمّان تخوض الحرب ضد عصابات المخدرات لأجلها، في وقت لا يسير فيه الدعم السعودي بالوتيرة التي ينتظرها الأردن لمواجهة أزماته.

وأشارت الأوساط الخليجية إلى أن الأردن يضع نفسه في قلب المعركة التي تخوضها السعودية ضد تهريب الكبتاغون من لبنان، وإظهارها كما لو أنها حرب على الرياض من طهران وأذرعها في سوريا ولبنان، وهو الخطاب الذي يستهوي السعوديين.


العقيد مصطفى الحياري: نواجه حرب مخدرات على هذه الحدود مع التنظيمات الإيرانية

وقال الأردن الاثنين إن وحدات من الجيش السوري موالية لإيران وفصائل موالية لطهران تكثف محاولاتها لتهريب المخدرات. وأضاف أنه يستعد لتصعيد المواجهة مع مهربين مسلحين يحاولون العبور بكميات كبيرة من المخدرات على امتداد الحدود الوعرة مع سوريا.

وقال المتحدث باسم الجيش الأردني العقيد مصطفى الحياري في حديث لقناة “المملكة” المملوكة للدولة “نواجه حربا على هذه الحدود حرب مخدرات والتنظيمات الإيرانية. هذه التنظيمات هي أخطر لأنها تأتمر بأجندات خارجية وتستهدف الأمن الوطني الأردني”.

وخلّفت المواجهات 40 قتيلا على الأقل من المتسللين فضلا عن إصابة المئات منذ بداية العام، معظمهم من البدو الرحل الذين تستعين بهم الفصائل المرتبطة بإيران التي تسيطر على جنوب سوريا.

ويعتبر الأردن وجهة ومسار عبور رئيسيا لنقل الأمفيتامين سوري الصنع الرخيص والمعروف باسم الكبتاغون إلى دول الخليج الغنية بالنفط.

وسبق للأردن أن حذر من أن تمركز إيران والفصائل الموالية لها في سوريا، حتى قبل الحرب الأهلية، تهديد ببعد طائفي لأمن الخليج وخاصة السعودية. وكان للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني السبق في التحذير سنة 2004 من هلال شيعي يمتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان ويهدد أمن المنطقة.

وقال العاهل الأردني الأسبوع الماضي إنه يخشى أن يؤدي انسحاب روسيا من جنوب سوريا نتيجة الحرب الأوكرانية إلى السماح لجماعات مسلحة مدعومة من إيران بملء الفراغ.

ويعتقد مراقبون أن رسالة الجيش الأردني من وراء الحديث عن المواجهات واضحة، وأنّ هدفها إظهار أن الأردن شريك فعّال للسعودية، وأنه يمكن أن يحمي حدودها ليس فقط من تهريب المخدرات ولكن من أي شكل من أشكال الاستهداف خاصة مع تزايد النفوذ الإيراني في سوريا.

ويمكن أن يشجع هذا الموقف السعوديين على إطلاق المساعدات بوتيرة أكبر خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأردن بسبب مخلفات أزمة كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية، في وقت يكافح فيه الأردن لتفادي انحسار التمويل الخارجي الذي يعتمد عليه اعتمادا شديدا.

وأعلن الأردن والسعودية في فبراير الماضي عن تحويل الشريحة الرابعة من المنحة السعودية المتعهد بها عام 2018 بقيمة 50 مليون دولار إلى المملكة.


وتأتي الدفعة ضمن المنحة التي قدمتها السعودية إلى الأردن لدعم الموازنة العامة بقيمة 250 مليون دولار على مدى 5 سنوات (2018 – 2022) ضمن إطار مخرجات قمة مكة المكرمة.

وصارت سوريا، التي مزقتها الحرب، موقع الإنتاج الرئيسي في المنطقة لتجارة المخدرات وبمليارات الدولارات، كما أنها تتجه أيضا إلى أوروبا. وتنفي حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تورطها في صناعة المخدرات وتهريبها.

وقد أجبرت الزيادة الكبيرة في محاولات التهريب الأردن على تغيير قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش على امتداد الحدود، إذ أعطى للجيش سلطة استخدام القوة الساحقة.

وأثار النفوذ المتزايد للجماعات المدعومة من إيران، ومنها حزب الله اللبناني، في جنوب سوريا في السنوات الماضية قلق الأردن وإسرائيل.

ويقول مسؤولون أردنيون إنهم نقلوا مخاوفهم من الزيادة الكبيرة في محاولات تهريب المخدرات إلى السلطات السورية، لكنهم لم يروا أيّ محاولة حقيقية لتضييق الخناق على هذه التجارة غير المشروعة.

وقال العميد أحمد خليفات مدير أمن الحدود في الجيش لصحيفة “الغد”، “كانت مطالبنا دوما أن تؤدي قواتهم واجباتها، لكن لم نلمس حتى الآن أن لنا شريكا حقيقيا في حماية الحدود”.

وأضاف “عمليات تهريب المخدرات أصبحت منظمة وتلقى الرعاية والدعم من أشخاص في القوات السورية وأجهزتها الأمنية، إلى جانب ميليشيات حزب الله وإيران الموجودة في الجنوب السوري”.

وقال الأردن إن الكميات المصادرة في الأشهر الخمسة الماضية تجاوزت 20 مليون قرص كبتاغون مقارنة بـ14 مليونا خلال العام الماضي بأكمله.

24 مايو 2022

هاشتاغ

التعليقات