المجتمع

معجزة في سنغافورة تضيء طريق الإمارات إلى مونديال 1990
معجزة في سنغافورة تضيء طريق الإمارات إلى مونديال 1990

حققت الإمارات “معجزة سنغافورة” بتعادلها مع كوريا الجنوبية 1 – 1 وفوز قطر الجنوني على الصين 2 – 1، ليتأهل “الأبيض” إلى مونديال 1990 للمرة الأولى والأخيرة في تاريخه.

كان صعود “الأبيض” إلى نسخة كأس العالم في إيطاليا أشبه بالمعجزة، فبعد التأهل إلى التصفيات النهائية لقارة آسيا التي أقيمت في سنغافورة عام 1989 بنظام التجمع، كانت الإمارات تفكّر في الانسحاب بعد استقالة اتحادها الكروي وتعيين لجنة مؤقتة، فلم تكن هناك مطالبة بالعودة بإحدى بطاقتي التأهل. بدأ “الأبيض” التصفيات بالتعادل مع كوريا الشمالية سلبا، لكنه عوض في المباراة الثانية بالفوز على الصين 2 – 1، بعدما بقي متأخراً حتى الدقيقة 87 بنتيجة 0 – 1، قبل أن يقلب الطاولة على منافسه في أقل من دقيقتين بهدفي خليل مبارك وعلي ثاني.

تعادلت الإمارات مجددا مع السعودية سلبا وقطر 1 – 1، لتخوض مباراة حاسمة مع كوريا الجنوبية التي كانت قد ضمنت أول مقعد عن قارة آسيا. ورغم التعادل الرابع للإمارات، خطفت المقعد الثاني بعدما رفعت رصيدها إلى 6 نقاط، وبفارق نقطتين عن كوريا الجنوبية المتصدرة، بعدما قدمت لها جارتها قطر (5 نقاط) هدية ثمينة بالفوز على الصين (4 نقاط) 2 – 1. قلب حينها “العنابي” تأخره 0 – 1 حتى الدقائق الأخيرة إلى فوز مثير بهدفي محمود صوفي ومنصور مفتاح.

الجيل الذهبي
مازال جمهور الإمارات يتغنى باللاعبين الذين أهّلوا المنتخب الوطني إلى كأس العالم وأطلق عليهم لقب “الجيل الذهبي”، رغم أن النتائج في نهائيات إيطاليا شهدت 3 هزائم وتذيّل “الأبيض” لمجموعته التي ضمت ألمانيا الغربية وكولومبيا ويوغوسلافيا. ورأى عبدالرحمن محمد لاعب وسط الإمارات والنصر السابق والذي حمل شارة القيادة في المباريات الثلاث “استحقينا لقب الجيل الذهبي عن جدارة، رغم أننا كنا لاعبين هواة، والصعود في وقتنا كان أصعب من الآن لوجود مقعدين فقط لقارة آسيا (4 مقاعد ونصف حاليا)”.

وأضاف “كنا عندما ندخل قبل المباريات جنبا إلى جنب أبرز لاعبي العالم نشعر بأننا بحق لاعبو كرة قدم، كان شعورا لا يوصف للجميع، وشخصيا لي بصفتي الكابتن (القائد) لأول منتخب إماراتي في المونديال”.

لم تتوقف المفارقات الإماراتية، حيث قادها في التصفيات البرازيلي ماريو زاغالو، لكنه أقيل من منصبه بعد أيام من الصعود التاريخي، وعُيّن مواطنه ورفيق دربه كارلوس ألبرتو باريرا بديلاً عنه في النهائيات، بعدما تم التعاقد معه لمدة 3 أشهر مقابل 100 ألف دولار.

هدف تاريخي

بدأت الإمارات مشوارها التاريخي في النهائيات بالخسارة أمام كولومبيا صفر – 2، وسقوط كبير أمام ألمانيا 1 – 5، وهزيمة أمام يوغوسلافيا 1 – 4. واعتبر محمد أن “النتائج التي حققتها الإمارات كانت طبيعية، فالمجموعة كانت قوية جدا، حيث أحرزت ألمانيا اللقب لاحقا (فازت على الأرجنتين 1 – 0 في النهائي) وكولومبيا كانت ضمن أبرز المنتخبات وقتها بقيادة كارلوس فالديراما، ويوغوسلافيا كتاريخ غني عن التعريف”.

ورغم الهزيمة الثقيلة أمام ألمانيا، استأثرت الإمارات بالأضواء بسبب انتشار خبر مفاده أن أحد رجال الأعمال وعد بإهداء سيارة لصاحب أول هدف في المونديال. وكان خالد إسماعيل صاحب أول هدف بعدما قلص الفارق أمام ألمانيا إلى 1 – 3، لكنه يؤكد أنه لم يحصل “حتى على دولاب رولز رويس التي تحدث عنها الإعلام العالمي”.

وأضاف “خلال سفرنا إلى معسكر فرنسا استعدادا لكأس العالم، كان على متن الطائرة التي أقلتنا أحد رجال الأعمال، وقد وعد بإهداء سيارة رولز رويس لصاحب أول هدف إماراتي، وعندما سجلت الهدف بدأت أحلم باقتناء السيارة الفاخرة، ولكن في الحقيقة لم أحصل حتى على دولابها”.

وكشف نجم النصر السابق “لم أكن أتوقع المشاركة في مباراة ألمانيا بعدما غبت أمام كولومبيا، بسبب خلاف مع باريرا الذي دفع بي في اللقاء الأقوى تحت ضغط وسائل الإعلام، وليثبت لها أنها على خطأ، ولكن وُفّقت في تسجيل الهدف الذي أعتبره الأهم في حياتي، لأنه كان الأول للإمارات في المونديال وفي مرمى بطل العالم وحارس مرماه العملاق بودو إيلغنر”.

13 نوفمبر 2022

هاشتاغ

التعليقات