مقالات

لا دخل للعلم أو الجهل بالأمانة
لا دخل للعلم أو الجهل بالأمانة
الكاتب :مشعل السديري
خذوها مني أنا الساذج وصدقوني لأول مرّة لو قلت لكم: إن التعليم أو الجهل ليس لهما الدور الأول بالأمانة أو السرقة، ولكنها (الغريزة أو الجينات)، هي التي تلعب الدور الأول (إن إيجابياً أو سلبياً)، وسوف أضرب لكم (على الطاير) أربعة أمثال موثقة (بالصوت والصورة والقرائن).

وإليكم ما كانوا يسمونها (سرقة القرن): عندما سُرق ما لا يقل عن (مليار) دولار، بعدما قامت عصابة روسية خلال عامين، بتنظيم تلك السرقات الإلكترونية.

وكان البرنامج الخبيث متطوراً جداً إلى حد أنه أتاح للمجرمين مشاهدة فيديوهات مراقبة داخل المكاتب الأمنية للبنوك أثناء جمع البيانات التي يحتاجون إليها لتنفيذ سرقاتهم.

أما سرقة القرن التي تستحق الميدالية الذهبية، فقد حصلت للأسف في دولة عربية، ففي العراق تمت سرقة أموال التأمينات الضريبية الجمركية البالغة (2.5) مليار دولار، في بلاد تعاني منذ نحو عقدين من عمليات نهب منظم من دون أن تتمكن أجهزة الدولة الرقابية والقضائية من لجمها، وأصدرت المحكمة كذلك مذكرات اعتقال بحق أصحاب الشركات، ووضع الحجز الاحتياطي على حساباتها التي حررت لصالحها صكوك الأمانات – انتهى.

وبعكس هؤلاء اللصوص (الطحاطيح) أصحاب الشهادات الجامعية العليا، إليكم مثالين متواضعين، أحلى ما فيهما أنهما جنيا أرباحهما وضمير كل واحد منهما (جالس على كرسيه)، لأنهما لم يسرقا مال أحد؛ الأول غلين بيرغر كان عاطلاً عن العمل (14) عاماً، عندما خطرت بباله فكرة غريبة؛ حيث كان يجمع كرات الغولف التي تسقط في البحيرة بالقرب من منزله، وفكر أن بإمكانه بيع كل كرة غولف مقابل دولار واحد، والآن تضاعف سعرها تقريباً عشر مرّات.

وتمكن حتى الآن من استعادة ما بين 1.3 و1.7 مليون من هذه الكرات، وما زال يجمع ويبيع.

والثاني: الشاب المصري مصطفى حمدان وعمره 30 عاماً، يحقق دخلاً سنوياً يقدر بنحو 2 مليون دولار، من تحويل النفايات.

لكن نجاحه هذا لم يأتِ بسهولة ومن دون عراقيل، فقبل 5 سنوات، حوّل مرآب منزل والديه إلى مشغل، وقال إن تلك الفكرة جاءتني عندما كنت أشاهد فيلماً وثائقياً عن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، وأدركت أن هناك كثيراً من الإمكانات في استخلاص المعادن من اللوحات الرئيسية لأجهزة الكومبيوتر (موذر بورد)، مثل الذهب والفضة والنحاس والبلاتينيوم، ويمضي قائلاً: كانت تلك صناعة مزدهرة في أوروبا والولايات المتحدة، لكن لم يكن يزاولها أحد في الشرق الأوسط.

لو أنني الآن كنت في عمر مصطفى، لتوجهت رأساً إلى هذا الكنز، الذي يقال له: (نفايات)!!

18 ديسمبر 2022

هاشتاغ

التعليقات