أصدقكم القول وأعترف لكم بأنني إنسان (متطير) –أي (متشائم) أحياناً- ولا أحسن الظن بالآخرين كما يجب، وأتحاشاهم بقدر ما أستطيع خوفاً من المشاكل، لهذا أصبحت حذراً وشبه (انطوائي)، مردداً على الدوام (الباب اللي يجيك منه الريح، سدو واستريح)، وسرت في حياتي على هذا المنوال، كافياً الناس (شري وخيري) –هذا إذا هناك خير.
وكشفت أبحاث نُشرت في مجلة (Science) أن بعض خلايا المخ تتقلص أثناء النوم، وهذا يفتح ثغرات بين أنسجة المخ ويسمح للسوائل بغسل (النفايات العصبية)، هذا الغسل الذي وجدت الدراسة أنه يكون في الواقع أكثر نشاطاً 10 مرات أثناء النوم، لهذا أردد كلما نعست عيني مقطعا لأغنية عبد الوهاب، وهو: (مطرح ما يجي في عيني النوم، أنام وأنا مرتاح البال).
لهذا ألفت ولحنت مقطوعة عنوانها (وينك يا درب المخدّة)، وفكرت جدياً أن أقدمها للصديق الفنان (محمد عبده) لكي يغنيها على أمل تنتشر، ويستفيد منها الناس بمعرفتهم بفائدة النوم، ولكنني عدلت عن هديتي وفكرتي، خوفاً من أبو نورة وذكائه و(تريقته) التي لا ترحم.
ولكن لا تعتقدون أن حياتي مقتصرة على النوم فقط، صحيح أن له هو الكعب المعلى، غير أن للرياضة أيضاً حيزا لا بأس به في حياتي.
ولا يخفى على أحد أن ممارسة تمرينات اللياقة البدنية تحسّن كثيراً من أداء الجسم، لكن الجديد هو ما وجدته في دراسة ألمانية حديثة عن ممارسة ركوب الدراجات بانتظام، إذ توصلت الدراسة التي أُجريت على 60 شخصاً من محبي ممارسة هذه الرياضة، تتراوح أعمارهم بين 65 و85 عاماً، بانتظام إلى أنها لا تقي من الضعف الإدراكي وخرف الشيخوخة فحسب بل تحمي أيضاً خلايا الدماغ العصبية من التلف.
وكله عندي إلا (تلف الخلايا العصبية) –لأنني بصراحة ماني ناقص، لهذا واظبت على ركوب (البسكليت) –أي الدراجة- ثلاثة أيام في الأسبوع، وجزى الله أمانة مدينة جدة خيراً، عندما اقتطعت من الكورنيش مضماراً واسعاً لهواة هذه الرياضة من أمثالي.
عموماً أنا لست طارئاً على ممارسة الرياضة منذ صغري، ولو قُدر لشوارع وحارات الطائف أن تتكلم لذكرت لكم كم من المرات طاف فيها (أبو المشاعل)، وهو يسابق السيارات التي صدعت رأسي ببواريها المزعجة، والغريب أنني بحمد الله لم أتعرض لأي حادث –رغم (تهوري) في ذلك الوقت-، ولو أنني تعرضت لذلك، لكنت الآن في (خبر كان)، غير أن ما يقوله الناس انطبق علي بحذافيره وهو: (مجنون ومسكوه حجر)، غير أن عمر الشقي بقي!!