عربي ودولي

العراق محاصر بالتطرف.. أي علاقة بين
العراق محاصر بالتطرف.. أي علاقة بين"جماعة القربان" و"أصحاب القضية"؟
‌شبه معدومة هي المعلومات عن "جماعة القربان" الدينية المتطرفة في العراق ما أطلق العنان للتكهنات حول أسباب ظهورها المفاجئ في تلك البقعة الجغرافية. وذهبت الاتهامات نحو انتمائها إلى جماعة إيرانية وأخرى أضاءت على فرضية استهدافها المجتمع الشيعي العراقي فيما أثارت عبارة "المنحرفة" التي أطلقتها الجهات الرسمية العراقية على هذه الجماعة، إشكالية انقسم حول تفسيرها الرأي العام.
‌والجماعة الملاحقة أخيراً من قبل القوى الأمنية تتخذ من جنوب العراق موطئاً لها وعرف عنها إيمانها بالإمام علي بن أبي طالب، أقدس أئمة المسلمين الشيعة، كما ترددت معلومات عن قيام أفرادها بالانتحار لتقديم أنفسهم "قرباناً" له.
 
‌ جماعة منحرفة.. كيف؟
 
بعد جدل طويل حول تفسير صفة "منحرفة"، التي أطلقتها على "جماعة القربان"، وكالة الاستخبارات الاتحادية العراقية في بيانها الرسمي، حسم الصحافي أمير خفاجي الموضوع مشيرا في حديث لـ"جسور" الى أن العبارة يُقصد بها "الانحراف الفكري وليس الأخلاقي والتوصيف جاء بناءً على "انتهاجها نهجاً مغايراً لأسس الدين إذ، ولشدة تعلقها بالإمام علي عليه السلام، جعلت منه إلهاً يُدخل الناس إلى الجنة أو النار".
وأضاف "أن فكر الجماعة كان موجوداً في زمن الإمام علي أي قبل 1400 سنة لكنه يُحكى أن الإمام علي بن أبي طالب رفض تلك الظاهرة حينها واتخذ بحقها إجراءات رادعة وهذه معلومة تاريخية جاءت عبر ما يسمى دينياً "علم الرجال" أي الأخبار المتداولة".  ‌
 
ضرب المجتمع الشيعي
 
علامات استفهام طُرحت حول علاقة "جماعة القربان" بإيران فإذا كان كذلك فما هو الهدف وانتشارها يأتي في جنوب العراق ذات الغالبية الشيعية، بنسبة 90% أو أكثر، ما يحمل دلالات أبعد، في محاولات قد تبدو انغماسية داخل المجتمع الشيعي. وهنا يشير الخفاجي الى أن ضرب المجتمع الشيعي تستفيد منه الجماعات السلفية والاسرائيليون.
ويربط بين ظهور "جماعة القربان" مع مجموعة "أصحاب القضية" التي انطلقت من محافظة النجف، تحديداَ الكوفة، وتدعي أن مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الشيعي، هو الإمام المهدي المنتظر.
وبحسب الخفاجي "تسعى مجموعة "أصحاب القضية" إلى تشتيت العملية السياسية والانتخابية في البلد عبر تحويل أنظار الصدر إلى ما يتم التداول به حوله" لافتاً إلى أن الصدر كان لها بالمرصاد، وانتقدها علناً في مناسبات عدة معتبراً إياها جماعة منحرفة تدعمها أطراف خارجية.
 
‌ أسباب ظهور "جماعة القربان"
 
أعاد خفاجي ظهور "جماعة القربان" إلى التخلف الفكري، وتعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة، في منطقة لا تزال تعاني من الجهل. وبدد المخاوف بشأن انتشارها معتبراً أنها "محصورة ولن تجتاز حدود جنوب العراق" كما حول قدرتها على جرّ مجموعات شبابية أكبر خلفها "الدليل ما شنه ضدها رواد التواصل الاجتماعي من حملات انتقاد وسخرية رأت فيها فكراً ضالاً ومنحرفاً".
وبدا خفاجي واثقاً من أن مرجعيات شيعية ستتدخل إن استمرت حالات الانتحار "حيث من المرجح أن يصدر بيان من قبل مرجعية النجف السيد السيستاني ومن المراجع الخمسة الأخرى في الأيام المقبلة".
 
‌ جماعات قادت أفرادها للموت
 
تنضم "جماعة القربان" لفرق دينية متطرفة أخرى، قادتها قناعاتها إلى الموت، ففي منتصف الثمانينيات، ظهرت "أخوية معبد الشمس" ونجحت في استقطاب عددٍ كبير من الأفراد في سويسرا وفرنسا وكندا، عبر غسْل عقول المنضمّين إليها ومحاولة إبهارهم من خلال ممارسات مدروسة قام بها المؤسِّس، تمثّلت في "الدعوة للعودة إلى الطبيعة وتطهير النفس من الذنوب والانعزال عن كوكب الأرض المليء بالفساد".
بعد تزايد حدّة الانتقادات ضدها، قرّر المؤسِّسان وضع حدٍّ لها، فقادوا عملية انتحار جماعي لأعضائها أملاً في النجاة بأرواحهم من كوكب الأرض والعبور بها إلى "نجم سيريوس"، وفقاً لمعتقداتهم.
 
وفي العام الجاري، عثرت السُلطات الكينية على أكثر من 200 جثة داخل غابة شاكهولا، 10 منها لأطفال وسيدة واحدة، تأثروا بتعليمات القس بول ماكينزي نثينغي، الذي حثّ أتباعه على الامتناع عن الطعام حتى الموت "تقرباً إلى الله".
بحسب شهادة إحدى الناجيات، فإن ماكنزي كان يخبر أعضاء جماعته بأن نهاية العالم باتت قريبة، لذا فإن عليهم الامتناع تماماً عن الطعام حتى يصلوا إلى الجنة.

24 مايو 2023

هاشتاغ

التعليقات