المجتمع

"قنابل خارقة" تهدد الأميركيين في سوريا
خرج البيت الأبيض أخيراً ليردّ على كل التقارير والمعطيات الواردة حول مصير القوات الأميركية بسوريا بالقول: "قواتنا باقية هناك وسنحميها بكل الوسائل".
ينظر الأميركيون بقلق إلى استمرار "تعاظم" دور الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة وفق ما نقل تقرير ضمن فقرة "خاص الحدث". صحيح أنّ الأسابيع الأخيرة تشهد هدوءا بين الأميركيين وتلك الميليشيات، لكنّ البنتاغون قلق من تطوير هذه الفصائل لقدرات مسيّراتها وصواريخها. تنقل "الحدث" عن مصادرها أنّ "القلق بات متناميا من إمكانية أن يفضي التعاون العسكري الروسي - الإيراني إلى استعانة طهران بالأقمار الصناعية

الروسية ما سيساعد المسيرات الإيرانية للتحليق في المجال الجوي لساعات طويلة على غرار المسيرات الأميركية". تضيف المصادر أنّ الميليشيات الإيرانية في المنطقة استفادت من تجربة مسيراتها في أوكرانيا "حيث طوّروا هذه الأسلحة عندما استخدمها الروس وباتوا يعرفون الآن كيف يستعملونها بحيث يتفادون أنظمة الدفاع والحماية ويقصفون الأهداف بدقة". بحسب خبراء أميركيين فإنّ "للمسيرات تأثير فائق وهذا ما كان واضحاً لدى إطلاق مسيرات على منطقة التنف في سوريا".
 
هدف الميليشيات من "تهديد الأميركيين":
وفق تقييم الأميركيين فهناك أكثر من 100 ألف صاروخ ومسيرة في لبنان، وأرقام مضاعفة في سوريا والعراق. لكن ما طرأ مؤخراً على هذه الأسلحة "هو تمكّن الميليشيات بمساعدة إيرانية وفق واشنطن من تلقي تكنولوجيا تطوّر دقة هذه الصواريخ والمسيرات" وفق ما تنقل "الحدث" عن مصادرها.

هدف الميليشيات من تهديد القوات الأميركية سياسي وعسكري في آن. إنها ورقة تستخدمها إيران أمنيا لتحقيق مآرب في لعبة الأمم وفي الملف النووي ورفع العقوبات، كما عسكريا لحماية طرق الإمداد فـ"يحاوطوا المنشآت ويتحرّكوا بسرعة مع شركائهم. مع أي تطور ميداني يصعب على القوات الأميركية القتال حيث تشعر بأنها مطوّقة ومطبق عليها".
 
وثائق و"قنابل خارقة"
في السياق نفسه، نشرت "واشنطن بوست" ما وصفته بـ"الوثائق السرية" المسربة التي تشير إلى أن "إيران شرعت في تسليح ميليشيات موالية لها في سوريا تحسبا لمرحلة جديدة من الهجمات ضد القوات الأمريكية". وقالت "واشنطن بوست" إن إيران تعمل مع روسيا على استراتيجية أوسع لطرد الأميركيين من المنطقة.

تشير هذه الوثائق، إلى أنّ "إيران دربت ميليشيات موالية لها على زرع قنابل خارقة للدروع لاستهداف المركبات العسكرية الأميركية وأن الغاية من هذا التدريب تنفيذ هجمات ضد الأمريكيين في شرق وشمال شرق سوريا".
وتذكر الصحيفة الأميركية وفق "الوثائق" إلى أنّ "مسؤولين في فيلق القدس الإيراني ساعدوا الميليشيات على تصميم القنابل الخارقة وكيفية استخدامها"، مشيرة إلى أن فيلق القدس حدد على وجه التحديد عربات "همفي" و"كوغار" أميركية في سوريا كأهداف مقصودة للميليشيا.
 
الوجود الأميركي في سوريا:
خضع الوجود العسكري الأميركي في سوريا للكثير من التغيرات الميدانية والجغرافية تبعا لظروف عدة واكبت المشهد السوري المتقلب.
- بدأ انتشار القوات الأميركية في سوريا عام 2014 لـ"تنفيذ عملية عسكرية ضد داعش".

- في 2015 تشكلت "قوات سوريا الديمقراطية" في شرق الفرات بإشراف ودعم القوات الأميركية بهدف محاربة داعش والقضاء عليه.
- تشير معطيات غير رسمية إلى وجود 24 قاعدة عسكرية اليوم على أرض سوريا، تضم أكثر من 2000 جندي بحسب التقديرات العسكرية.

- في أقصى شمال شرق سوريا تقع قاعدة الرميلان، وهي مطار زراعي يقع جنوب شرق المدينة في ريف الحسكة وتحوي ما يقارب 500 جندي أميركي.
- ليس بعيدا عن قاعدة الرميلان، تقع قاعدة المالكية وتقع جنوب المدينة ويبلغ تعداد المقاتلين داخلها حوالي 150 جنديا.

- على بعد كليومتر واحد من الجنوب الشرقي لمدينة الشدادي النفطية في الجزيرة السورية، تقع قاعدة الشدادي وهي مجهزة بالكامل لإطلاق المسيرات وتضم بحسب التقارير ما يصل إلى 350 جندي أميركي.
- في مناطق النفط السوري أيضا تقع إحدى أهم القواعد الأميركية في سوريا وتحديدا بريف دير الزور والتي تحمل اسم قاعدة العمر تحتوي على 12 مروحية قتالية من دون معرفة عدد العناصر فيها.

- على الحدود المشتركة بين العراق والأردن وسوريا، وتحديدا في منطقة البادية التابعة لمحافظة حمص السورية أقامت واشنطن قاعدة استراتيجية لها في التنف، هي الأكبر ويعتقد أنها تضم ما بين 100 و 200 جندي أميركي. وتهدف هذه القاعدرة لمراقبة معبر التنف الحدودي بالإضافة لضبط الحركة العسكرية في المنطقة.
 
بالخلاصة، يؤكد الأميركيون أنهم "باقون في سوريا" وعلّة وجودهم لن تنتهي طالمال الإيرانيين وميليشياتهم متواجدين هناك. ليبدو أنّ مشروع المسيرات والصواريخ و"القنابل الخارقة" ستُكافح في سوريا قبل أي مكان آخر، فيبقى الصراع الأميركي – الإيراني ظاهريا قائما في إحدى أهم ساحات الصراع في المنطقة وهي "سوريا". لا خروج للأميركيين قبل خروج الإيرانيين وميليشياتهم تقول مصادر غير رسمية.

07 يونيو 2023

هاشتاغ

التعليقات