تقارير

سقطرى في مواجهة عدو مستتر خلف الأعاصير والظواهر المناخية المتطرفة
سقطرى في مواجهة عدو مستتر خلف الأعاصير والظواهر المناخية المتطرفة
المصدر :المركز العربي للأنباء| نيوز يمن
من جديد تتعرض جزيرة سقطرى هذا العام لتأثيرات منخفض جوي قادم من المحيط الهندي ويتشكل في بحر العرب.

الأسبوع الماضي تسببت الأمطار الغزيرة والسيول التي ضربت أرخبيل سقطرى جراء المنخفض الجوي الذي تشهده المحافظة، بقطع الطرقات وألحقت أضرارا كبيرة بممتلكات ومنازل المواطنين.

وتحدثت مصادر محلية لوسائل إعلام بأن السيول الجارفة التي أعقبت هطول الأمطار في منطقة "قعرة" جنوبي الأرخبيل، تسببت بقطع الطرقات وأغرقت منازل المواطنين وجرفت أراضيهم، وسط مناشدات يطلقها الأهالي والمسؤولون في الجزيرة التي تم إعلانها كمحافظة في العام 2014.

ومنذ أيام، تشهد الجزيرة، أمطاراً غزيرة وسط توقعات الأرصاد، بهطول المزيد من الأمطار على الجزيرة مع اضطراب البحر خلال الأيام القادمة.

ويدخل المنخفض الجوي أسبوعه الثاني في سقطرى، ويستمر في إلحاق أضرار بالغة في الأحياء السكنية والمنشآت، ويتسبب في انقطاع التيار الكهربائي وقطع الطرق وتحطم العشرات من قوارب الصيد في مناطق "نوجد" و"قعرة".

ووجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بتقديم العون للمتضررين وأجرى مكالمة هاتفية بمحافظ محافظة سقطرى رأفت الثقلي للاطمئنان على الوضع المناخي في الأرخبيل.

وقال وكيل المحافظة رائد الجريبي في تصريح صحفي متداول في عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية، إنّه تم تشكيل لجنة برئاسته من أجل النزول إلى مناطق "نوجد" للاطلاع على أحوال المواطنين وحجم الأضرار التي ألحقتها السيول بتلك المناطق جراء استمرار هطول الأمطار الغزيرة منذ أسبوع.

وأضاف: "سنبدأ عملية إغاثة للمتضررين وإجراء التدخلات العاجلة لفك الحصار عن المناطق المتأثرة"، مشيراً إلى وجود تنسيق مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية لتنفيذ تدخلات إنسانية خاصة بفتح الطرقات لتسهيل عملية التنقل، والذي سيتم البدء فيه بعد انتهاء المنخفض الجوي بشكل عاجل.

وكان وكيل محافظة ‎سقطرى عيسى مسلم قد وجّه دعوة للمنظمات والجهات المانحة للتدخل العاجل لإغاثة المتضررين جراء الأمطار والفيضانات التي تضرب جنوب ‎الجزيرة، مشيراً إلى أن الشريط الساحلي الجنوبي من "مطيف إلى قعرة" يتعرض منذ أسبوع لأمطار غزيرة تسببت في تلف المواد الغذائية وتضرر الطرقات وقوارب الصيادين.

وأسهمت مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في إغاثة المتضررين من الأمطار الغزيرة التي شهدتها مناطق "نوجد" و"قعرة" جنوب سقطرى، بحسب صحف إماراتية.

ومنذ العام 2015 ضربت جزيرة سقطرى ما لا يقل عن خمسة إعصارات مدارية واستوائية وتسببت بوفاة وإصابة العشرات من سكان الجزيرة، إضافة إلى تدمير أجزاء واسعة من البنية التحتية في الأرخبيل.

وتعد سقطرى أكثر المناطق اليمنية تضرراً من المنخفضات الجوية والأعاصير المتشكلة في المحيط الهندي وبحر العرب وخليج البنجال، نظراً لموقعها في عرض البحر، كما تتأثر المناطق الساحلية على البحر العربي بهذه الظواهر الطبيعية الناتجة عن تغيرات المناخ الآخذة بالتزايد.

ومع تكرار حدوث هذه الظواهر المناخية المتطرفة سنوياً، أصبحت سقطرى على موعد مع الأعاصير المدارية والاستوائية، مما يتطلب جهوداً حكومية مكثفة لتخفيف أضرار هذه الظواهر المتكررة ووضع خطط وإجراءات عملية استباقية لتأمين الجزيرة من هذا العدو المتربص بها في كل صيف، وأحياناً يهاجمها أكثر من مرة في السنة الواحدة.

11 يونيو 2023

هاشتاغ

التعليقات