توفى اليوم (الثلاثا ٤/يوليو/٢٠٢٣م) في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج الموسيقار الكبير سعودي أحمد صالح بعد عمرٍ قضاه في خدمة الفن والوطن ، وبعد رحلة عطاء تتجاوز العقود الستة.
الموسيقار سعودي يتميز عن زملائه ومجايليه من فناني لحج والجنوب، بقدرته على صوغ اللحن ومزج المقامات، واختيار الجملة ألموسيقية والنص الموسيقي الغنائي بتناغم وجمال وبسلاسة نادرة.
إنه من وزن الفنانين الكبار أمثال أحمد قاسم والمرشد ومحمد سعد عبد الله وبلفقيه عليهم رحمة الله والعطروش وأيوب طارش ود. عبد الرب إدريس وغيرهم من الفنانين الموسيقيين المتميزين أطال الله أعمارهم.
ولولا تواضعه وزهده في التعامل مع المنابر والمنصات الإعلامية وتقشفه في اللهث وراء المصورين والإعلاميين، لكان لسعودي شأنٌ آخر.
كانت أول أغنية أسمعها للفنان الفقيد هي أغنية "حبيبي لو جفا في الحب مرة" وهي كلمات جميلة بشاعرية عالية، مزج فيها لحنا بين مقامي الصبا والرست، وقدمها بشكل مبهر وأخاذ، ولم أنسها ابدا رغم سماعي لعشرات الاغاني من الحانه ومن تراث القمندان، وقد غنى هذه الأغنية بعده الفنان المرحوم أحمد يوسف الزبيدي.
ألحان الموسيقار سعودي غناها العديد من الفنانين اللحجيين والجنوبيين،
وعندما غنى سعودي أغنية "غزلان في الوادي"، لرائد الفن اللحجي، أحمد فضل القمندان اختار لها مقاماً غير المقام التي جاء به القمندان والذي اتبعه الآخرون، وتميز بهذا عن سواه.
توفى الفنان سعودي أحمد صالح بعد صراع مع المرض، وكان كاتب هذه السطور قد طالب الجهات الثقافية والحكومية بالاهتمام به وتقديم الرعاية الصحية اللازمة له منذ بداية مرضه قبل أكثر من عام، لكن إرادة الله كانت فوق رغبات الجميع.
إنني هنا أتوجه بالدعوة لإدارة الثقافة في محافظة لحج والقائمين على وزارة الثقافة في العاصمة عدن وكل زملاء الفنان السعودي إلى الاهتمام بتراثه الفني وتجميعه وتدوينه وحفظه ليكون دروساً للأجيال الفنية المستقبلية ومخزوناٍ خالداً لتجسيد منتجات الزمن الجميل زمن سعودي أحمد صالح وجيله.
رحم الله الفنان الموسيقار سعودي أحمد صالح وغفر له واسكنه فسيح جناته، وألهمنا وكل أهله وذويه وجميع محبي فنه الجميل الصبر والسلوان.
صادق مشاعر العزاء والمواساة لاسرته وأهله وذويه وإلى كل الوسط الفني والثقافي والمدني في محافظة لحج وكل الجنوب الحبيب
وإنا لله وإنا إليه راجعون.