اخبار

الاندماج النووي لتغذية الذكاء الاصطناعي: حل سحري أم إفراط في التفاؤل
الاندماج النووي لتغذية الذكاء الاصطناعي: حل سحري أم إفراط في التفاؤل
الثورة الصناعية الرابعة التي تشمل الذكاء الاصطناعي وتعدين العملات المشفرة، وتغذيتها بالطاقة تدفع بشبكة الطاقة الأميركية إلى أقصى حدودها. كما يبين أليكس كيماني في هذا التقرير لموقع أويل برايس الأميركي.

يشكل استهلاك الذكاء الاصطناعي 4.3 جيغاواط من الطلب العالمي على الطاقة دون احتساب الصين، وفق سريدهار سيستو، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي في شركة شنايدر إلكتريك، الذي أشار إلى أن إمكانية ارتفاع هذا الرقم بمعدل خمسة أضعاف بحلول 2028.

وتتطلب المهام المنجزة بالذكاء الاصطناعي أجهزة أكثر قوة من تلك المعتمدة في مهام الحوسبة التقليدية. ولا يبدو تعدين البيتكوين في الأثناء متجها نحو التباطؤ.

ويستهلك تعدين البيتكوين 148.63 تيراواط من الكهرباء سنويا. وينبعث من العملية 82.90 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يصل إلى استهلاك الطاقة في ماليزيا.

وتوقع تحليل أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية تضاعف استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات ثلاث مرات بحلول 2030، وهو ما يكفي من الكهرباء لتغذية حاجيات 40 مليون منزل أميركي.

ويخرج الوضع عن السيطرة بالفعل، حيث يشهد الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة ارتفاعا لأول مرة منذ 15 عاما.

ويعتبر البعض الذكاء الاصطناعي من التقنيات الرئيسية التي ستساعد في معالجة تغير المناخ. وتُعتمد هذه التكنولوجيا بالفعل لتتبع التلوث والتنبؤ بالطقس ومراقبة ذوبان الجليد ورسم خرائط إزالة الغابات. وذكر تقرير حديث صيغ بتكليف من غوغل ونشرته مجموعة بوسطن الاستشارية أن الذكاء الاصطناعي يستطيع المساعدة في تخفيف ما يصل إلى 10 في المئة من التلوث.

لكن تقارير تكنولوجية سابقة تشير إلى أن مضار الذكاء الاصطناعي قد تفوق الإيجابيات وخاصة فيما يتعلق بالطلب على الطاقة.

وهناك إجماع على أننا لن نكون قادرين على تطوير محطات للطاقة المتجددة بالسرعة الكافية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة. فما هو ملاذنا الآخر، باستثناء تشييد المزيد من محطات توليد الطاقة بالغاز الطبيعي والوقود الأحفوري؟

يرى العلماء أن الاندماج النووي هو الحل السحري للطاقة النظيفة وغير المحدودة. ويرى سام ألتمان، الذي يترأس شركة أوبن إيه آي، في الاندماج النووي الحل النهائي للغز الطاقة للذكاء الاصطناعي. وقال خلال مقابلة في يناير إنه “لا توجد طريقة لبلوغ أهدافنا دون اختراق، نحن بحاجة إلى الاندماج”. وكرر ألتمان عباراته قبل بضعة أسابيع عندما سأله عالم الكمبيوتر ليكس فريدمان عن لغز الطاقة للذكاء الاصطناعي.

قد يكون اقتراح ألتمان تفكيرا مفرطا في التفاؤل. وقد لا نكون أقرب إلى بناء مفاعل اندماج نووي تجاري من جمعنا لطاقة الثقوب السوداء.

وكان الاندماج النووي لعقود يعتبر “الكأس المقدسة” في مجال الطاقة النظيفة، ويعمل العلماء على مفاعل اندماج نووي قابل للتطبيق منذ الخمسينات، آملين أن يكون الاختراق قريبا. لكن محطة طاقة الاندماج النووي العملية يمكن أن تكون على بعد عقود أو حتى قرون.

تقارير تكنولوجية سابقة تشير إلى أن مضار الذكاء الاصطناعي قد تفوق الإيجابيات وخاصة فيما يتعلق بالطلب على الطاقة

لكن بعض اللمحات الواعدة برزت في هذا المجال. وأنتج مفاعل اندماج نووي في كاليفورنيا العام الماضي، 3.15 ميغا جول من الطاقة باستخدام 2.05 ميغا جول فقط من مدخلات الطاقة. وكانت هذه حالة نادرة أنتجت فيها تجربة الاندماج طاقة أكثر مما استهلكت. وتستهلك معظم تجارب الاندماج طاقة أكثر مما تولد.

وقالت أنيقة خان، وهي زميلة أبحاث في تقنية الاندماج النووي في جامعة مانشستر، لصحيفة الغارديان بعد الاختراق الأولي في ديسمبر أن العالم “لا يزال بعيدا عن الاندماج التجاري ولا يمكن للتقنيات الحالية مساعدتنا في أزمة المناخ الآن”.

ولا يحتاج المرء للتعمق في الأبحاث حتى يدرك الواقع.

وتعاونت 35 دولة على مدى عقود في أكبر التجارب العلمية وأكثرها طموحا على الإطلاق. وشملت هذه المساعي المفاعل التجريبي النووي الحراري الدولي (مفاعل إيتير)، وشكّل أكبر تجربة اندماج في العالم. ويهدف إيتير لتوليد البلازما درجات حرارة أعلى بـ10 مرات من تلك الموجودة في قلب الشمس، وتوليد طاقة صافية لثوان في المرة الواحدة. لكنه يواجه تجاوزات هائلة في التكاليف مما يشكك في قدرته على مواصلة العمل في المستقبل.

وعندما انطلقت عمليات إيتير خلال 2006، وافق الشركاء الدوليون على تمويل ما يقدر بنحو 5 مليارات يورو لخطة مدتها 10 سنوات كانت تهدف لتشغيل المفاعل في 2016. ورفع تشارلز سيف، مدير معهد آرثر كارتر للصحافة في جامعة نيويورك، دعوى قضائية ضد مشروع المفاعل النووي التجريبي الدولي بسبب افتقاره إلى الشفافية بخصوص التكلفة والتأخيرات المستمرة. وأشار إلى أن أحدث تقدير رسمي لتكلفة المشروع يبلغ الآن أكثر من 20 مليار يورو، وهو لا يقترب من تحقيق أهدافه الرئيسية.

05 أبريل 2024

هاشتاغ

التعليقات