المجتمع

حرب فنية مصرية - سورية حول
حرب فنية مصرية - سورية حول "الحشاشين" بعد تصريحات عابد فهد
اندلعت حرب فنية مصرية – سورية حول شخصية حسن الصباح في مسلسل “الحشاشين” التي يؤديها الفنان المصري كريم عبدالعزيز ومسلسل “سمرقند” من بطولة عابد فهد الذي يتعرض لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب توجيهه انتقادا لمسلسل “الحشاشين”.

وقال فهد في مداخلة على قناة العربية، إن انتقاده الوحيد لمسلسل “الحشاشين” هو استخدام اللهجة العامية أو المحكية المصرية في العمل. بعد أن وجهت له المذيعة سؤالا عن رأيه في مسلسل “الحشاشين” وشخصية حسن الصباح، الذي سبق وأداها ضمن أحداث مسلسل “سمرقند”، الذي تم إنتاجه عام 2016، ومرة أخرى في مسلسل “أوركيديا” إنتاج عام 2017.

وأجاب عابد، أنه شاهد الحلقتين الأولى والثانية من المسلسل، عقب حملة الانتقادات التي تعرض لها “الحشاشين” بسبب استخدام صناعه اللهجة العامية المصرية وليست اللغة العربية الفصحى. وقال إنه رأى جهدا إنتاجيا كبيرا في المسلسل، وهناك صورة جيدة، ونجوم يشاركون في المسلسل على رأسهم كريم عبدالعزيز، صاحب الأدوار المتميزة والتاريخ الكبير.

وفسر عدم استخدام الفصحى بالمسلسل أنه ربما يعود الأمر إلى وجود عائلات كثيرة في مصر ومشاهدين، لم يعتادوا على اللغة العربية الفصحى، لكنه هو مع خيار اللغة العربية الفصحى خاصة في الأعمال التاريخية. وأوضح أن اللغة الفصحى تعطي للعمل رونقه وطابعه الحقيقييْن.

وحول مقارنة البعض بينه وبين الفنان كريم عبدالعزيز في تقديم شخصية حسن الصباح، وانحياز البعض له، أعلن فهد احترامه لرأي الجمهور، مشيرا إلى كونه ليس من حقه أن يكون الحكم في هذا الأمر، لكنه أثنى على كريم عبدالعزيز بطل “الحشاشين”، وختم تصريحاته بجملة “يا ريت لو اختاروا اللغة العربية الفصحى”.

وفيما يبدو أن كلام عابد لم يلق قبولا عند شريحة كبيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من المصريين، الذين أزعجهم انتقاد مسلسل “الحشاشين”، فتداول عدد كبير منهم تصريحاته، مصحوبة بتعليقات نارية.

وتعرض عابد لموجة انتقادات لاذعة لرأيه ولتاريخه الفني، وامتدت إلى المقارنة بين الدراما السورية والمصرية وتفوق الأخيرة خصوصا في الفترة الأخيرة مع تراجع الإنتاج الدرامي السوري بسبب الحرب.

وعلقت ناشطة:

من ناحية أخرى حرص البعض على الدفاع عن الفنان عابد فهد، ورأوا أن تصريحه لم تكن فيه أية إساءة للعمل، خاصة أنه عبر عن أمنية راودته حينما شاهد المسلسل، وأن الخلاف حول استخدام اللهجة العامية، تم طرحه من اليوم الأول لعرض مسلسل “الحشاشين”، وأن هناك انقساما كبيرا بين المصريين أنفسهم حول هذا الأمر. وأبدى الكثيرون إعجابهم بأدوار الفنان السوري وتاريخه الفني:

ورأى أخر:

ورأى البعض أن عابد نجح في الإفلات من الفخ الذي صنعته له مذيعة العربية حينما طلبت منه رأيه عن أداء كريم عبدالعزيز لشخصية حسن الصباح، مشيرة إلى أن كثيرين انحازوا لأدائه ورأوا أنه تفوق على كريم، لكن عابد أفلت بذكاء وأنصف الفنان كريم عبدالعزيز وشهد بتاريخه الفني الكبير، مؤكدين أن عابد كان طوال المداخلة مع البرنامج مهذبا وأجاد اختيار ألفاظه.

وفي حين كان انتقاد عابد فهد لمسلسل الحشاشين دبلوماسيا، فقد شنّ في المقابل هجوماً لاذعاً على الأعمال الدرامية السورية المعروضة خلال شهر رمضان الحالي، منتقداً تركيزها على العنف والقسوة وغياب الجانب الإيجابي.

واعتبر أن السباق الرمضاني بشكل عام يُشكل كارثة حقيقية تدفع الكتاب والمنتجين إلى ارتكاب أخطاء، مثل أخطاء في كتابة النصوص وتكرار القصص والأحداث.

وانتقد غياب البطل الإيجابي في الدراما السورية التي تعرض خلال الموسم الرمضاني الحالي، وتسليطها الضوء فقط على الأشخاص الأشرار والقتلة، مؤكداً أن ذلك يخالف قانون الدراما الذي يتوجب عليه تسليط الضوء على جميع جوانب المجتمع.

وقال: “يجب أن نتروى في كتابة الأعمال الدرامية بشكل أكبر ويجب أن يوجد بطل إيجابي وأن تكون الأعمال واقعية ولكن ليس بهذا العمق”.

وردًا على وجهة نظر مواطنه الممثل والمؤلف السوري يامن الحجلي حول ضرورة تقديم الدراما واقعاً عنيفاً يعكس الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، عبّر عابد فهد عن عدم موافقته على هذه الرؤية، لافتاً إلى ضرورة مراعاة تأثير الأعمال الفنية على الأطفال. وأكد أنه “بالرغم من سوء الوضع العام في سوريا إلا أن ليس جميع السوريين من مؤيدي فكرة القتل والعنف التي تعرض في الدراما، بل مازالت هناك بقية أمل وقيم أخلاقية تتجلى لدى كثيرين منهم”.

وهذا ما عرضه أيضا لموجة من الهجوم، وقال معلق:

يذكر أن أحداث مسلسل الحشاشين تكشف نهج الجماعات الفاسدة والإرهابية والتكفيرية منذ أيام الحشاشين وتشابه الأفكار بين حسن الصباح مؤسس الحشاشين، وحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، ومبدأ السمع والطاعة الذي يسير على نهجه أنصار الجماعتين الأخطر في العالم، وكيف نجح مؤسس الحشاشين في إقناع أتباعه بأفكار خاطئة لتبرير جرائمهم، مثلما فعل حسن البنا -مؤسس الإخوان- مع أتباعه.

ويقول الباحثون إن الجماعة بدأت في العام 1094، أي قبل ألف عام، وكان اسمها مثار رعب ومصدر خوف، ليس للمسلمين فقط في بلاد العرب أو فارس وإنما أيضا لملوك أوروبا أنفسهم. وفي نهايات حكم الدولة الفاطمية حدث صراع بين الفاطميين على ولاية المستعلي وأخيه نزار، وانشقت المجموعة الداعمة لنزار ومقرها بلاد فارس وأصبح اسمها الإسماعيلية النزارية، وكان زعيم المجموعة المنشقة حسن الصباح زعيم الحشاشين.

وحسن الصباح من مواليد مدينة قم في بلاد فارس، ومع ضعف حكم الدولة الإسلامية وتوالي الحملات الصليبية ومعها الحروب مع المغول استغل حسن الصباح المشهد، وبدأ ينشر بين الناس أنهم ابتعدوا عن الإسلام الحقيقي، وأنهم لا بد أن يرجعوا إلى جماعة المسلمين، وأسس لجماعته مقرها الأشهر في قلعة ألموت الجبلية شمال إيران، وامتدت دولتهم إلى سوريا.

وجماعة الحشاشين لم تؤسس دولتها بالمواجهة بين جيوش دولتين، وإنما استخدمت فكرة الاغتيالات والعمل السري، وكان لدى الصباح الآلاف من التابعين الذين دربهم على مبدأ السمع والطاعة، وقام بتجنيدهم منذ طفولتهم وعلمهم أغلب اللغات المعروفة في تلك الفترة ما سهل له اختراق الدول المجاورة واستغلال وجود أتباعه كخلايا نائمة في قصور الأمراء والخلفاء لتنفيذ عمليات الاغتيال وإضعاف الدولة بشكل ممنهج، مثلما فعل الإخوان بعد ذلك.

06 أبريل 2024

هاشتاغ

التعليقات