المجتمع

نقاد: المواهب الصاعدة تبشر بمستقبل جيد للدراما المصرية
نقاد: المواهب الصاعدة تبشر بمستقبل جيد للدراما المصرية
أثار موسم دراما رمضان 2024 الكثير من ردود الفعل المتباينة التي تحاول في أغلبها تقييم الإنتاج المصري ومدى تنوعه ونجاحه في تقديم أعمال جاذبة للجمهور، ذات جودة وقيمة فنية عالية، معتمدة على مواهب جديرة بتطوير مستوى الدراما مستقبلا.

واهتمت ندوة “الدراما الرمضانية” لوزارة الثقافة المصرية بتقييم المشهد الدرامي، ونظمتها لجنة الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية التابعة لوزارة الثقافة المصرية، بالتعاون مع لجنة السينما، أدارها د. شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة بني سويف وشارك فيها الكاتب والسيناريست محمد السيد عيد ود. فاطمة الصعيدي أستاذ اللغويات بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعه حلوان، ود. مرفت أبوعوف أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأميركية والخبيرة الإعلامية في تشريعات وإستراتيجيات الإعلام والكاتب الصحافي والناقد مصطفى عبدالله.

بدأ د. شريف الجيار كلمته بأن هذا اللقاء استثنائي ومهم، لأنه يمنح الفرصة لمعرفة الطريق الذي يمكن أن تسير عليه الدراما المصرية وما مستقبل تلك الدراما الرامزة لتنوع وتغير الدراما العربية بشكل عام، موضحا أنه لا يمكن الحديث عن الدراما المصرية بمعناها المعاصر، دون الإشارة إلى التاريخ قائلا “لا يمكن أن نتكلم عن الدراما الرمضانية المصرية ونغفل ‘رأفت الهجان’ و’ليالي الحلمية’ و’أرابيسك’، و”الراية البيضا”، وغيرها، كما لا يمكن أن ننسى ‘وقال البحر’، و’ضمير أبلة حكمت’، و’عصفور النار’، و’ما زال النيل يجري’، ولا يمكن أن ننسى عبدالرحمن الأبنودي وعلي الحجار ومحمد الحلو، ولا أسامة أنور عكاشة ومحمد صفاء عامر ومحمد جلال عبدالقوي، وغيرهم من الأسماء المهمة في تاريخ الدراما المصرية”.

وألقى الكاتب محمد السيد عيد نظرة على تاريخ التلفزيون المصري، والذي بدأ بقناتين اثنتين تبثان لعدد ساعات محدود، في مقابل ذلك العدد الهائل من القنوات الفضائية، وذلك البث المستمر، ما يفسر لمَ بدأت الدراما التلفزيونية بمسلسلات عدد حلقاتها 13 حلقة فقط، ووصلت الآن إلى أكثر من 30حلقة.

وأشار إلى أننا إضافة إلى الزيادة العددية نلاحظ هذا العام أن هناك تنوعا كبيرا بين مجالات الدراما التلفزيونية، ومنها التاريخي والكوميدي والأكشن والديني والاجتماعي، وباقة شديدة التنوع من المسلسلات، مشيدا بذلك الجيل الجديد الصاعد بقوة من النجوم الشباب، ضاربا المثل بمسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”، الذي يعد معظم أبطاله من الشباب، حتى المخرجة والكاتبة، ما يبشر بأن مستقبل الدراما في مصر بخير.

وأوضح عيد أن ما يميز الدراما هذا العام أن هناك إنتاجا ضخما لم يحدث من قبل في الدراما المصرية، والمثال على ذلك مسلسل “الحشاشين”.

كما أشار إلى عودة المسلسلات التي تكتفي بـ15 حلقة كظاهرة صحية في الدراما هذا العام، مقابل المسلسلات التي تعد نتاج “ورش عمل”، فلم يعد هناك مؤلف فرد في الساحة، ولكن صار هناك عدد كبير من المؤلفين يقومون بعمل ورش سيناريو تكون نتيجتها مسلسلا جديدا.

وتحدث عيد عن المسلسلات التي يكتب على التتر فيها أنها مأخوذة عن رواية، متسائلا: إلى أيّ مدى من حق المسلسل المأخوذ عن رواية أن يلتزم أو يحيد عن النص الأدبي الذي أخذ عنه؟ ضاربا المثل بمسلسل “عتبات البهجة”، والذي رأى أنه ابتعد عن الرواية التي أخذ عنها خطوات كبيرة، حتى صارا لا يلتقيان سوى في العنوان.

وأشار عيد إلى القضايا التي تناقشها دراما رمضان هذا العام، وكيف يجد بعض علامات الاستفهام حول الرسائل التي تقدمها بعض المسلسلات، مثل جعل المشاهد يتعاطف مع نموذج اللص في أحد المسلسلات، وما ينتج عن ذلك من تأصيل لبعض القيم المغلوطة في نفوس النشء والأجيال الجديدة.

موسم دراما رمضان 2024 أثار الكثير من ردود الفعل المتباينة التي تحاول في أغلبها تقييم الإنتاج المصري ومدى تنوعه ونجاحه في تقديم أعمال جاذبة للجمهور

وتحدثت د. مرفت أبوعوف عن قضايا أخرى في الدراما الرمضانية لهذا العام، ومنها الشباب، والأسرة، والمرأة، وتلك الإيجابية في التنوع الدرامي هذا العام، مشيدة كذلك بالأبطال الجدد، وبالتقنيات المتطورة، وإلى أيّ مدى وصلت درجة الإتقان لدى الممثلين، لاسيما شباب الأبطال، والفنانة سلمى أبوضيف التي لا تمثل الشخصية، بل تعيشها.

وأشارت أبوعوف إلى أن هذا العدد الهائل من المسلسلات لا يجعلنا نتمكن من متابعتها جميعا وقد اختارت عددا منها لتتابعه، مثل مسلسل “كامل العدد”، ومسلسل “مسار إجباري”.

فيما تحدثت د. فاطمة الصعيدي عن ذلك الدور الرائد للإذاعة المصرية، ساردة بعض تاريخ الدراما الإذاعية، مثل مسلسل “ألف ليلة وليلة” الذي ألفه طاهر أبوفاشا واستمر يذاع 26 عاما عبر البرنامج العام، مشيرة إلى عدد من الأعمال الدرامية الإذاعية مثل مسلسل “أحسن القصص”، وهو مستوحى من القصص الديني في القرآن وكان يعده محمد على ماهر ويخرجه يوسف خطاب، و”المسحراتي” الذي كان يقدمه الفنان سيد مكاوي ويكتبه الشاعر فؤاد حداد.

وتساءل الكاتب مصطفى عبدالله: هل هناك خارج مصر من يهتمون بمشاهدة الدراما المصرية؟ مجيبا أن الكثيرين في كل مكان في العالم، لاسيما في بلاد المهجر، ينتظرون الدراما الرمضانية بشغف واهتمام، حتى أنه يتلقى منهم آراءهم وتقاريرهم وتعليقاتهم حول ما يشاهدونه يوما بيوم، لافتا إلى الدور المهم للمشاهدين في تقييم الأعمال الدرامية، وليس فقط النقاد.

06 أبريل 2024

هاشتاغ

التعليقات