اخبار

حالات الانتحار في ديالى تزداد إثر الحب وأسباب أخرى
حالات الانتحار في ديالى تزداد إثر الحب وأسباب أخرى
أمل كبير، ثم إحباط أكبر، لينتهي المطاف بالشاب (خ. ث) معلقاً على مشنقة صنعها بنفسه وسط غرفته. كاد الموت يقطف شبابه لولا وصول أخيه الأكبر في الوقت المناسب.

ومع أن هذه الحادثة كانت قبل 3 سنوات، لكن حتى هذه اللحظة التي يتحدث فيها (خ. ث) مع "جسور"، لم يتجاوز أثرها النفسي تماماً، واكتفى بوصفها بقوله: "القرار صعب، لكنها كانت لحظة ضعف، كادت أن تنهي حياتي".

 (خ.ث)، شاب بعمر 25 عاماً من مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، يقول إنه "لا يريد الحديث عن أسباب محاولته الانتحار، لأنها أوقات مؤلمة".

"عانيت نفسيا لأشهر قبل ان استعيد وضعي وأعود للحياة بعزيمة أكبر. هذا كله بفضل تفاعل أسرتي الإيجابي معي"، يبين (خ. ث).

 هذا الشاب نجى من الموت، وعاد اليوم إلى دراسته المتأخرة قليلاً، ويذهب بشكل منتظم إلى جامعته، وهو يأمل أن يسافر خارج البلاد لفتح آفاق جديدة.

 الحال كان مختلفاً مع شاب آخر، من مدينة المقدادية ثاني أكبر مدن ديالى، فعلى الرغم من لم يتجاوز الـ 24 عاماً، إلا أنّ "المشاكل العائلية تفاقمت، فدفعته إلى الانتحار"، وفق رواية المقربين منه.

"استمر.. كافح.. قاتل"، بهذه الكلمات ختم منشوره الأخير على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لكن بعد أيام قلائل، ورد خبر انتحاره، هكذا صدم العديد من أصدقاءه فجأة.

 وارتفعت حالات الانتحار في محافظة ديالى خلال الثلث الأول من العام الحالي 2024، مما يشير إلى خطر يحتاج إلى معالجات عاجلة، وفقاً لمختصين.

مأساة الانتحار في قصص الحب وغيرها

 رئيس منظمة ديالى لحقوق الإنسان طالب الخزرجي، يرى في حديثه لـ "جسور"، أنّ "الأرقام المسجلة لدينا تظهر مأساة ظاهرة الانتحار في ديالى، فقد رصدنا 28 محاولة انتحار خلال الثلث الأول من 2024".

ويوضح الخزرجي أنّ "16 منها انتهت بالوفاة، 10 منهم ذكور و6 إناث، فيما تم إنقاذ 12 حالة في اللحظات الأخيرة بينها 11 أنثى وذكر واحد".

ويشير إلى أنّ "اثنين من المنتحرين من الشباب، كان سبب انتحارهما هو الحب. أنهيا حياتهما بسبب فراق من يحب قلبيهما، في لحظات أحدثت فاجعة لأسرهما".

ويلفت إلى أن "معدلات الانتحار في ديالى مثيرة للقلق في السنوات الأخيرة، على الرغم من أننا نرصد عن كثب الكثير من القصص ونعقد ندوات ومؤتمرات من أجل بيان خطورة تفاقم ظاهرة الانتحار في مجتمع المحافظة".

وعن أسباب ارتفاع عدد حالات الانتحار، يعزو مدير مفوضية حقوق الإنسان في ديالى صلاح مهدي، ذلك إلى "الفقر المدقع والمشاكل العائلية والديون وصولاً إلى ضغط الدراسة والفشل في الامتحانات"، كما يرى أنّ "هذه هي أهم الأسباب التي تقود للانتحار في ديالى".

 وينوه مهدي إلى أن "الانتحار كان ينحصر بشكل كبير في شريحة الشباب، لكن في السنوات الأخيرة رصدنا انتحار مسنين بسبب ضغوط الحياة والديون، بالإضافة إلى حالات انتحار لمراهقين".

ويستطرد بالقول إنّ "غزارة ما تبثه منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام التي تعطي انطباعاً تبسيطياً عن الانتحار، هي من تقف وراء قرار الانتحار للبعض وفق تقييمنا"، مشدداً على ضرورة "الانفتاح أكبر أمام الطب النفسي الذي يمكن أن يوفر علاجات مبكرة لمن يفكر بالانتحار".

05 مايو 2024

هاشتاغ

التعليقات