بعد موسم خسائر وصفت بـ"الكارثية"، ها هي الأمطار تعود مرة أخرى لإنقاذ مزارعي قضاء المشخاب في محافظة النجف، الذين لم يتمكنوا من زراعة محصول الشلب لهذا الموسم، فيما انتعشوا لاحقاً في موسم الحنطة.
وتنتشر مزارع الحنطة في محافظة النجف منها مناطق (الحيدرية – المشخاب – الحيرة - والعباسية) ويسلم المحصول لأربعة مراكز تسويق رئيسية، وهي كل من سايلو الكوفة والمناذرة والأفقي والخورنق.
صادق الهويلي، وهو أحد مزارعي الحنطة في المشخاب، قال في حديثه مع "جسور"، إنّ "العام الزراعي الحالي كان الأقسى علينا. أغلب المزارعين في المدينة لم يستطيعوا زراعة محصول الشلب هذا العام"، عازياً ذلك إلى "أزمة الجفاف التي ضربت المدينة".
ويوضح الهويلي أنّ زراعة الحنطة "أسهل بكثير بالنسبة لنا، كونه لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، بل يستوجب سقيه مرة أو اثنتين طوال الموسم".
ويشير الهويلي إلى أنه "وبالاعتماد على الأمطار، فإنّ موسم الحنطة سيعوض خسائرنا الكارثية في موسم الشلب".
وطالب الحكومة بأن "ترفع سعر الطن الواحد في مراكز تسويق الحنطة من أجل مساعدة المزارع".
وقبل أيام قلائل، أعلنت مديرية الزراعة في محافظة النجف، بدء موسم حصاد الحنطة لمساحة قدرها (338647) دونماً داخل وخارج الخطة الزراعية لمحصول الحنطة و(512) دونماً لمحصول الشعير.
وبلغت كمية محصول الحنطة المحصودة لغاية الآن في معظم مناطق النجف، (104042) دونماً تم تسويقه، من أصل (337647) دونماً زراعياً، وفقاً لإحصاءات نشرتها مديرية زراعة النجف.
"العقبة الوحيدة"
ويرجح مدير زراعة النجف، منعم الفتلاوي، في حديثه لـ"جسور"، أن "يكون الإنتاج لمحصول الحنطة في محافظة النجف هذا الموسم أعلى من العام الماضي"، مؤكداً أنه "لا توجد أضرار في محصول الحنطة هذا العام".
وكشف الفتلاوي عن أن "العقبة الوحيدة في عملية التسويق هي قلة المراكز التسويقية في المحافظة، حيث يوجد أربعة مراكز تسويقية في النجف، والطاقة الاستيعابية فيها غير كافية لاستقبال جميع محصول الحنطة، كونها قد أنشأت منذ سبعينيات القرن الماضي"، مشيراً إلى أنّ "هناك عدداً من الحلول لذلك، أبرزها إجراء عدد من المناقلات لمحافظات أخرى أو فتح ساحات إضافية في المحافظة".
"التسويق يجري بلا مشاكل"
من جهته، يوضح قائممقام المشخاب عبدالخالق الميالي، لـ"جسور"، أنّ "الإجراءات الخاصة بتسويق الحنطة تجري من دون مشاكل تذكر"، مبيناً أن "المساحة المخصصة للحنطة في المشخاب تبلغ (36) ألف دونم من ضمن الخطة الزراعية الخاصة بمحافظة النجف".
ويشير الميالي إلى أنّ "الفترات الماضية شهدت مدينة المشخاب حوادث احتراق في عدد من الأراضي الخاصة بزراعة الحنطة بمساحة تقدر بخمسة دونم، لكنها لم توثر بشكل كبير على منتوج محصول الحنطة، إذ لم تقدم أي طلبات تعويض من قبل المزارعين لقائم المقامية للمضي بالإجراءات اللازمة لغاية الآن".
ووجه الميالي دعوة إلى المزارعين بـ"ضرورة مراجعة مراكز التسويق لتسلم مستحقاتهم بالسرعة الممكنة، مبيناً أنّ "سعر الطن الواحد والذي تم تحديده من قبل وزارة التجارة هو 850 ألف دينار".