اخبار

بساتين العراق تستعيد مجد النخيل: إحياء 13 صنفاً نادراً والتصدير يصل لـ17 دولة
بساتين العراق تستعيد مجد النخيل: إحياء 13 صنفاً نادراً والتصدير يصل لـ17 دولة
طوت بساتين شرق العراق سنواتها العجاف، وبدأت النخيل تعيد منظرها الساحر، وتطرح ثمارها للسوقين المحلي والدولي في آن واحد، فيما تصاعد استثمار النخيل بنسبة لا تقل عن 20 بالمئة.

إسماعيل الربيعي، مزارع من قضاء المقدادية، يقف قرب مزرعة النخيل التي أنشأها قبل 3 سنوات بمساحة تصل إلى 5 دونمات، وينظر إليها بانتظار موسم حصاد 4 أصناف نادرة من التمور العراقية، بينها ما يسمى بـ"القرنفل الأسود"، وهو الأعلى سعراً على مستوى البلاد، إذ يصل الكيلوغرام الواحد منه إلى 30 ألف دينار (20 دولار أمريكي).

 الربيعي يوضح، لـ"جسور"، أن "فتح تصدير التمور العراقية أسهم في خلق رؤية جديدة ذات جدوى اقتصادية للمزارعين، وحتى المستثمرين ممن لديهم سيولة مالية، في إنشاء مزارع نموذجية لنوادر أصناف التمور لغرض تصديرها في ظل وجود إقبال عليها في الأسواق المحلية والدولية".

ويضيف أنّ "الاستثمار في النخيل مربح، لكنه يحتاج إلى صبر ومتابعة. في البداية تكون التكاليف عالية، لكن مع السنوات تحقق أرباحاً كبيرة".

 استثمار متصاعد وطلب متزايد

 "استثمار النخيل تصاعد بنسبة لا تقل عن 20% في السنوات الأربعة الأخيرة"، يقول رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى رعد مغامس، ويوضح أنّ ذلك نتيجة "الإقبال على إنشاء ما يسمى بمزارع النخيل الحديثة، والتي تعتمد تقنيات حديثة في الزراعة والري، وصولاً إلى الإنتاج، بل حتى أساليب زراعة الفسائل تعتمد بالأساس على النسيجية، وهي الأكثر رواجاً حالياً".

 ويشير مغامس، في حديث لـ"جسور"، إلى أنّ "ديالى فقدت 20 – 25 % من بساتين النخيل في العقود الأربعة الماضية، نتيجة الحروب والاضطرابات الأمنية، ومن ثم الجفاف والآفات الزراعية"، لافتاً إلى أنه "خلال سنوات الأخيرة انعكست المعادلة وبدأت تظهر مزارع حديثة بأصناف نادرة".

ويبين مغامس أنّ "هناك أحياء لـ 13 صنفاً نادراً، ويتم تسويق نتاجها إلى أسواق دولية مع وجود طلب متزايد عليها"، مشيراً إلى أنّ "ديالى فقط صدرت قرابة 300 ألف طن في السنوات الأخيرة".

 صناعة تكميلية

 رئيس لجنة الزراعة في مجلس ديالى السابق حقي الجبوري، يوضح لـ"جسور"، أنّ "المحافظة تضم 30 صنفاً نادراً على مستوى العراق بينها (القرنفل الأسود) والذي يسمى بـ(سيد التمور) وهو الأغلى من بين الأصناف الأخرى، خاصة وأن أسعاره تصل إلى 30 ألف دينار للكغم الواحد".

 ويرى الجبوري أنّ "استثمار النخيل ما يزال في البدايات، لكنه يعطي رسالة إيجابية في تحريك البوصلة نحو الاهتمام بقطاع اقتصادي أهمل لسنوات لأسباب عدة".

"ما تحتاجه صناعة التمور في العرق إلى التسويق الجيد وخلق صناعات تكميلية تعطي إيرادات إضافية، بدلاً من تصديرها بالشكل المعروف، خاصة وأن التمور تدخل بشكل مباشر في صناعات غذائية وحلوى وأمور أخرى"، بحسب الجبوري.

وأشار إلى أنّ "مساحة النخيل في ديالى تقترب من 70 ألف دونم، وربما أكثر لكن مع رؤية الاستثمار يمكن أن نحقق إنتاجاً أكبر بجهد أقل مع ثورة الري الحديثة واعتماد الزراعة النسيجية التي توفر آلاف الفسائل خلال فترة وجيزة".

ليست ديالى فقط

 أما عضو لجنة الزراعة البرلمانية النائب ثائر الجبوري، فيؤكد أنّ "استثمار النخيل ارتفع بنسبة لا تقل عن 10% في العراق ككل، وبدأت تظهر مزارع جديدة في الجنوب والوسط ومناطق أخرى خاصة مع بروز دور الزراعة النسيجية التي توفر الأصناف الكثيرة".

ويبيّن الجبوري أنّ "العراق يضم مئات الأصناف من التمور، لكنه يتميز بأكثر من 100 صنف نادر، ما يجعلها نقطة جذابة للاستثمارات بالتزامن مع الإقبال على التمور في 17 سوق دولية في آسيا ومناطق أخرى".

 التصدير فتح آفاق الاستثمار في مجال زراعة النخيل على نحو بات يشكل قطاعاً اقتصادياً جيداً، والكلام للجبوري الذي يتوقع بأن تشهد السنوات المقبلة ارتفاعاً في معدل زراعة النخيل بنسب أعلى من 30%.

05 مايو 2024

هاشتاغ

التعليقات