اخبار

"أم يوسف" تكسر ذكورية المهنة في جنوب العراق.. مكوى فيروز بإدارة النساء فقط
هنا، حيث أقصى جنوب العراق، في البصرة تحديداً، لا يمكن لك أن تتخيل المرور على مكوى للملابس من دون أن تشاهد العامل الذي يقف خلف جهاز "اللوندري" ويبعد عنه زميل له قرب غسّالة الملابس. هذه الصورة، كسرتها سجى مهدي (أم يوسف) وقررت أن تخرج المهنة من ذكوريتها، فكان مشروعها "فيروز" يطرب الزبائن بنتائج زادت من الإقبال عليه.

و"فيروز" اسم المكوى الذي تديره أم يوسف، وهي امرأة تصارع من أجل كسب قوت يومها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في العراق.

 أم يوسف، تروي لـ"جسور"، قصة نجاحها، وتقول: "منذ سنتين، كنت أعمل في إحدى المحال الخاصة بالكي وغسل الملابس، كموظفة أقوم بالغسل والكي يومياً ضمن التزاماتي، لكن لم تكن الأموال التي استلمها تسد قوت يومي وعائلتي اليومي".

وتبين أنها كانت تواجه "صعوبات كثيرة في الحصول على فرص عمل، وكانت الحاجة ملحة لتوفير دخل لعائلتي".

"قررت أن استغل مهارتي في غسيل وكي الملابس وأن أبدأ مشروعي الخاص في مدينة الجنينة وسط البصرة، وهو الأول من نوعه في العراق"، توضح أم يوسف. 

 ومن خلال هذا المشروع، تشير أم يوسف إلى أنها "فتحت باباً لأربع نساء للعمل معي، وأصبح لديهن مصدر دخل من هذا العمل".

تشعر أم يوسف بالفخر بنفسها وما حققته حتى الآن، وتوجه نصيحة للنساء الأخريات: "اليوم يجب على كل النساء أن يكون لديهن إصرار من خلال فتح مشاريعهن الخاصة".

 حققت الأشهر الأربعة الأولى من افتتاح مكوى "فيروز"، نجاحاً تصفه مالكة المشروع بأنه "لم يكن بالحسبان"، بعدما كانت الفكرة أن تقتصر زبائنه على النساء، لكنه توسع وصار يستقبل النساء والرجال وحتى شركات ومعامل متخصصة بخياطة الملابس.

و"هذه الفكرة رائعة ومبتكرة بالفعل"، تعلق سلمى محمد على المشروع، وهي إحدى الزبونات الدائمات للمحل.

وترى محمد، في حديثها مع "جسور"، أن "أم يوسف توفر للنساء الفرصة للاعتماد على أنفسهن وتحقيق الاستقلال المالي في زمن صعب مثل هذا. إنها قدوة".

أما ياسين كرم، فيقول لـ "جسور"، إنه "شاهد إعلان افتتاح لوندري نسائي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار استغرابه، ليشده الفضول إلى أن يجرب خدماته".

ويضيف كرم: "أصبحت زبوناً دائماً، لما تقدمه من خدمة مميزة، ونظيفة"، ويتسطرد بقوله: "أحيي هذه التجارب والمشاريع التي تعطي حافزاً كبيراً للنساء البصراويات".

ومكوى "فيروز" ترى فيه النساء البصراويات، نقطة جذب ليس فقط لغسل وكوي الملابس، بل للتفكير خارج الصندوق والبدء بمشاريع تحقق لهن الاستقلال المالي، وتسهم في رفع المستوى الاقتصادي لهن.

06 مايو 2024

هاشتاغ

التعليقات