اخبار

 تسونامي السرطان يضرب مدينة شرق العراق والأهالي ينتفضون: أبراج الاتصالات تقتلنا
تسونامي السرطان يضرب مدينة شرق العراق والأهالي ينتفضون: أبراج الاتصالات تقتلنا
"رعب حقيقي" انتشر بين أهالي منطقة "الخويلص" في محافظة ديالى، بعد أن سجلت تسارعاً في الإصابات بمرض السرطان خلال الأشهر الماضية، للدرجة التي خرج فيها الأهالي غاضبين للمطالبة برفع أبراج شركات الاتصالات، التي يتهمونها بأنها السبب وراء ما يصفونه بـ"لعنة السرطان".

ومنطقة "الخويلص" تقع على بعد 4 كم عن قضاء الخالص ثالث أكبر مدن ديالى، تحيطها بساتين من النخيل، وتحتفظ بتاريخ يمتد إلى نهايات القرن 18 قبل أن تتحول إلى منطقة مترامية بأزقتها.

(ع.غ) أم أصيبت بالسرطان منذ 9 أشهر، تقول لـ"جسور" إنّ لديها "4 أطفال صغار، واكتشفت بالصدفة إصابتي بالسرطان، والآن أعيش رعباً حقيقياً".

وتبيّن (ع.غ) أنّ "برج الاتصالات يبعد قرابة 140 م عن منزلي"، مضيفة أنّ "الجميع يتحدث عن أن أبراج الاتصالات هي السبب بإصابتي، بينما لا أعرف حقيقة الأمر، هل سببه برج الاتصالات أم المياه أم المواد الغذائية المستوردة".

خليل أحمد، أحد سكنة "الخويلص"، يوضح لـ"جسور"، أنّ "الخويلص منطقة زراعية معروفة على مستوى ديالى بأجوائها الهادئة، لكن فجأة، بدأ السرطان يطرق أبواب منازلها الواحد تلو الآخر، لتسجيل خلال الفترة الماضية فقط قرابة 40 حالة إصابة بالسرطان و20 حالة ضمور".

وقال أحمد إنّ "ما حصل دق جرس الإنذار من أن نكون أمام تسونامي يحصد أرواح العشرات بسبب الأمراض الفتاكة"، مبيناً أنّ "كل أصابع الاتهام توجه صوب أبراج الهواتف النقالة".

إطفاء الأبراج.. رسالة احتجاجية

قائممقام قضاء الخالص عدي الخدران، تسلّم من الأهالي شكوى رسمية تحمل تواقيع العشرات من أبناء "الخويلص"، تتضمن إحصائية بعدد الحالات المصابة، يقول عنها لـ"جسور"، إننا "أمام كارثة صحية بالفعل".

ويبيّن الخدران أنّ "الأهالي عمدوا إلى إطفاء الأبراج في خطوة تعبر عن غضب شعبي خاصة، وأنّ خريطة الإصابات تتصاعد يوماً بعد آخر".

وبناءً على ذلك، تمت "مفاتحة حكومة ديالى ودائرة البيئة والاتصالات من أجل تشكيل فريق تحقيق مختص للنظر في شكوى الأهالي والسعي إلى إبعاد الأبراج عن المناطق السكنية"، وفقاً لقائممقام الخالص.

أما قائممقام قضاء بعقوبة عبد الله الحيالي، هو الآخر، يشدد على ضرورة إعادة تقييم أبراج الاتصالات في كل مناطق ديالى "من أجل التأكد من سلامة تطبيقها لمعايير السلامة"، ويؤكد لـ"جسور"، أنه "قدم طلب بهذا المضمون قبل 5 أشهر من الآن، ولكن من دون نتيجة".

ويقول الحيالي إنّ "الإصابات السرطانية مصدر قلق في ديالى، وهي تنتشر بالفعل ضمن مناطق محددة ما يستدعي التحقيق بها لبيان الأسباب الموجبة".

وأضاف أنّ "الأمراض السرطانية تمثل رعباً للأهالي، خاصة وإن الإصابات في بعض الحالات كانت متعددة ضمن أفراد الأسرة الواحدة".

آفة السرطان تمتد لمناطق أخرى

ليست "الخويلص" وحدها، بل يقول عضو مجلس النواب عن محافظة ديالى صلاح زيني، لـ"جسور"، إننا "تسلمنا في الأشهر الأخيرة شكاوى من مناطق عدة في بعقوبة وغيرها، حول ملف تأثير الأبراج وارتفاع حالات السرطان في عدد من المناطق"

ويتحدث زيني عن توجيه طلب لدائرة البيئة في المحافظة، بتشكيل لجان تحقيق "من أجل الخروج بتقارير رسمية موثوقة تبين الأسباب وتعطي رسائل طمأنة للأهالي".

ويرمي زيني "الكرة في ملعب البيئة"، ويعزو ذلك بقوله: "لأن لديها أجهزة يمكنها قياس نسب الترددات إذا ما كانت ضمن المسموح أم هناك مخالفات في الترددات".

"الترددات ضمن المسموح به"

من جانبه، يشير الخبير البيئي أحمد علي، إلى أنّ "اتهام أبراج الاتصالات بأنها وراء الإصابات السرطانية، ليس جديداً، فقد تكرر في 4 - 5 مناطق أخرى بينها اثنين في بعقوبة وأخرى في السلام، وكذلك الإصابات كانت بالعشرات ضمن محيط جغرافي محدد".

ويوضح علي أنه "من خلال الكشف تبيّن بأن الترددات ضمن المسموح به"، مبيناً أنه على "الرغم ذلك تم تغير أحد الأبراج بناءً على رغبة الأهالي في منطقة غرب بعقوبة، لكن بالمقابل هناك أسباب أخرى للأمراض السرطانية ومنها التلوث".

06 مايو 2024

هاشتاغ

التعليقات