عربي ودولي

الحرب في غزة تحتل الصدارة في جوائز بوليتزر الأميركية
الحرب في غزة تحتل الصدارة في جوائز بوليتزر الأميركية
 شكّلت الحرب في غزة محور جوائز بوليتزر الأميركية للصحافة والأدب مع تنويه خاص للصحافيين الذين يغطون النزاع بين إسرائيل وحركة حماس.

وفازت صحيفة “نيويورك تايمز” بجائزة الصحافة الدولية “لتغطيتها الواسعة والكاشفة لهجوم حماس الفتاك في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر”، فضلا عن تغطيتها “للرد الكاسح والقاتل للقوات المسلحة الإٍسرائيلية”.

ونالت وكالة رويترز جائزتي بوليتزر إذ حصدت جائزة صور الأخبار العاجلة عن الصور المؤلمة لصراع إسرائيل وغزة، بالإضافة إلى جائزة الصحافة الوطنية عن سلسلة من التحقيقات في إمبراطورية إيلون ماسك الصناعية.

وجوائز بوليتزر، التي قُدمت لأول مرة في 1917، هي أرفع الجوائز في الصحافة الأميركية.

والتقط مصورو رويترز، الذين يعملون في ظل مخاطر كبيرة على سلامتهم الشخصية في أحيان كثيرة، ما وصفه أعضاء لجنة تحكيم بوليتزر بصور “خام وعاجلة” توثق الأيام الأولى للحرب في غزة.

وتتضمن الصور الفائزة صورة التقطها محمد سالم مصور رويترز في أكتوبر لامرأة فلسطينية تحتضن جثة ابنة أخيها البالغة من العمر خمس سنوات في قطاع غزة. وفازت تلك الصورة سابقا بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024.

وكشفت سلسلة رويترز عن ماسك، وعنوانها “مجمع ماسك الصناعي”، مجموعة من إصابات العمال ووفاة عامل في شركة سبيس إكس المتخصصة في صناعة الصواريخ، بالإضافة إلى سوء معاملة الحيوانات في شركته نيورالينك لزراعة شرائح في الدماغ.

العديد من المصورين الفائزين خاطروا بحياتهم وفقدوا منازلهم وأصدقاءهم وأقاربهم خلال أعمال العنف

ووجدت رويترز أيضا أن شركة تسلا الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية تسترت على عيوب خطيرة، وتلاعبت في تقديرات نطاق المسافات في لوحة قيادة السيارات، وشاركت صورا حساسة سجلتها مركباتها من دون علم السائقين. وأدت السلسلة إلى فتح تحقيقات في الولايات المتحدة وأوروبا وأثارت دعوات من مشرعين أميركيين إلى اتخاذ إجراءات.

وتقاسمت رويترز جائزة الصحافة الوطنية مع واشنطن بوست التي فازت بها عن تحقيقها في بندقية “أي.آر – 15” ودورها في أعمال العنف المسلح في الولايات المتحدة.

وقالت رئيسة تحرير رويترز أليساندرا جالوني “تظهر جوائز بوليتزر هذه البعض من أعظم نقاط القوة لدى رويترز، وهي التغطية العاجلة والماهرة والواقعية للأحداث العالمية خلال حدوثها، والصحافة الواضحة التي تخدم جمهورنا العالمي والمصلحة العامة”.

وأشارت إلى أن العديد من المصورين الفائزين خاطروا بحياتهم وفقدوا منازلهم وأصدقاءهم وأقاربهم خلال أعمال العنف.

وقُتل عصام العبدالله مصور رويترز في قصف بدبابة إسرائيلية في أكتوبر خلال تغطية الأحداث على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

وفضلا عن سالم، تضمن الفريق الفائز من مصوري رويترز أحمد زقوت وأمير كوهين وعمار عوض وإفيلين هوكشتاين وأنس الشريف وإبراهيم أبومصطفى ورونين زفولون، والصحافي المستقل ياسر قديح.

الصور الفائزة تتضمن صورة لامرأة فلسطينية تحتضن جثة ابنة أخيها فازت سابقا بجائزة أفضل صورة عالمية لعام 2024

وأنتجت ماريسا تايلور وستيف ستيكلو ونوريهيكو شيروزو وهيونجو جين وراشيل ليفي وكيفن كروليكي وماري مانز ووايلون كننجهام وكوه غوي تشينغ سلسلة ماسك.

وقال رئيس رويترز بول باسكوبيرت “عملنا الفائز يجسد أهمية الصحافة في نقل المعلومة للجمهور ومحاسبة المسؤولين”.

وحصلت الصحافية هانا درير على جائزة الصحافة الاستقصائية لكشفها استغلال الأطفال المهاجرين في العمل بالولايات المتحدة. وهي ثاني جائزة بوليتزر تحصل عليها.

ونالت وكالة أسوشيتد برس جائزة التصوير الفوتوغرافي المميز لتغطيتها لرحلات المهاجرين من أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة.

وتدير جامعة كولومبيا تلك الجوائز التي سميت نسبة إلى الناشر جوزيف بوليتزر الذي توفي عام 1911 وترك المال لمنح الجوائز وإنشاء مدرسة للصحافة في الجامعة.

وفازت بروبابليكا بجائزة الخدمة العامة المرموقة عن القصص التي تتناول تفاصيل الهدايا والرحلات غير المعلنة التي قبلها قضاة بالمحكمة العليا الأميركية، وخاصة كلارنس توماس، من مانحين أثرياء.

وأشاد تنويه خاص بـ”الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين يغطون الحرب في غزة”. وأوضحت لجنة بوليتزر، إحدى هيئات جامعة كولومبيا، أن “هذا النزاع أودى أيضاء بشعراء وكتاب”.

وتجد الجامعة النيويوركية العريقة نفسها راهنا وسط جدل كبير بعدما استحالت مركزا رئيسيا للتظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الأحرام الجامعية الأميركية.

واستعانت إدارة كولومبيا بالشرطة نهاية أبريل لإزالة خيم نصبها طلاب محتجون على الحرب، وبعد أيام قليلة لإخراج متظاهرين تحصنوا في أحد مبانيها.

وكالة أسوشيتد برس نالت جائزة التصوير الفوتوغرافي المميز لتغطيتها لرحلات المهاجرين من أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة

وحدّت الشرطة بشكل كبير من تغطية هذه العمليات وهددت بتوقيف طلاب في الصحافة أرادوا تغطية ما يحصل.

وفي مقال نشر خلال عطلة نهاية الأسبوع، اتّهم مسؤولان في صحيفة الطلاب في جامعة كولومبيا إدارة المؤسسة بأنها شنّت “قمعا” للعمل الصحفي لهؤلاء الطلاب من خلال اشتراطها عرض بعض المقاطع المصورة وصور الأحداث عليها.

وكافأت جوائز بوليتزر هذه السنة المعارض الروسي المسجون فلاديمير كارا – مورزا “لمقالاته الشغوفة التي كتبها مجازفا بحياته من زنزانته في السجن” ملقيا الضوء على الأخطار التي تواجهها “المعارضة في روسيا فلاديمير بوتين” و”داعيا إلى مستقبل ديمقراطي لبلاده”.

ويمضي فلاديمير كارا – مورزا الذي يتعاون مع صحيفة “واشنطن بوست” حكما بالسجن مدة 25 عاما صدر في حقه في أبريل 2023 بعد إدانته خصوصا بتهمة “الخيانة” ونشر “معلومات خاطئة” في خضم قمع أصوات منتقدي الكرملين.

وكافأت الجوائز صحافيين أميركيين أجروا تحقيقا حول عمالة الأطفال المهاجرين والتباين بين الأعراق في النظام القضائي الأميركي والعنف المسلح.

ووصل الصحافي في وكالة فرانس أديم ألتان إلى المرحلة النهائية لجائزة التصوير في فئة الأخبار العاجلة لعمله في تداعيات الزلزال الذي ضرب جنوب شرق تركيا في فبراير 2023. وفي الصورة المرشحة يظهر رجل يمسك بيد ابنته العالقة بين الأنقاض بعدما قضت في الزلزال.

وفازت الكاتبة جاين آن فيليبس بجائزة أفضل عمل أدبي روائي عن روايتها “نايت واتش” حول امرأة وابنتها بعد حرب الانفصال الأميركية.

وكانت جائزة العمل غير الروائي من نصيب نايثن ثرال عن “إيه داي إن ذي لايف أوف عبد سلامة: أناتومي أوف إيه جيروزاليم تراجيدي”.

وأشادت لجنة بوليتزر بـ”الرواية الحميمية والدقيقة للحياة تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية من خلال والد فلسطيني قتل ابنه البالغ خمس سنوات في حادث اصطدام حافلة مدرسية بسبب تأخر وصول فرق الإسعاف الإسرائيلية والفلسطينية بسبب الإجراءات الأمنية”.

08 مايو 2024

هاشتاغ

التعليقات