المجتمع

دراما
دراما "الأوف سيزون" أكثر تنوعا وتوهجا بعد تخمة رمضان
 يستمر سوق الدراما في التمدد من حيث أعداد المسلسلات التي يتم إنتاجها وتوقيت عرضها، ما يظهر تأثيره في تنوع المحتويات المعروضة على الفضائيات والمنصات الرقمية بعد انتهاء موسم دراما رمضان الذي اتسم بتخمة في الإنتاج، وسط توقعات أن تشهد السنوات المقبلة مزيداً من الانتشار على مدار العام دون تقيد بموسم.

وخلال السنوات الماضية، حققت مسلسلات ما يسمى بـ”الأوف سيزون”، أي التي تعرض خارج موسم رمضان، نجاحا جماهيريا وبدت نقطة انطلاق لمنصات سعت لتسوق نفسها قبل بداية موسم رمضان، وتأكيد حضورها المستمر في الأشهر التالية له.

وظهر تأثير العوامل التجارية المحددة لعمل المنصات الرقمية واضحا في شكل الإنتاج الدرامي وحجمه وطبيعة النجوم المشاركين في الأعمال، ما جعل الجمهور ينتظر المزيد من التحولات في الدراما العربية المعروضة الفترة المقبلة.

وبدأت منصة “شاهد” السعودية عرض مسلسل “البيت بيتي 2” بعد عامين من عرض الجزء الأول الذي حقق نجاحًا وقتها، وهدفت لعدم قطع خيوط التواصل مع الجمهور الذي تواجد بكثافة لمتابعة بعض الأعمال التي قدمتها في موسم رمضان.

ويشارك في بطولة المسلسل كريم محمود عبدالعزيز ومصطفى خاطر وميرنا جميل، والعمل من تأليف أحمد عبدالوهاب وكريم سامي، وإخراج خالد مرعي، وهو من نوعية المسلسلات القصيرة ذات الحلقات العشر.

وتدور أحداث الجزء الثاني حول بينو، ويجسد شخصيته الفنان مصطفى خاطر، والذي يُجبر على العودة إلى القاهرة لمقابلة عمل، لكنه يصاب بصدمة عند تعرضه وكراكيري الذي يجسد شخصيته كريم محمود عبدالعزيز لمغامرات مرعبة.

وبدأت منصة “واتش ات” المصرية الترويج لمسلسل “دواعي السفر” المقرر عرضه منتصف شهر مايو الجاري، بطولة أمير عيد، وكامل الباشا، ونادين، وتأليف وإخراج محمد ناير، ويتكون من 10 حلقات أيضا، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي خفيف، حول شاب يعاني من مشاكل تجعله يفكر في الانتحار، في الوقت الذي يتعرض فيه جاره المسن لأزمة صحية، ينقذه منها هذا الشاب، لتبدأ بينهما صداقة قوية ورحلة تُغير مجرى حياة كليهما.

وتعرض منصة “واتش ات” في مايو أيضا مسلسل “أنترفيو”، وتدور قصته حول فتاة تدعى نادين، تجسد دورها الفنانة الشابة رنا رئيس في أول بطولة مطلقة لها، وتعمل محللة بيانات، وتذهب إلى إحدى الشركات للحصول على وظيفة وتنقلب حياتها بعدها.

يتكون المسلسل من عشر حلقات، ويشارك في بطولة العمل الفنانة مونيكا ألفونيس، خالد شباط، نور بدر، حازم إيهاب، ميدو عادل، سارة نور، خالد جواد، منة سماحة، وإخراج أحمد خالد أمين، وتأليف أمينة مصطفى.

ومن المقرر أن تعرض المنصات الرقمية مجموعة أخرى من المسلسلات التي خرجت من العرض في موسم رمضان الماضي، بينها “جريمة منتصف الليل” بطولة رانيا يوسف، وأحمد عبدالعزيز، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي تشويقي، على مدار خمس عشرة حلقة، ومسلسل ” “للأذكياء فقط” بطولة حمدي الميرغني، وكريم عفيفي، ورنا رئيس، وتدور أحداثه في إطار كوميدي، ومسلسل “إقامة جبرية” بطولة صابرين ومحمد الشرنوبى وهنا الزاهد.

وقال الناقد الفني أحمد سعدالدين لـ”العرب” إن مسلسلات “الأوف سيزون” تواجدت على نحو كبير خلال العامين الماضيين، بعيدا عن المنافسة للعرض في موسم رمضان، وظهرت قناعة لدى المنتجين والممثلين بوجود ما يشبه “المفرمة” خلال شهر واحد يتم فيه عرض العشرات من الأعمال المصرية والعربية، واتجهوا إلى اللعب في المناطق الفارغة التي يسهل فيها تحقيق النجاح الجماهيري.

وأوضح أن المسلسلات المعروضة خارج رمضان تولي اهتمامًا على نحو أكبر بالقصة، وتطورت بعض الأعمال من ناحية الشكل والمضمون ما جعل هناك قناعة بأن الإنتاج في تلك الأوقات يحظى بالمزيد من التركيز والدقة، ومن المتوقع أن تحقق مسلسلات الصيف نجاحا يقود إلى التحول تدريجيًا ليصبح العام كله موسما للمنافسة.

وأشار سعدالدين إلى أن تأثير زيادة الأعمال المعروضة في موسم رمضان لا يستمر طويلا، ومع عودة الحياة إلى طبيعتها ينجذب الجمهور لمشاهدة أعمال درامية جديدة، لكن اختيار متابعة المسلسلات يكون وفقًا لأسس فرز قوية تنجح فيها الأعمال ذات الجودة الفنية ويعزف الجمهور عن مسلسلات لا تشبع رغباته في التسلية.

ويتماشى التوسع في إنتاج مسلسلات مرتفعة الجودة الفنية على مدار العام مع اقتصاديات المنصات الرقمية التي حققت قفزات في السنوات الماضية، خاصة أنها نجحت في أن تنقل قطاعا من الجمهور الذي كان متعلقًا بمشاهدة مسلسلات دراما رمضان على التلفزيون إلى الهواتف الذكية ومنصات العرض الحديثة، ما يشكل تطورا ينعكس على قوة المنافسة، ويجد منتجو الدراما سهولة في تسويق أعمالهم.

وتؤكد إحصاءات نشرتها منصة “شاهد”، وهي الأكبر عربيًا، وجود زيادة كبيرة في أعداد مشتركيها العام الجاري، وصل إلى 4.2 مليون مشترك، مقارنة بنحو مليوني مشترك قبل ثلاث سنوات، وتطمح إلى أن تصل بعدد المشتركين فيها إلى 7 ملايين بعد عامين، وهو رقم يسّرع عملية تطوير صناعة الدراما ويخلق رغبة لدى القائمين على المنصات لعرض أعمال درامية وسينمائية وبرامجية متطورة على مدار العام.

ويتفق العديد من النقاد على أن اتساع قاعدة جمهور المنصات يترك تأثيره من حيث نوعية الأعمال الدرامية وأبطالها، لأن نحو 70 في المئة من الجمهور العربي شباب لديهم حضور على تلك المنصات من دون أن يرتبطوا بالتلفزيون، ما يجعل اهتمامات المنتجين والمعلنين تتجه نحو كيفية مخاطبة تلك الشريحة، بما يخلق سوقا اقتصاديا موازيا للتلفزيون الذي سوف تخفت قوة حضوره في السنوات المقبلة.

وقالت الناقدة الفنية فايزة الهنداوي إن القفزات المستمرة في أعداد المشتركين بالمنصات الرقمية تساعد على تقديم المزيد من الأعمال الدرامية على مدار العام، لكن هناك خشية من أن ينتقل سوق الإعلانات بثقله إلى المنصات، ونجد نفس عيوب تداخل الإعلان في المحتوى الفني، وعلى القائمين على المنصات البحث عن أساليب مبتكرة تضمن سلاسة عرض الأعمال حتى لا تتأثر بالمادة الإعلانية وتحقق أرباحا تضمن تطورها.

وأضافت في تصريح لـ “العرب” أن تنوع المسلسلات قادر على جذب الجمهور بعد تخمة الأعمال المعروضة، فالجمهور لديه رغبة على ألاّ يقتصر تواجده أمام الأعمال الدرامية على شهر رمضان، شريطة  أن يجد المحتوى الذي يجذبه، وذلك ينعكس على اتجاهات نجوم الفن بعد أن ذهب بعضهم للحرص على الوجود في فترات مختلفة على مدار العام، فإلى جانب زيادة عدد السكان عموما يوجد تنوع كبير في اهتمامات الجمهور وحرصه على متابعة الأعمال الجديدة.

ومن المقرر أن يعرض قريبا مسلسل “الذئب”، بطولة هاني سلامة ودرة ومريهان حسين، ويتكون من عشر حلقات، فيما تنتظر الممثلة هند صبري عرض مسلسلين لها، هما “البحث عن علا – 2″، بمشاركة ظافر العابدين، و”مفترق الطرق”، وعدد حلقاته 45 حلقة، ويشاركها البطولة إياد نصار وماجد المصري وجومانا مراد وهدى المفتي.

08 مايو 2024

هاشتاغ

التعليقات