مقالات

 همس اليراع .. عن الطفلة جواهر أحدثكم
همس اليراع .. عن الطفلة جواهر أحدثكم
الكاتب :د. عيدروس النقيب

تلقيت اليوم عبر وسائل التواصلالاجتماعي بياناً من أهل وذوي الطفلة ذات الأربع سنوات، جواهر عبد الله عادلامسوري من أبناء مديرية سرار يشرح البيان قصة وفاة الطفلة جواهر.

وبحسب البيان فإنه ومنذ أكثر من عامتعاني جواهر من التهابات رئوية ومتاعب في التنفس، وتنقلت وتنومت في أكثر  من مستشفى بين أبين وعدن، وفي الاسبوع الأخيرمن رحلة علاجها المؤلمة وفي ظل أجواء فوبيا كورونا، تطوع أحد فضوليي وسائل التواصلالاجتماعي ومن داخل مستشفى الصداقة، حيث ترقدت مؤخراً، تطوع ينشر مقطع فيديو يروجبأنها مصابة بعدوى فيروس كورونا، ولم يلتفت أهلها لهذه المبادرة القاتلة، في مجتمعتسيطر الإشاعة والجهل على ثقافة أهله.

منذ أيام تدهورت الحالة الصحية للطفلةجواهر، فقررت إحدى الطبيبات في مستشفى الصداقة (كما يقول بيان أهلها) التخلص منوجود الطفلة في المستشفى من خلال إقناع أبيها بأن الطفلة ستموت وعليه أن يبحث لهاعن مستشفى آخر.

عندما ذهب الأب بابنته إلى المستشفياتالخاصة والحكومية طلبا للنجدة كانت صورتها على التواصل الاجتماعي هي المهيمنة علىوعي ونفسيات وعقول من قابلتهم، فرفضتها كل المستشفيات والمراكز الصحية باعتبارهامصابة بعدوى كورونا، رغم الملف الممتلئ بالفحوص والتشخيصات والعلاجات التي تلقتهامنذ ما قبل انتشار كورونا بقرابة عام، وهي مفارقة لا يمكن فهمها، إذ إن مريضكورونا يفترض أن يحظى بالاهتمام الأكبر بين كل المرضى، لا أن يطرد وكأنه مجرميتهرب منه الجميع.

ماتت الطفلة جواهر يوم 28 مارس 2020مفي مستشفى عدن الألماني، والموت ليس عيبا، لكن عندما تموت طفلة في الرابعة منعمرها ضحية الإهمال والجهل حتى عند المتعلمين، ورفض العناية بها وعلاجها كما يوضحبيان أهلها، فتلك هي المشكلة التي يفترض أن يساءل عليها من ارتكبها.

أنني أعبر عن التضامن مع أهل وذويالطفلة الفقيدة جواهر وأتفهم ما يعانونه من ألم وحزن كما أتقدم إليهم بكل مشاعرالعزاء والمواساة المصحوبة بالحزن والألم وأبتهل إلى الله أن يرحمها برحمتهالواسعة وأن يسكنها الجنة.

وإنا لله وإنا إليه راجعون


31 مارس 2020

هاشتاغ

التعليقات