مقالات

التوقيت المناسب .. عامل من عوامل النجاح
التوقيت المناسب .. عامل من عوامل النجاح
الكاتب :أحمد سعيد كرامة


إختيار التوقيت المناسب في شتىالمجالات ومناحي الحياة يعتبر من أهم عوامل النجاح الأساسية ، لا يمكن أن تختارتوقيت سيء كأفتتاح مطعم بشهر الصيام أو أن تغنى وترقص في مأتم وتستغرب من عدمنجاحك أو تفاعل الآخرين معك بصورة إيجابية بل ستجد العكس .

 

نقدنا العلني للمجلس الانتقالي الجنوبيوبعض من قادته ورموزه نابع من حرص ومحبه وإصرار على تخطى الفشل وصولا للنجاح ،ولماذا علني وشديد في بعض الأحيان ، لأننا أستنفدنا جميع الطرق والوسائل المشروعةلثنيهم عن السير بطريق الأخطاء والتجاوزات الفادحة ولم نفلح ، جلد الذات ليس بالأمرالسهل والهين لأنه يحدث ألما شديدا وقد يترك جراح صعب إندمالها بسهولة ، جلد الذاتوبصورة علنية قد تكون له فوائد كبيرة لردع الغرور والكبر والنفس الامارة بالسوء .

 

لن نسمح بفشل وإنهيار المجلس الانتقاليالجنوبي بسبب أنانية وإنتهازية مجاميع لم تدرك حتى اللحظة أنها أصبحت عبئا أو سببارئيسيا للفشل الإداري والسياسي .

 

كان توقيت إعلان الإدارة الذاتيةللجنوب في بداية فصل الصيف والسيطرة التامة على موارد عدن المالية توقيت سيءللغاية ، وتبعاته كانت مدمرة على الشارع الجنوبي ، والحرب في شقرة هي التي حالتدون ذلك السقوط الكارثي الدمر ، وإلا لكان وضع الانتقالي صعب جدا على مستوى الشارعالجنوبي .

 

من خطط ونفذ وأختار هذا التوقيت كان جلتفكيره منصب على الجانب العسكري فقط ، وتناسى أن معركة الشعوب قاطبة هي مع الحياةوالعيش الكريم و توفير الخدمات والرواتب والأمن والاستقرار والتنمية أولا ، متى ماحصنت الجبهة الداخلية يسهل بعدها الخوض بأي حروب أو مواجهات خارجية .

 

السيد رئيس المجلس الانتقالي تجريبالمجرب هو تخريب المخرب ، والفاشلون لا يصنعون النجاح ويدمرون الأوطان بقصد أوبغير قصد ، وأهل الثقة معظمهم غير جديرين بالثقة ، وصبر الشعب بدا ينفذ وهوبمراحله الأخيرة قبل السير بطريق أللا عودة .

 

فشلت الإدارة الذاتية للجنوب لأنها لمتكن للإدارة بل كانت مناورة الغرض منها دفع الشرعية والسعودية لتنفيذ إتفاق صنعتهالسعودية وتنصلت عن تنفيذه ، ولكسب مزيدا من الوقت للانقضاض على الجنوب وتسليمهلشرعية إخوان الرئيس المؤقت هادي .

 

كانت فرصة ذهبية لو أخلصت النية وصدقهاالعمل الجماعي المؤسسي الصحيح المبني على رؤية علمية وعملية حديثة ، من خلال تدشينأنموذج للادارة الذاتية الناجحة في عدن أصغر رقعة جغرافية في جنوب اليمن .

 

إن إعلان الإدارة الذاتية حق أريد به باطل، وتخبطها الواضح دليل على عدم وجود رؤية وهدف وفريق مهني للادارة الذاتية ، الوضعيزداد سوء ويتفاقم يوما بعد يوم ، وصغار الناس قبل كبارهم وصلوا لقناعة تامة بفشلالإدارة الذاتية للجنوب في جميع ملفات الخدمات والرواتب ، وخصوصا ملف الكهرباءوالماء عصب الحياة والتنمية .

 

وفي الختام لا يسعني إلا أن أن أقوللرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي كما قلت للوفد التفاوضي سابقا ، الحذر ثم الحذر منالمماطلة والتسويف فهما سلاح إستراتيجي لدى السعودية العظمى لاحراق خصومهاوإزاحتهم ، سندخل بالأسبوع الثاني لإقامة اللواء الزبيدي في الرياض ولا جديد فيالأمر سوى مزيدا من إذلال الشعب الجنوبي من خلال تركيعه بالخدمات المتدهورة ،وأخشى أن تطول مدة الإقامة بدون إحراز أي تقدم على المستوى السياسي أو الخدماتي

   


25 مايو 2020

هاشتاغ

التعليقات