تدفع السعودية نحو جولة جديدة من المعارك بين الانتقالي وهادي ، جنوب اليمن، وعينها على اتساع رقعتها خارج عدن التي تحاول اخضاعها لوصايتها، فهل تنجح وما هي اهدافها من الجولة الجديدة؟
الدور السعودي في تغذية الجولة الجديدة من الحرب يبرز جليا بدعم الاخوان في تعز. تقول المصادر أن قيادات عسكرية عليا في الاصلاح على راسها علي محسن يعقد منذ ايام لقاءات بقيادات سعودية في الرياض وقد تكللت تلك اللقاءات بنتائج تصب في صالح "الاخوان والسعودية على حد سواء ، ابرزها تشكيل محور طور الباحة الذي اصدر علي محسن قرار بإنشاء 9 الوية خاصة به يكون مركزها لحج ، أضف إلى ذلك تسليم السعودية لقيادات الاخوان في تعز 40 مليون ريال سعودي كمستحقات مالية ناهيك عن شحنات الاسلحة الثلاث التي ارسلت من عدن إلى تعز خلال الاسابيع القليلة الماضية ويحتجز الانتقالي بعضا منها.
يحاول الاصلاح اضفاء المعارك مع الحوثيون للتمويه على تحركاته الاخيرة في الطرف الجنوبي الغربي من لحج وتعرف السعودية أن الاصلاح الذي تفصل قواته والحوثيون طرابيل في مداخل تعز ليس له اهتمام خارج الاجندة التركية – القطرية التواقة لتوجيه صفعة للإمارات في عدن والساحل الغربي ، لكن مع ذلك تواصل دعمه لالتقاء اجندتهما خصوصا في عدن حيث يرفض الانتقالي الموالي للإمارات تسليم المدينة للوصاية السعودية ويصر على بقائها تحت الانتداب الاماراتي.
كل المؤشرات تؤكد بان محافظة لحج التي تعد البوابة الشمالية لعدن ابرز معاقل الانتقالي ستكون ساحة المعركة بين الطرفين وقد بدأت ملامحها تتشكل بالمواجهات الدائرة حاليا في طور الباحة والتحشيدات المتبادلة ، وجميع المعطيات تشير إلى أن السعودية تسعى من خلال التحشيدات العسكرية لتوسيع نفوذ الاخوان في لحج وبما يخنق الانتقالي ويدفعه للتسليم سلميا عكس الانتقالي الذي يحاول من خلال تحشيداته العسكرية تقليص تمدد الاخوان المتسع صوب العند بهدف مقاومة الضغوط السعودية التي تركز على لحج كأبرز عقبة في تنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض وتطالب الانتقالي بالسماح لهادي بنقل جزء من قواته في ابين إلى ساحل لحج خصوصا الدفاع الساحلي إلى جانب نقل المعارك إلى يافع.
اختيار السعودية لمحافظة لحج كساحة معركة قادمة تنطلق من عدة اهداف، اولها توطين الجماعات السلفية في هذه المحافظة وتحديدا على حدودها حيث نقلت مركز الحجوري من مأرب إلى يافع وبدأت تشكيل 3 مراكز سلفية في المناطق الجنوبية الغربية مع تعز وهي بذلك تحاول ايجاد ورقة فاعلة تمكنه من المناورة بورقة الوحدة والانفصال خلال اية مفاوضات سياسية مقبلة، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لا تزال السعودية تملك نفوذ قوي في لحج سواء عبر الاصلاح او القبائل وحتى سلطة هادي هناك وهي تدرك بأن حظوظ الانتقالي في اية مواجهات بلحج ستكون ضئيلة جدا نظرا لغياب نفوذه في تلك المناطق أضف إلى ذلك مساعي السعودية لاستهداف المناطق المناهضة لها وتحديدا يافع التي فجرت قبائلها في اغسطس من العام الماضي حربا في عدن ردا على مقتل ابو اليمامة اليافعي وتمكنت بدعم اماراتي من طرد الفصائل التابعة للسعودية في عدن.
كل ما تنشده السعودية من اية حرب جديدة في لحج استنزاف الانتقالي ودفعه لإخراج فصائله من عدن وتنتمي إلى لحج ابرزها فصائل يافع، ناهيك من أن تقدم الاخوان في هذه المحافظة سيعزز اجندة السعودية بالضغط على الانتقالي لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض الذي ينص على تسليم عدن للقوات السعودية لكن المخاوف الأن ليس من تلك بل من أن يتمكن الاخوان عبر السعودية من التقدم صوب عدن والسيطرة عليها خصوصا بعد تفجيرهم للوضع في ابين رغم القبضة السعودية هناك في محاولة للفصل بين القوات وتلك المخاوف تعززها تحركات قطرية تركية في هذا الجانب.