لم تكد تصل أخبار الهجوم الذي شنته واشنطن ضد ميليشيات تابعة لإيران في سوريا، حتى جاء الكشف عن هجوم آخر مماثل تم التراجع عنه في اللحظات الأخيرة.
الضربة الأولى
وفقًا لتقرير لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، جاءت الضربة العسكرية الأولى، الجمعة الموافق 26 فبراير 2021، على أهدف في سوريا بواسطة مقاتلات تابعة لسلاح الجو من «طراز إف 15» والتي أسقطت 7 قنابل موجهة بالليزر وزنها 500 رطل، لكن لم يتم تدمير جميع الأهداف الأصلية بسبب التخلي عن المهمة الثانية.
وهدفت المهمة الأمريكية إلى ضرب مجمعين منفصلين في سوريا، ومع ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إن الهدف الثاني لم يستهدف بعدما كشفت طائرة بدون طيار كانت تحلق في السماء، عددًا كبيرًا جدًا من المدنيين حوله.
كما قصفت الطائرات سبعة مبانٍ صغيرة في شرق سوريا. ووفقًا لواشنطن، فإن هجماتها استهدفت جماعة مسلحة مدعومة من إيران.
وفي رحلة العودة إلى قاعدة أندروز الجوية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، شكر وزير الدفاع الأمريكي «لويد أوستن»، العراق على مساعدته في الضربة.
وقال: «سمحنا وشجعنا العراقيين على التحقيق وتطوير المعلومات الاستخباراتية وكان ذلك مفيدًا جدًا لنا في صقل الهدف».
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» في بيان : «بناء على توجيهات من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأمريكية ضربات جوية ضد البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في شرق سوريا».
هذا فيما هددت جماعات عراقية مسلحة موالية لإيران، السبت 27 فبراير، بالانتقام من الولايات المتحدة، ردًا على القصف الذي تعرضت له مواقع في سوريا من قبل الولايات المتحدة.
رفع مستوى التأهب
وأفادت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية، بأن القوات الأمريكية في العراق رفعت مستوى التأهب للدرجة القصوى، وذلك بعد الضربة الجوية الأمريكية على فصائل موالية لإيران في سوريا.
وفي محاولة لاحتواء التوتر مع إيران زار وزير الخارجية العراقي «فؤاد حسين» إيران ليلتقي بنظيره «محمد جواد ظريف»، وأكدا خلال اجتماع عقد بينهما السبت 27 فبراير سعي البلدين إلى التصدي لأي محاولات ترمي للمساس بعلاقاتهما الثنائية.
ووصل «حسين» إلى طهران في ثاني زيارة خلال شهر، في ظل إعلان واشنطن أن الغارات الأمريكية الأخيرة نفذت بناء على معطيات استخباراتية سلمها إلى واشنطن الجانب العراقي، لكن بغداد نفت صحة هذا البيان.
وقالت الخارجية الإيرانية في بيان لها إن «ظريف» دان خلال اللقاء الغارات الجوية الأمريكية الأخيرة فى سوريا، كما أشار إلى أن بعض الهجمات والحوادث الأخيرة داخل العراق قد يكون الهدف منها تقويض علاقات العراق مع إيران وأمن واستقرار هذا البلد، لافتًا إلى ضرورة أن تحاسب الحكومة العراقية المسؤولين عن هذه التطورات.