اخبار

الاستثمارات العربية ترسم ملامح جديدة للكرة الأوروبية
الاستثمارات العربية ترسم ملامح جديدة للكرة الأوروبية

انتقلت ملكية نيوكاسل يونايتد الإنجليزي رسميا إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي. وتأتي هذه الخطوة كامتداد لعمليات استثمار أخرى من قبل مؤسسات ورجال أعمال عرب، في كرة القدم الأوروبية، لعل أبرزها باريس سان جرمان. تأسس النادي الفرنسي في 1970، وكان مملوكا في البداية لمصمم الأزياء الفرنسي دانيال هيشتر، وتحولت ملكيته إلى شركة قطر للاستثمارات الرياضية في 2011، برئاسة ناصر الخليفي.

ومنذ ذلك الحين، يسيطر النادي الباريسي على المسابقات الفرنسية بشكل شبه دائم، وينافس دائما في دوري أوروبا. كما ضم خلال الأعوام الماضية مجموعة كبيرة من اللاعبين البارزين، أمثال زلاتان إبراهيموفيتش وإدينسون كافاني وديفيد بيكهام ونيمار وكيليان مبابي، وأخيرا ليونيل ميسي.

في عام 2008، اشترت مجموعة أبوظبي المتحدة للاستثمار نادي مانشستر سيتي، فتحول إلى قوة يرهبها الجميع على الصعيد القاري، حيث فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز 5 مرات منذ ذلك الحين، ووصل في الموسم الماضي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. كما اعتاد ضم العديد من نجوم اللعبة، ابتداء من روبينيو، مرورا بدافيد سيلفا وسيرجيو أغويرو ويايا توريه، وانتهاء بكيفن دي بروين ورياض محرز.

وتأسس هال سيتي في عام 1904، وبعد عقود من الأزمات المالية، اشترى رجل الأعمال المصري عاصم علام النادي الإنجليزي، في عام 2011. واستثمر علام أكثر من 40 مليون جنيه إسترليني في النادي، لكنه لم يستطع في السنوات الأخيرة الحفاظ على موقعه في البريميرليغ. من ناحيته واجه ملقة الإسباني أيضا أزمة مالية، وكان في أمس الحاجة إلى الاستثمارات. وفي عام 2010، اشترى الشيخ القطري عبدالله آل ثاني النادي الأندلسي، الذي تحسن مستواه حينها بشكل كبير، لكنه تراجع بعد الانفصال عن المدرب مانويل بيليغريني، قبل أن ينخفض مستوى الاستثمار في النادي تدريجيا.

تحسن الأداء
اشترى المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، نادي ألميريا في عام 2019، مقابل 22.6 مليون دولار. وتحسن أداء الفريق منذ ذلك الحين، لكنه لا زال متواجدا في دوري الدرجة الثانية الإسباني.

كما اشترى رجل الأعمال المصري ناصف ساويرس، بمساعدة من شركائه، حصة كبيرة من أسهم أستون فيلا في عام 2018.

وقد تطور أداء الفيلانز في الموسمين الأخيرين، كما تمكن النادي من تحقيق أرباح مالية، من خلال بيع بعض لاعبيه المميزين، خصوصا جاك غريليش المنتقل في الصيف الماضي إلى مانشستر سيتي، مقابل 100 مليون جنيه إسترليني.

من جانبه اشترى الأمير السعودي عبدالله بن مساعد، 50 في المئة من أسهم النادي الإنجليزي في عام 2013، وهو ما ساهم في صعود الفريق إلى البريميرليغ. وقدم شيفيلد أداء مميزا في موسم 2019-2020 تحت قيادة المدرب كريس وايلدر، قبل أن يهبط إلى التشامبيونشيب في الموسم التالي.

ستيف بروس قال إنه ربما يفقد منصبه بعد استحواذ مجموعة يقودها صندوق الاستثمارات السعودي، على النادي الإنجليزي

الأمر الأكيد بعد عملية الاستحواذ الجديدة، هو أن الملاك الجدد سيرغبون في تغيير جلد الفريق، وربما إعادة النظر في مستقبل المدرب ستيف بروس الذي بدوره، تباينت آراء المشجعين حول قيادته. تذمر بروس، مثل مدرب نيوكاسل السابق رفاييل بينيتيز، من بخل المالك السابق آشلي، مطالبا بتعزيز الفريق بلاعبين مميزين، لضمان التواجد بعيدا عن منطقة الهبوط، بيد أن شيئا لم يتغير.

لكن المشجعين ورغم تعاطفهم مع بروس أحيانا، إلا أنهم سئموا من الأسلوب الدفاعي الذي ينتهجه المدرب في أغلب المباريات، والذي يحدّ من قدرات الفريق هجوميا. وهناك قائمة كبيرة بالمرشحين لخلافة بروس في الفترة المقبلة، يتصدرها مدرب تشيلسي ويوفنتوس وإنتر ميلان السابق أنطونيو كونتي، في وقت يعتبر فيه آخرون، أن الاستعانة بمدرب تشيلسي السابق فرانك لامبارد، أكثر واقعية في الفترة الحالية.

وفي هذا الصدد قال بروس إنه ربما يفقد منصبه بعد استحواذ مجموعة يقودها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، على النادي الإنجليزي. وأضاف بروس الذي سيخوض مباراته رقم ألف في مسيرته التدريبية عندما يستضيف نيوكاسل منافسه توتنهام في 17 أكتوبر أنه سيتفهم قرار الملاك الجدد إذا أرادوا تغييره.

بدأ الحديث منذ الآن عن نوعية اللاعبين الذين يمكن لنيوكاسل ضمهم في الفترة المقبلة، في وجود الأموال اللازمة لاستقطاب أسماء معروفة. ورشحت وسائل إعلام إنجليزية قيام نيوكاسل بالتقدم بعرض لضم لاعب ريال مدريد جاريث بيل، ولاعب وسط أستون فيلا جون ماكجين، لكن هناك مسائل يتوجب البحث فيها قبل التعاقد مع أسماء جديدة.

تعزيز الصفوف
الأمر الأكثر أهمية، هو تشجيع نجم الفريق حاليا الجناح السريع ألان ساينت ماكسيمين على البقاء لما هو أبعد من الموسم الحالي، في ظل ورود أنباء حول رغبة اللاعب في الانتقال إلى ناد جديد. إضافة إلى كل ما ذكر، يتوجب على الإدارة الجديدة بناء علاقة متينة ومريحة مع المشجعين، من خلال إعادة رموز النادي ومنحهم مناصب إدارية مثل شيرر وكيفن كيجان، إلى جانب الاعتناء بشكل أكبر بأكاديمية النادي التي طالما خرجت مواهب شابة واعدة في السابق.

فاز نيوكاسل بلقب الدوري الإنجليزي 4 مرات، آخرها في الموسم 1926-1927، ووصل إلى قمة أمجاده في موسم 1968-1969، عندما فاز بلقب كأس الاتحاد الأوروبي التي كانت تسمى حينها بكأس المعارض.

08 أكتوبر 2021

هاشتاغ

التعليقات