تقارير

اليمن: تصعيد حوثي في مأرب وتمسك إقليمي بالحل السياسي
اليمن: تصعيد حوثي في مأرب وتمسك إقليمي بالحل السياسي
وجّه المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ اتهامات مباشرة لإيران بعرقلة مساعي إنهاء الحرب في اليمن قائلا إن بلاده “لا ترى أي دور إيجابي لإيران في اليمن، بل تعمل على تغذية الصراع بشتى الوسائل”، في وقت تشير فيه مصادر دبلوماسية إلى أن المحادثات بين السعودية وإيران بشأن إنهاء الأزمة اليمنية تحقق خطوات إيجابية.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن ليندركينغ، تحدث في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السعودية الرياض، عن رؤية الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن وتوافق رؤية بلاده مع الجانب السعودي ومنها أنه ليس هناك أي حل عسكري في اليمن، وبالتالي “نعمل على إيجاد أرضية تمكن اليمنيين من مناقشة أوضاعهم”.

وفي المقابل أكد ليندركينغ العمل على الدفع باتجاه الحل السياسي وأن الأطراف اليمنية تمتلك مقدرة على الحوار.

وتأتي تصريحات المبعوث الأميركي، وسط معارك عنيفة تشهدها البلاد بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي في عدد من جبهات القتال، أعنفها تلك التي تشهدها محافظة مأرب.

ومنذ ثلاثة أسابيع يفرض الحوثيون حصاراً مطبقاً على مديرية العبدية جنوبي مأرب ويستهدفون الأهالي بالأسلحة الثقيلة، حيث خلف العشرات من الضحايا، ونحو 10 آلاف أجبروا على النزوح من المديرية، وفق منظمة الهجرة الدولية.

وسيطرت قوات الحوثي على مواقع على بعد 18 كيلومترا غربي مأرب، وتحاول التقدم في أماكن أخرى لتطويق المدينة التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين داخليا.

ويسعى الحوثيون للسيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز والتي تتخذها القوات الحكومية مقرا لعملياتها العسكرية ضد الجماعة منذ سبع سنوات.

وتعد مديرية الجوبة الاستراتيجية آخر معقل للقوات الحكومية في جنوب محافظة مأرب وهي قريبة من حقول صافر النفطي أكبر حقول النفط والغاز في اليمن.

ومأرب هي آخر معاقل السلطات الشرعية في شمالي اليمن، ويشن الحوثيون منذ نحو عام حملة عسكرية واسعة بهدف السيطرة عليها.

وأعلنت الحكومة المعترف بها دوليا ويدعمها التحالف الذي تقوده السعودية جنوب مأرب منطقة عسكرية الثلاثاء بعد مكاسب أحرزتها في المنطقة حركة الحوثي المتحالفة مع إيران، والتي تقدمت أيضا في منطقة شبوة في جنوب البلاد.

وبالتزامن مع الالتزام السعودي بدعم الحكومة الشرعية في اليمن وفك حصار الحوثيين للمدنيين في مأرب، تخوض الرياض محادثات مع طهران من أجل إيجاد حل لوقف الحرب في اليمن.

ووصفت مصادر إيرانية وسعودية المحادثات بالإيجابية والبناءة، إلا أن الرياض تريد من طهران أفعالا لا مجرد أقوال أو خطاب حسن نوايا.

ويجري الطرفان منذ نهاية الجولة الرابعة في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي جولة خامسة أكثر عمقا شملت السعي لاستعادة العلاقات القنصلية بين البلدين وسبل حل الأزمة في اليمن واستئناف العلاقات التجارية.

عشرة آلاف يمني أجبروا على النزوح من مديرية العبدية في مأرب بسبب الحصار الحوثي

ووصف مستشار الحكومة السعودية علي الشهابي الوضع الحالي بالإيجابي والمشجع جدا، لكنه أشار إلى أن الرياض تريد أن ترى خطوات فعلية على الأرض.

وأضاف الشهابي لوكالة الصحافة الفرنسية أن “إيران بحاجة إلى اتخاذ خطوات حقيقية وليس الاكتفاء بالحديث اللطيف”، مشيرا إلى ملف اليمن على وجه الخصوص ووقف تمويل وتسليح الحوثيين.

ومن جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن التواصل بين البلدين مستمر “دون انقطاع”. وهذا ما يدعم الافتراض بأن الجولة الخامسة من المحادثات هي التي تجري “من دون انقطاع”.

وتركز السعودية على جذب جماعة الحوثي إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب في اليمن بمساعدة إيران التي تُعد الداعم الأول للجماعة، وفق آلية يتفق عليها البلدان، إضافة إلى جماعة الحوثي.

وكثيرا ما وجهت السعودية الاتهامات لإيران بدعم تلك الجماعة وجماعات شيعية عراقية شنت عدة هجمات على منشآت السعودية النفطية انطلاقا من الأراضي العراقية، أكدتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والسعودية أيضا.

وتدخلت السعودية لقيادة تحالف عربي دعت إليه حكومة اليمن برئاسة عبدربه منصور هادي منذ عام 2015، بعد 6 أشهر من استيلاء جماعة الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014.

ويأتي الانفتاح السعودي على إيران في سياق أوسع من المتغيرات التي طرأت على السياسة السعودية منذ انتهاء رئاسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مطلع العام، ومجيء إدارة جديدة خفضت مستوى التعاون العسكري الذي تمثل في إلغاء بعض صفقات التسليح وسحب منظومات الدفاع الجوي الأميركية وغير ذلك.

وتريد الرياض الانتهاء من حرب اليمن للتفرغ لمشاريع تنموية تكفل الانتقال إلى اقتصاد ينسجم مع رؤية 2030، ويعتمد تنمية مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية التي تحتاج إلى الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك مشروع “نيوم” الاقتصادي الذي تبلغ كلفته التقديرية أكثر من 500 مليار دولار.

ويستوجب ذلك استقرارا في المنطقة وهو الملف الذي أخذته الرياض على عاتقها من دون الاستغناء عن الشريك الأميركي.

ويؤكد مراقبون أن إيران الداعمة لجماعة الحوثي، يمكن لها أن تمارس ما يلزم من الضغوط لقبول الجماعة بالجلوس إلى طاولة التفاوض للتوصل إلى تسوية سياسية في اليمن.

15 أكتوبر 2021

هاشتاغ

التعليقات