عربي ودولي

ظهور متحورة جديدة من فايروس كورونا يثير القلق
ظهور متحورة جديدة من فايروس كورونا يثير القلق
سجل عدد من دول العالم، من بينها المملكة المتحدة، ظهور متحورة جديدة من سلالة دلتا المتحورة بدورها عن فايروس كورونا. وتشعر تلك الدول بالقلق جراء ذلك وتتساءل عن مدى  قابلية “أي واي.4” للانتقال وقدرتها على الإفلات من الدفاعات المناعية.

وأفادت سمر صمود، الأستاذة الجامعية الاستشفائية المبرزة في المناعة بمعهد باستور – تونس، بأن المتحورة “أي واي.2.4” المتفرعة عن السلالة دلتا والتي ظهرت في عدد قليل من الدول بأعداد ضعيفة لا تزال تحت الدراسة لتبيان حدّة انتشارها وخطورتها، غير أن ظهورها يؤكد ضرورة الالتزام بالتلقيح لمنع حدوث حالات خطرة وإمكانية الإيواء بالمستشفيات.

واعتبرت في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء (وات) أن هذه المتغيرة المتفرعة عن سلالة دلتا ظهرت في حالتين أو ثلاث في الولايات المتحدة وحالات منعزلة في الدنمارك تماثلت للشفاء، إلا أن المملكة المتحدة شهدت عودة لانتشار الفايروس بتسجيل أكثر من 40 ألف حالة يوميا مما خلف تباينا في الآراء حول فرضيات عودة الانتشار، ولم يربط العلماء ذلك بهذه المتغيرة التي لا تزال تحت الدرس.

وتباينت الآراء العلمية حول حدة انتشار وخطورة هذه المتغيرة مقارنة بمتحورة دلتا السلالة الأصلية لها والتي تعد بدورها أكثر انتشارا بـ65 في المئة من سلالة ألفا، فهناك من يعتبرها أكثر فتكا من دلتا وآخرون يتوقعون أنها أقل خطورة وحدة، وفق محدثة “وات”.


ويرى العلماء في المملكة المتحدة أن هذه المتغيرة ليست السبب في عودة انتشار الجائحة، واضعين 3 فرضيات لذلك، أولاها تراجع مناعة كبار السن الملقحين منذ مدة طويلة، وثانيتها انتشار الإصابات في صفوف الشباب من الفئة العمرية الأقل تلقيحا، وثالثة الفرضيات تخلي المملكة عن الإجراءات الوقائية، وفق ما بينته صمود.

وقال ديفيد بريور، رئيس هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، “من المحتمل أن يصيب الأطفال في سن المدرسة كبار السن الذين تتضاءل مناعتهم التي أكسبهم اللقاح إياها”، وسط مخاوف من أن تطورا جديدا في سلالة دلتا قد يكون سبب ارتفاع حالات الإصابة الحالية بفايروس كورونا في المملكة المتحدة، حسب ما ذكرته وكالة بلومبرغ للأنباء.

وذكر بريور في مقابلة خلال فعاليات مؤتمر حول الصحة في بوسطن "من السابق لأوانه قول ذلك، لكن هذا ما نعتقد أنه التفسير الأكثر ترجيحا".

وكتب سكوت جوتليب، المفوض السابق لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، عبر تويتر أن هناك حاجة إلى “بحث عاجل” لتحديد ما إذا كانت سلالة دلتا الجديدة “أي واي.4” -التي تمثل 8 في المئة من الحالات التي ظهر تسلسلها مؤخرا في المملكة المتحدة- أكثر قابلية للانتقال وأكثر قدرة على الإفلات من الدفاعات المناعية.

ونقلت وكالة الإعلام عن كاميل خافيزوف، كبير الباحثين في هيئة حماية المستهلك (حكومية)، قوله “من المحتمل أن تنتشر السلالة ‘أي واي.4’ على نطاق واسع”. وقد يتسبب ذلك في ارتفاع الإصابات الجديدة بكوفيد – 19 التي بلغت بالفعل مستويات قياسية في روسيا.وقالت وكالة الإعلام الروسية إن روسيا سجلت بعض حالات الإصابة بسلالة متحورة جديدة من فايروس كورونا يُعتقد أنها أكثر عدوى من المتحورة دلتا.

ووافق الرئيس فلاديمير بوتين هذا الأسبوع على إغلاق أماكن العمل لمدة أسبوع في بداية نوفمبر، بعد أن سجلت الوفيات اليومية المرتبطة بفايروس كورونا في مختلف أنحاء روسيا الأربعاء رقما قياسيا جديدا بلغ 1028 وفاة إلى جانب 34073 إصابة جديدة.

ودفعت المتحورة دلتا بعض الدول إلى إعادة فرض إغلاق الحدود ووضع قيود على السفر، فيما قررت بعض الدول إعطاء جرعة ثالثة معززة من اللقاحات لمواجهة هذه المتحورة.

ووصفت منظمة الصحة العالمية متحورة دلتا بالمتحورة الباعثة على القلق، بسبب ارتفاع قدرتها على الانتشار والتسبب في ظهور شكل حاد من المرض، مشيرة إلى أن هذه السلاسة -التي ظهرت في الهند خلال أكتوبر 2020- تحتوي على 3 طفرات، وهو ما يمكنها من الهروب من ردة الفعل المناعية وما يتسبب في سرعة الانتشار.

وذكرت صمود أن خاصية متحورة دلتا هي أنها أكثر خطورة من سلالة فايروس كورونا الأصلية بـ133 في المئة.

وفي المقابل أكدت على ضرورة الانخراط في عملية التلقيح، لافتة إلى أن استكمال التلقيح يحمي بنسبة 90 في المئة من السلالة الأصلية و80 في المئة إلى 90 في المئة من إمكانية الإيواء بالمستشفيات والحالات الخطرة حتى مع وجود سلالة دلتا.

واستعرضت النتائج العلمية لدراسة فرنسية أجريت على 22 مليون شخص من الملقحين وغير الملقحين ضد كورونا للفئة العمرية التي تجاوزت 50 سنة خلال الفترة الممتدة من 27 ديسمبر 2020 إلى 20 يوليو 2021.

ولفتت إلى أن الدراسة أثبتت أن استكمال التلقيح (14 يوما بعد تلقي الجرعة الثانية) يحمي بنسبة تفوق الـ90 في المئة من الحالات الخطرة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة حتى مع وجود متحورة دلتا.

وبينت النتائج خلال الفترة المتراوحة بين العشرين من يونيو 2021 والعشرين من يوليو من نفس السنة أن 84 في المئة هي نسبة نجاعة التلقيح ضد الفايروس، وأن هذا التلقيح يحمي من الإيواء بالمستشفيات والحالات الخطرة بالنسبة إلى الفئة العمرية التي تجاوزت 75 سنة.

وأضافت صمود أنه يحمي بنسبة 92 في المئة من الحالات الخطرة والإيواء بالمستشفيات للفئة العمرية من 50 إلى 74 سنة.

ويراقب  خبراء بريطانيون عن كثب السلالة الجديدة التي رُصدت للمتحورة دلتا من فايروس كورونا.

وتعد دلتا المتحورة السائدة في المملكة المتحدة، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بيد أن أحدث البيانات الرسمية تشير إلى أن 6 في المئة من حالات الإصابة بكوفيد – 19 متسلسلة وراثيا من نوع جديد.

ويضم النوع "أي واي.2.4"، الذي يسميه البعض "دلتا بلس"، تحورات قد تساعد الفايروس على البقاء.

الآراء العلمية متباينة حول حدة انتشار المتحورة الجديدة مقارنة بدلتا التي هي أيضا أكثر انتشارا بـ65 في المئة من سلالة ألفا

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس “لهذا السبب من الضروري أن يكون تلقيح المتخصصين في الرعاية الصحية أولوية. وتشير بيانات 119 بلدا إلى أن معدل اثنين من كل خمسة عاملين في مجال الرعاية الصحية في كل أنحاء العالم تلقوا اللقاح بالكامل".

وتابع "ولكن يخفي هذا المعدّل فروقات كبيرة بين المناطق والمجموعات الاقتصادية. في أفريقيا تلقّى أقل من 10 في المئة من العاملين الصحيين اللقاح بشكل كامل، مقابل أكثر من 80 في المئة من العاملين الصحيين في معظم البلدان ذات الدخل المرتفع".

ودعت منظمة الصحة العالمية جميع البلدان إلى الحرص على أولوية تلقّي جميع العاملين الصحيين والفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بكوفيد - 19 اللقاح. وشدّد رئيس منظمة الصحة العالمية على أن "كون الملايين من العاملين الصحيين لم يتلقوا بعد اللقاح ضد كوفيد - 19 بعد عشرة أشهر على الموافقة على استخدام اللقاحات هو بحدّ ذاته إدانة للبلدان والشركات التي تتحكم في الإمداد باللقاح".

ويواصل تيدروس إدانة عدم المساواة في اللقاحات ويدعو البلدان التي تمتلك جرعات كافية لمشاركتها مع غيرها في حين أن مبادرة كوفاكس الدولية تتراجع بسبب نقص اللقاحات الكافية.

وأضاف "تعهدت دول مجموعة العشرين بالتبرع بأكثر من 1.2 مليار جرعة من اللقاح لكوفاكس. حتى الآن، سُلّمت 150 مليون جرعة فقط".

وتوفي ما بين 80 ألفًا و180 ألف عامل صحي بسبب كوفيد - 19 بين يناير 2020 ومايو من العام الحالي، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية الصادرة الخميس.

وأضافت المنظمة في بيان أن “هذه التقديرات مبنية على الـ3.45 مليون وفاة بسبب كوفيد – 19 المُعلن عنها لمنظمة الصحة العالمية بحلول مايو 2021، وهو رقم أقل من عدد الوفيات الحقيقي”.

23 أكتوبر 2021

هاشتاغ

التعليقات