مقالات

شعارات مغلّفة بتقوى زائفة
شعارات مغلّفة بتقوى زائفة
الكاتب :سلطان ابراهيم الخلف
ارتفع سعر سندويش الفلافل في لبنان من 2000 ليرة إلى 20000 ليرة، وصارت وجبة مستعصية على شريحة واسعة من الشعب اللبناني الذي يعاني من استمرار تدهوّر قيمة عملته أمام الدولار الأميركي، تحت سيطرة ما يسمى بـ«حزب الله» اللبناني على مفاصل الدولة، في ظل ما يعتبره الحزب أمراً طبيعياً وضرورياً تقتضيه مقاومة العدو الصهيوني، مع أن المتضرّر الوحيد هو الشعب اللبناني بمجمله وليس الصهاينة الذين يعيش كيانهم في مأمن وراحة، حيث الحدود بينه وبين لبنان آمنة أكثر من أي وقت مضىى ولبنان لا يعيش حالة حرب معه.

بالأمس، تعرّض مرفأ بيروت إلى دمار شامل كما لو أنه أصيب بقنبلة ذرية، بعد أن انفجر 2700 طن من نترات الأمونيا المخبّأة في المرفأ من أجل مقاومة الصهاينة، لكنها تسببت بخروج المرفأ عن الخدمة ووصلت آثارها المدمرة لمئات المساكن والأبنية المحيطة بالمرفأ، وأزهقت أرواح الكثير من اللبنانيين ولم يصب الصهاينة بشيء من ذلك الدمار المرّوع الذي أرعب المواطن اللبناني البائس ولم يرعب الصهيوني.

ومن شعارات الحوثيين في اليمن (الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود) وهم يوجهون صواريخهم صوب مدن ومطارات المملكة العربية السعودية، ولم يسقط لهم صاروخ على أيّ مستعمرة صهيونية في فلسطين المحتلة، بينما التعاون قائم بينهم وبين الحزب اللبناني المقاوم، ويجمعهما الولاء لدولة إيران بثوبها الصفوي الجديد، الذي تمتد جذوره إلى القرون الخمسة الماضية، حينما حاول الصفويون بالتعاون مع البرتغاليين السيطرة على الممالك الإسلامية بما فيها أرض الحجاز ومقدساتها في مكة والمدينة، لكنهم انهزموا أمام دفاع الجيوش العثمانية الباسلة عن المدينتين وبقائهما تحت حماية الدولة العثمانية قرون عدة.

وكما يحكي التاريخ عاث القرامطة فساداً في بلاد المسلمين في ظل حليفتهم الدولة الفاطمية الطائفية، وقد ارتكبوا أبشع الجرائم عندما اقتحموا الحرم المكي على غفلة وأرهبوا الحجاج وقتلوا الكثير منهم يوم التروية، وسلبوا ما لديهم من متاع وزاد وأموال، ثم سرقوا الحجر الأسود ولم يعيدوه إلى مكة إلاّ بعد 22 عاماً، و بعد تهديد الفاطميين لهم وكانوا يبرّرون سرقتهم للحجر الأسود بقولهم (أخذناه بقدرة الله ورددناه بمشيئة الله !).

فضح القرآن الكريم هؤلاء الذين يعبثون بمصائر البشر ويدّعون التقوى والتديّن، وهم أبعد الناس عنهما وتوعدهم بأشد العذاب، (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألّد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزّة بالإثم فحسبه جهنّم ولبئس المهاد) (سورة البقرة 204-206).


نقلاً عن الرأي الكويتية

19 يناير 2022

هاشتاغ

التعليقات