عربي ودولي

في غياب العدالة الدولية والإنسانية: هل العنف الاسلامي العالمي هو البديل؟
في غياب العدالة الدولية والإنسانية: هل العنف الاسلامي العالمي هو البديل؟
لا تزال تداعيات معركة طوفان الاقصى والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية هي الحدث الاول على الصعيد العالمي، وتراجعت هموم العالم الاخرى ومنها الحرب في أوكرانيا والصراع في السودان وليبيا والملف النووي الايراني والحرب في اليمن، وأصبحت القضية الفلسطينية وما يجري من انتهاكات اسرائيلية لحقوق الانسان والمعاهدات الدولية الملف الاولى لدى مراكز الدراسات والابحاث المحلية والعربية والدولية.

وقد شهدنا خلال الايام الماضية في لبنان والعالم انعقاد العديد من المؤتمرات واللقاءات الفكرية والحوارية والبحثية حول القضية الفلسطينية وما يجري من جرائم اسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وأطفال ونساء غزة والمؤسسات الصحية والتربوية وكل ما له علاقة بحياة الانسان، وفشل الإسرائيليون ومن يدعمهم من جهات دولية في تقديم أي تبرير للجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، كما أن المؤتمرات العربية والاسلامية والمفاوضات الدولية والاقليمية لم تنجح في وقف الحرب والتوصل الى اتفاق لتبادل الأسرى والرهائن وادخال المواد الانسانية، باستثناء كميات قليلة لا تفي بالغرض، وشهد العالم كله ما جرى في مستشفى الشفاء من إخراج للمرضى والاطباء والممرضين، إضافة للمجازر الكبرى التي ارتكبت سابقا ولا تزال ترتكب ضد المدارس والتجمعات الشعبية والتي أدت لسقوط الاف الشهداء والجرحى وتهجير عشرات الالاف من شمال غزة الى جنوبه.

إزاء كل هذه المجازر والجرائم الاسرائيلية والتي تحظى برعاية دولية وفشل المؤسسات الدولية في وقفها، بدأت تطرح في بعض الاوساط الدبلوماسية ومراكز الابحاث والمؤسسات الامنية المعنية بمتابعة نشاط التنظيمات الاسلامية المتشددة احتمال عودة العنف الاسلامي العالمي الى ساحة المواجهة مجددا من خلال حصول عمليات أمنية تستهدف المصالح الاميركية والإسرائيلية والغربية في العالم العربي والاسلامي وفي كل العالم ، على غرار ما كان تقوم به منظمة الجهاد الاسلامي وتنظيم القاعدة وغيرهم من التنظيمات الاسلامية الجهادية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وصولا لبداية القرن الواحد والعشرين من خلال هجمات الحادي عشر من ايلول ( سبتمبر) في اميركا وغيرها من الهجمات التي شهدها العالم اجمع ، وقبل بروز تنظيم داعش والذي اتخذ نمطا جديدا من التطرف والعنف .

وكان ملفتا انه خلال الايام الماضية، ضجت مواقع التواصل خاصة في أميركا برسالة كتبها زعيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2002 ووجهها الى الاميركيين حول أسباب هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) في العام 2001 وعلاقة ذلك بالقضية الفلسطينية وظلم الفلسطينيين، مما عجل بصحيفة "غارديان" البريطانية لتحذف النص الكامل للرسالة من موقعها.
وأعاد مستخدمون لتطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة تداول رسالة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن التي وجهها للأميركيين قبل نحو عقدين، مبررا أسباب مهاجمة بلادهم في الـ 11 من سبتمبر 2001.
ونشر قسم كبير ممن تداولوا محتوى الرسالة الجزء الذي يسرد وجهة نظر "القاعدة" والتي تشير إلى أن الهجوم على الولايات المتحدة كان بمثابة "انتقام من سياسات واشنطن إبان الحرب الباردة وموقفها الداعم لسياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية".
ودعت إحدى مستخدمات "تيك توك" إلى الاطلاع على الرسالة وقالت "يجب على الجميع قراءتها"، مشيرة إلى أن الرسالة تركت لديها "خيبة أمل شديدة". وقالت لينيت أدكينز وهي ناشطة مؤيدة لفلسطين يوم الثلاثاء الماضي إنها تعرضت لـ "أزمة وجودية" بعد قراءة الرسالة وتغيرت وجهة نظرها بالكامل، وأضافت أنه "على من الجميع أن يتوقفوا عن فعل ما يفعلونه الآن ويذهبوا لقراءة رسالة إلى أميركا".

وهذه الرسالة المهمة تتضمن الأسباب العميقة لبروز العنف الاسلامي ضد الاميركيين والبريطانيين والغربيين من قبل التنظيمات الاسلامية الجهادية ، ويتلاقى مضمون هذه الرسالة مع مضمون مواقف منظمة الجهاد الاسلامي والتي برزت في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982 وقامت بأعمال عنف ضد المصالح الاميركية والغربية وخطف الرهائن ، وكل ذلك يتلاقى من موجات العنف اليسارية والفلسطينية والتي شهدنها أيضا في سبعينات القرن الماضي وقامت بها منظمات فلسطينية وبالتعاون مع تنظيمات دولية ضد المصالح الإسرائيلية والاميركية والغربية في العالم .

على ضوء كل هذه المعطيات وفي حال عدم توقف الحرب على قطاع غزة واستمرار الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وعدم قدرة المؤسسات الدولية على وقف كل هذه الجرائم، فإن خيار العنف سيكون هو الاقرب للواقع، ولن يبقى الصراع محصورا بالجبهات العسكرية التقليدية.

20 نوفمبر 2023

هاشتاغ

التعليقات