اخبار

"غانغوباي كاثياوادي" فيلم يصور المواخير والدعارة في الهند

تبدو بيوت الدعارة والأزقة أنظف في فيلم بوليوودي جديد ذي موسيقى تصويرية مثيرة، صوّر ما يقع في منطقة الأضواء الحمراء في مومباي على ما يقرب من مليون عاملة بالجنس في الهند.

ويجسّد فيلم "غانغوباي كاثياوادي" سيرة ذاتية ويسرد أحداثا عاشتها عاملة في الجنس تحمل الاسم نفسه. وتحولت الشابة من ضحية الاتجار بالنساء إلى مناضلة من أجل حقوق النساء العاملات في الدعارة في الخمسينيات من القرن الماضي. وهي معركة مستمرة إلى اليوم.

وتقول العديد من عاملات الجنس في كاماثيبورا، وهي منطقة الضوء الأحمر في مومباي، وفي جميع أنحاء الهند، إن الفيلم الذي تقوم ببطولته الممثلة الشهيرة علياء بهات يُظهر فهما نادرا لنضالاتهن اليومية.

وقالت كيران ديشموخ، رئيسة الشبكة الهندية لعاملات الجنس، "شاهدنا الفيلم بتركيز كبير. أنتج القطاع السينمائي الكثير من الأفلام عن نساء مثلنا، لكن لم يثر أي منها هذه القضايا، وقد أظهر لهم هذا الفيلم أن العمل بالجنس هو عمل وأنه يساعدنا على عيش حياتنا وإطعام أطفالنا وتربيتهم".

وتبقى العاملات بالجنس من أكثر الفئات المهمشة في الهند. وفي حين أن هذا العمل قانوني في الهند، فإن معظم الأنشطة ذات الصلة مثل الإغراء وإدارة بيت للدعارة هي جرائم، مما يعني أن المشتغلات بالجنس يواجهن مصادمات متكررة مع الشرطة.

وتبقى غالبيتهن غير قادرات على التصويت أو فتح حسابات بنكية أو الوصول إلى الإعانات الحكومية للطعام لأنهن يفتقرن إلى وثائق الهوية الضرورية، وينتهي الأمر بالعديد منهن إلى الغرق في الديون بعد التعامل مع مقرضين مستغلّين من القطاع الخاص.

وقالت بريتي باتكار، من مؤسسة بيريرانا، وهي منظمة غير ربحية تعمل مع أطفال المشتغلات بالجنس، وتساعدهم في تأمين القبول في المدارس، "لقد كافحنا لمدة 30 عاما من أجل فتح حسابات بنكية لنساء من كاماثيبورا".

ثم أعطت جائحة كوفيد زخما للدعوات للاعتراف بالعاملات بالجنس كجزء من قوة العمل غير الرسمية الهائلة في الهند، وتزامن صدور فيلم "غانغوباي كاثياوادي" مع بوادر تقدم في هذا المجال.


وأمرت المحكمة العليا الحكومتين الفيدرالية والمحلية في العام الماضي بالبدء في إصدار الحصص التموينية وبطاقات التصويت لعاملات الجنس. وبدأ العمل بالفعل في مومباي، حيث صُوّر الفيلم.

قال آرثي باي، الأمين العام لمنظمة سانغرام غير الربحية، التي تعمل مع العاملات بالجنس، إن الفيلم الذي أصبح متوفرا على نتفليكس الشهر الماضي، جاء في "الوقت المناسب لمواصلة الحوار".

وقال منتقدون إن الفيلم مقتبس من فصل في "مافيا ملكات مومباي"، وهو كتاب من تأليف الصحافيين إس حسين زيدي وجين بورجس، يكسر القالب المعتاد لعاملات الجنس في بوليوود.


عاملات في الجنس: الفيلم الذي تقوم ببطولته الممثلة الشهيرة علياء بهات يُظهر فهما نادرا لنضالاتهن اليومية

وقالت ميناكشي شيدي، المنسقة السينمائية المستقلة ومندوبة جنوب آسيا إلى مهرجان برلين السينمائي، إن الفيلم الذي وصفته بأنه "نسوي" كان أكثر قوة لأنه كان عن سيرة ذاتية.

وسلطت الضوء على مشهد يظهر غانغوباي التي أصبحت رئيسة بيت دعارة تجمع العاملات وتطلب منهن أخذ إجازة لمشاهدة الفيلم. وقالت شيديإن "هذا مثير للاهتمام.. لست على علم بوجود فيلم هندي يُظهر عاملة بالجنس مع مثل هذه الوكالة على المستوى السياسي والقانوني والمالي أيضا".

وقالت الممثلة سيما باهوا، التي تلعب دور سيدة في بيت دعارة ورئيسة غانغوباي الشابة في الفيلم، إنها قد غمرتها استجابة عاملات الجنس للفيلم خلال عرض خاص حضرته معهن.

وقالت، إنها تأمل في أن يرفع الفيلم الوعي بحقوق العاملات في مجال الجنس وأن يكون بمثابة محفز لتحقيق المزيد من المكاسب. واعتبرت "هذا دور كبير يجب على وسائل الإعلام أن تلعبه.. لخلق الوعي. فمن المحزن أن القضايا التي أثيرت منذ سنوات عديدة ما زالت قائمة".

وفي بيت دعارة في زقاق ضيق مظلم بعيدا عن بوليود، كانت روكسانا أنصاري البالغة من العمر40 عاما، وغيرها من المشتغلين بالجنس يشاهدن مقتطفات من الفيلم على هواتفهن الذكية.

وقد عملت روكسانا بالقطاع منذ أكثر من عقدين بعد وفاة والديها، وتذكرت أنصاري بيعها في بيت دعارة مقابل 10 آلاف روبية (129 دولارا) وقالت إنها صُدمت بالتشابهات بينها وبين بطلة الفيلم.


وصرّحت "تعرضت للخداع، وحاولت الهروب من بيت الدعارة. وحققت بعض الانتصارات أيضا، حيث رفضت ارتداء الملابس الضيقة وشرب الكحول. لقد نجوت أيضا". وكان ذراعها الأيسر مغطى بندوب من جروح أصابت بها نفسها وتعتبرها تذكيرا بمكافحتها للبقاء على قيد الحياة.

ودعي الآلاف من المشتغلين بالجنس في مومباي ومن مدن أخرى مثل سانغلي وسولابور لمشاهدة الفيلم في دور السينما في العروض التي ترعاها المنظمات غير الربحية، بينما اشترى آخرون تذاكر بأنفسهم. وانتقلت الكثيرات لزيارة منزل غانغوباي السابق في كاماثيبورا.

وقالت سابنا، التي تعيش في منزل غانغوباي، “لقد جاء المئات إلى هنا منذ ظهور الفيلم. ويسألونني نفس الأسئلة، إذا كانت بالفعل هي الشخص الذي أظهروه في الفيلم وإذا كانت قصتها حقيقية". في نهاية ممر يقف تمثال المرأة متوّجا بإكليل من الزهور.

وتحيط ممرات كاماثيبورا الضيقة والصاخبة بمباني متسخة وورش صباغة الأقمشة على جانب الطريق، بينما ينتشر الباعة المتجولون الذين يبيعون الشاي والسمبوسة.

وتساءلت ديشموخ، التي شعرت أيضا بالإلهام لزيارة منزل غانغوباي بعد مشاهدة الفيلم، عن طريقة تصوير الفيلم للمنطقة وجعلها تبدو أكبر وأنظف. وتابعت "بدا حمام غانغوباي كبيرا جدا إلى حد يمكن معه أن يَسَع سريرا كبيرا يُتيح لامرأة ممارسة أعمالها".

20 مايو 2022

هاشتاغ

التعليقات