المجتمع

الذكاء الإصطناعي يصل إلى المدارس.. هل سيؤدي إلى
الذكاء الإصطناعي يصل إلى المدارس.. هل سيؤدي إلى "انقراض البشرية" فعلاً؟
أواخر العام الماضي، وتحديدا في الـ 30 من نوفمبر/تشرين الثاني، أطلقت شركة "أوبن أيه آي" (OpenAI) للذكاء الاصطناعي، برنامجها الشهير "تشات جي بي تي"(ChatGPT)، ليصل عدد مستخدميه خلال شهرين، إلى نحو 100 مليون شخص.

روبوت المحادثة تشات جي بي تي وغيره من أدوات الذكاء الاصطناعي، التي وصل عددها لأكثر من 1000 أداة والعدد قابل للزيادة غيّرت من قواعد اللعبة في كثير من قطاعات الحياة المختلفة، وأبرزها قطاع التربوي

وقطاع التعليم ليس بمنأى عن هذه التحولات الكبيرة، إذ بات بعض طلبة المدارس والجامعات يستخدم تلك الأدوات في إنجاز واجباته المنزلية.

فهل من الخطأ الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية؟

مشروع طليعي
وبما أنّ عصر الذكاء الاصطناعي يتمدّد، وتطبيقاته آخذة بفرض إيقاعها على مختلف الجبهات، أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي أخيرا، المشروع الطليعي الذي يهدف الى "تعليم مهارات الترميز والذكاء الاصطناعي" للأساتذة وطلاب المدارس الرسمية، بمبادرة من لبنان وبالتعاون مع قطاع التعليم في اليونسكو، ليشمل في مرحلته الأولى تدريب مدربين ومرشدين وأساتذة وتعليم 500 تلميذ وتلميذة.

وفي مرحلته الأولى، ارتكز المشروع على إخضاع نحو ثلاثين أستاذاً ومعلّمة من عشر ثانويات مختلفة إضافة إلى 500 تلميذ وتلميذة من الثانويات نفسها لدورة تعلّم على الترميز، وتدريبهم على مهارات الذكاء الاصطناعي. والسؤال: هل ومتى سيتمّ إدخال تلك المادة في المناهج التعليمية منذ المراحل الدراسية الأولى؟

مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية، هيلدا الخوري، تشير إلى أنّ الذكاء الاصطناعي بات جزءاً أساسياً من المجالات التي تعمل الأنظمة التربوية الحديثة على إدخالها في المناهج مع شرح سُبل ومحاذير استعمالها. وتضيف: "لقد عمِلَت وزارة التربية والتعليم العالي - المديرية العامة للتربية، بالتعاون مع بعثة لبنان لدى منظمة اليونسكو، على هذا المشروع منذ سنوات عدة، لكن تأخُّر إطلاقه جاء نتيجة جائحة كورونا وتدهوُر الأوضاع العامة في البلد."

ما بعد المرحلة الأولى
"المرحلة الأولى تمّت بنجاح وسيُستكمل التدريب مع بداية العام الدراسي المقبل"، كما تذكر الخوري مشيرة إلى أن المشروع لن يقتصر على المدارس الرسمية إنما سيتوسّع في مراحله اللاحقة ليشمل الخاصة أيضاً. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق لبعض المدارس الخاصة الانخراط في مشاريع مماثلة.

وفي ظل الظروف القاتمة التي يرزح تحتها قطاع التعليم في لبنان، تقول الخوري: "لقد درسنا مرحلة التطبيق التي سيبدأ العمل بها بداية العام الدراسي المقبل، ولا نحتاج لشروط تعجيزية لتنفيذ ذلك، الأهم هو تحقيق الهدف ألا وهو توفير بيئة إيجابية لتحفيز الطلاب والأساتذة معاً".

مخاطر حقيقية
في المقابل، كانّ تحالف من مديري بعض كبريات المدارس في بريطانيا حذّر في وقت سابق من "المخاطر الحقيقية والحاضرة" التي تشكلها التكنولوجيا، وقالوا إن الذكاء الاصطناعي هو أكبر تهديد للتعليم، وإن استجابة الحكومة أبطأ بكثير من مخاطره.

وأوضحوا، في رسالة إلى صحيفة "التايمز" (The Times) البريطانية، أن المدارس يجب أن تتعاون لضمان عمل الذكاء الاصطناعي بما يخدم مصالحها ومصالح التلاميذ، وليس شركات تكنولوجيا التعليم الكبيرة.

كما أعلنت المجموعة، بقيادة ألسير أنتوني سيلدون رئيس كلية إبسوم، عن إطلاق هيئة لتقديم المشورة للمدارس وحمايتها من مخاطر الذكاء الاصطناعي.

وتحظى المبادرة بدعم رئيس رابطة قادة المدارس والكليات جيم بارتون، ورؤساء العشرات من المدارس الخاصة والحكومية.

وقال سيلدون للصحيفة إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق أكبر فائدة منذ آلة الطباعة، ولكن المخاطر "أسوأ من أي تهديد واجهته المدارس على الإطلاق".

ولفتت الصحيفة إلى الاعتراف المتزايد بمخاطر الذكاء الاصطناعي عندما قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك للصحفيين في قمة مجموعة السبع إنه يجب وضع "حواجز حماية" حوله.

وأشارت إلى تحذير أحد "عرابي" الذكاء الاصطناعي البروفيسور سيتوارت راسل من أن الوزراء لا يفعلون ما يكفي للحماية من احتمال وجود آلة فائقة الذكاء تقضي على البشرية.

وأضافت التايمز أن مخاوف مديري المدارس لا تقتصر على التوجس من إمكانيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الغش، بل تشمل كذلك تأثير هذه التقنية الجديدة على الصحة النفسية والجسدية للأطفال وحتى مستقبل مهنة التدريس ككل.

06 يونيو 2023

هاشتاغ

التعليقات