تقارير

بغداد تخشى
بغداد تخشى "السيناريو اليمني"..والمليشيات العراقية تهدد بتفعيل الاغتيالات

بدأت دوائر حزبية وحكومية في العراق تحذر من اقتراب الخطر بعد التطورات الأخيرة في توسع الحرب التي اندلعت بسبب أحداث غزة، الى اليمن.

وتنوي المليشيات العراقية المرتبطة بالحرس الثوري الايراني، بحسب بعض المصادر، بتوسيع نطاق الاستهدافات هي الاخرى في وقت يتصاعد الجدل داخل العراق حول قضية إخراج القوات الاميركية لحظة اشتعال المنطقة.
في المقابل، فإن تلك المليشيات أصدرت بيانات "شديدة اللهجة" ضد ما جرى في اليمن، وهددت بضرب المصالح الأميريكية وكل دول التحالف ضد "داعش".

وعن توسيع أهداف المجموعة التي تطلق على نفسها "المقاومة العراقية"، يقول أحد المقربين من الفصائل في العراق لـ"جسور" والذي طلب عدم نشر اسمه إن "واشنطن هي من تدفع المقاومة الى توسيع الحرب، والفصائل هذه المرة لن تستثني أي جهة".


وأعلنت ما تسمى بـ"المقاومة الاسلامية العراقية" يومي الخميس والجمعة الماضيين، عن قصف معسكر الأسد غربي الانبار في العراق، ومواقع أميركية في سوريا.
ويضيف المقرب من الفصائل لـ "جسور":"سنمنع تجوال الاميركان في الأنبار أو في أربيل، وستكون هناك استهدافات شخصية لكن العاملين بالتحالف الدوليين والمتعاونين حتى للعراقيين الذين يحملون جنسيات أخرى و يرافقون تلك القوات.

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن الخميس، ردا على هجمات الجماعة المدعومة من إيران على سفن في البحر الأحمر. وقالت وسائل إعلام أميركية عدة إن الضربات التي جاءت في أعقاب تحذيرات من الحلفاء الغربيين، شاركت فيها طائرات مقاتلة، واستعملت فيها صواريخ توماهوك.

وعلى الفور، أصدرت حركة النجباء، إحدى المليشيات الشيعية في العراق ضمن ما يعرف بـ"محور المقاومة"، بيانًا هددت بتصعيد الرد على الولايات المتحدة.

ووصفت الحركة ما جرى باليمن بأنه "اعتداء أميركي جديد يطال إخوتنا في اليمن العزيز ويستهدف المدنيين والعزل ويقتل الأبرياء على مرأى ومسمع العالم بل وبمباركة المطبعين والخونة ممن يدعون كذبا أنهم عرب ومسلمون".


وأضافت الحركة التي استهدفت الأسبوع الماضي، طائرة مسيرة أحد قياداتها في بغداد، ان :"اليوم أثبت الأميركان ومن في معيتهم أنهم مجرمون ولا يبالون بالأعراف والمواثيق الدولية وأنهم يسيرون وفق مخطط القطب الواحد وأن استهداف الإخوة انصار الله باليمن يأتي ضمن هذا المخطط الرامي الى إضعاف الدول والسيطرة على مقدراتها".


وتابع البيان :"لكن لتعلم أميركا الشر ومن سار في ركابها من الخونة والمطبعين أنهم في مرمى نيران المقاومة الإسلامية في محور الممانعة بأجمعه، فلن تكون المصالح الأميركية ودول التحالف القميء في مأمن بعد اليوم. وأننا في المقاومة الإسلامية سنكون لهم بالمرصاد يدا بيد مع إخواننا المجاهدين أنصار الله في حربهم العادلة ضد الاستكبار والتعسف الأميركي".

كذلك هدد جعفر الحسيني، المتحدث باسم كتائب حزب الله، أحد أبرز المليشيات الشيعية في العراق التي تطرح نفسها بوصفها "مقاومة"، بـ"خيارات مفتوحة" بشأن التعامل مع الاحداث الاخيرة في اليمن. وأكّد الحسيني أنّ اعتداء على اليمن "سيضع كل الحسابات والاعتبارات جانباً، وستكون جميع الخيارات مفتوحة أمامنا، وستكون هناك ردود من المقاومة الإسلامية في العراق"، مشدداً على أنّ "الولايات المتحدة سترى أياماً قد لا تنساها على مدى التاريخ، وستكون هناك كوابيس تلاحقها على مدى الدهر".

وشنت الفصائل العراقية نحو 130 هجومًا منذ منتصف تشرين الأول الماضي، منذ أحداث غزة، على معسكرات ومواقع أميركية وخاصة بالتحالف الدولي في العراق وسوريا.
بالمقابل ردت واشنطن حتى الان، في العراق أربع مرات على تلك الهجمات، أسفرت عمليات الرد عن قتل 20 مسلحا من المليشيات العراقية، ابرزهم القيادي في حركة النجباء الذي قتل قبل اكثر من أسبوع وسط بغداد.

وبدت الحكومة عقب تلك الاستهدافات، محرجة أمام المليشيات التي تشارك في السلطة، وقرت على إثر ذلك أن تعلن عن تشكيل لجان لإخراج القوات الأميركية.
وحذر فادي الشمري، مستشار رئيس الوزراء العراقي، من أن الغرب يوسع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية ويزيد التوترات في المنطقة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.
وقالت الحكومة العراقية في بيان لوزارة الخارجية إن "توسيع دائرة الاستهدافات لا يمثل حلا للمشكلة، وإنما سيدفع لاتساع نطاق الحرب" مضيفة تأكيدها على "وجوب الحفاظ على حرية الملاحة في المياه الدولية".
وقالت القوات الجوية الأميركية في بيان إنها شنت ضربات ضد 60 هدفا في 16 موقعا تابعا للحوثيين، واستهدفت مراكز قيادة وسيطرة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق ومنشآت تصنيع وأنظمة رادار خاصة بالدفاع الجوي.


وأضافت أنه تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ موجه بدقة في الضربات على الحوثيين واستخدام طائرات وصواريخ توماهوك أطلقت من السفن والغواصات.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان "بتوجيه منّي، نفّذت القوّات العسكريّة الأميركيّة - بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا - ضربات ناجحة ضدّ عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمرّدون الحوثيّون لتعريض حرّية الملاحة للخطر في أحد الممرّات المائيّة الأكثر حيويّة في العالم".


ووصف الضربات بأنّها "ردّ مباشر" على ما مجموعه "27 هجوما" شنّها الحوثيون على سفن وشملت "استخدام صواريخ بالستيّة مضادّة للسفن للمرّة الأولى في التاريخ".

الى ذلك، قال عضو اللجنة العلاقات الخارجية في البرلمان عامر الفايز، إن "هناك خطورة كبيرة من اتساع دائرة الصراع في المنطقة، خاصة بعد أحداث اليمن الأخيرة"، معتبرًا أنه "العراق بالتأكيد سيكون جزءًا من اتساع هذا الصراع، ولهذا عملت الحكومة منذ اندلاع حرب غزة على إيقاف التصعيد بشكل سريع، لمنع اتساع دائرة الحرب والصراع".

13 يناير 2024

هاشتاغ

التعليقات