تعهد مدير عام صندوق التنمية والإعمار بلقاسم حفتر أثناء زيارات لعدد من المدن في المنطقة الشرقية بالإضافة إلى سرت بعدد من المشاريع التنموية، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن تمويل هذه المشاريع لاسيما إذا ما كان المصرف المركزي بطرابلس قد حول تمويلات للصندوق.
وأعلن بلقاسم حفتر خلال اجتماع برئيس حكومة الاستقرار أسامة حماد في سرت، أنه سيجري الشروع في صيانة مطار وميناء سرت، بالإضافة إلى الشروع في صيانة وتطوير المقرات الحكومية والمستشفيات والمدارس، وإنشاء شبكات الإنارة العمومية، ورصف الطرق، وتوصيل شبكات المياه، وتأهيل شبكات الصرف الصحي في المدينة.
وقال حماد إن الميناء له أهمية كبرى من الناحية التجارية. وتناول الاجتماع المشاكل التي تعانيها المدينة، مع الاطلاع على سير عمل الأجهزة الخدمية والأمنية، والإدارات والمكاتب التابعة للحكومة.
وأضاف أن حكومته تولي الاهتمام الشديد بسرت، كونها مهد انطلاق الحكومة، والحاضنة الأساسية لاجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5)، فضلا عن استعدادها لاحتضان القوى الوطنية في سبيل إيجاد الحل الليبي – الليبي والتوافق، في إشارة إلى مؤتمر المصالحة المقرر عقده بالمدينة في الثامن والعشرين من أبريل الحالي.
وأكد أن المشاريع القائمة بالمدينة ليست هبة، وإنما هي الحقوق المشروعة لكل المواطنين، مشيرا إلى تدشين العديد من المشاريع الخدمية بجميع المناطق. كما تحدث عن الاستجابة لمطلب علاج مرضى الأورام. وحضر الاجتماع كل من رئيس لجنة إعادة الإعمار والاستقرار حاتم العريبي، ووكيل وزارة الحكم المحلي أبوبكر الزوي – بمسؤولي القطاعات الخدمية والصحية وأعيان ومشائخ مدينة سرت.
◙ المدير التنفيذي لصندوق إعادة الإعمار بلقاسم حفتر زار مناطق درنة وبنغازي وأجدابيا ووقع عقودا في مجال الإنشاء والإعمار
كما حضره، وفقا للمكتب الإعلامي التابع للحكومة، آمر غرفة عمليات سرت اللواء أحمد سالم، والمدير التنفيذي للجهاز الوطني للتنمية – سرت محمود الفرجاني، وعميد بلدية سرت مختار المعداني، ووكيل ديوان البلدية خميس الحوسين، ومدير عام مستشفى ابن سينا التعليمي علي الجروشي، ورئيس جامعة سرت سليمان الشاطر، ومدير جهاز تطوير المراكز الإدارية امراجع فرج، ومراقب الخدمات المالية مسعود صالح.
وخلال الاجتماع بحث حماد كافة المستجدات والمشاكل التي تعاني منها المدينة، بالإضافة إلى الاطلاع على سير عمل الأجهزة الخدمية والأمنية والإدارات والمكاتب التابعة للحكومة.
وفي يناير الماضي، زار المدير التنفيذي لصندوق إعادة الإعمار مناطق درنة وبنغازي وأجدابيا ووقّع مع رئيس لجنة إعادة الإعمار والاستقرار حاتم العريبي ورئيس شركة “نيوم” المصرية إبراهيم العرجاني ورئيس شركة “وادي النيل” هاني ضاحي، “عقودا كبرى في مجال الإنشاء والإعمار” وفق ما نشرته الحكومة عبر صفحتها بفيسبوك.
وشملت العقود إنشاء ستة جسور جديدة بمدينة درنة، وهي “جسر البحر وجسر وادي الناقة وجسر مسجد الصحابة وجسر الوادي 1 وجسر الوادي 2 وجسر الوادي 3”، وإنشاء جسرين جديدين في مدينة أجدابيا هما جسر وسط المدينة وجسر تقاطع الطريق الدائري مع طريق طبرق. وفي مدينة بنغازي تقرر إنشاء ثلاثة جسور جديدة هي “جسر تقاطع جزيرة الجرات البريد الرئيسي وجسر جزيرة حي السلام وجسر تقاطع طريق الهواري مع مصنع الإسمنت”.
وأثار قرار رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، القاضي بتكليف بلقاسم خليفة حفتر مديرا تنفيذيا لصندوق إعادة إعمار مدينة درنة والمدن والمناطق المتضررة من الفيضانات المدمرة الناجمة عن العاصفة دانيال التي اجتاحت مناطق الجبل الأخضر في سبتمبر الماضي، جدلا واسعا في الأوساط الليبية.
وأعلن المجلس الأعلى للدولة الليبي رفضه لقرار مجلس النواب القاضي بإنشاء صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، معتبرا ذلك تعديا على اختصاصات السلطة التنفيذية. وقال رئيس المجلس محمد تكالة، في رسالة وجهها إلى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، “نجدد تذكيركم برفضنا التام لكل ما صدر عن مجلسكم في جلسة السادس من فبراير واعتباره والعدم سواء، لاسيما قانون إنشاء صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا”.
واعتبرت الرسالة قرار البرلمان الليبي “استخفافا بدورنا، وتعديا على السلطة التنفيذية”، لافتة إلى أنّ ذلك “يؤشر إلى تعمّدكم تجاهل المبادئ الحاكمة لسير العملية السياسية الراهنة”. وفي السادس من فبراير الماضي، أصدر مجلس النواب الليبي القانون رقم 1 للعام الجاري بشأن إنشاء صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، وكلّف بلقاسم حفتر مديرا له.
وبلقاسم هو الابن الأصغر للواء المتقاعد خليفة حفتر، واتخذه والده مستشارا سياسيا لقياداته. ومنذ هبوب عاصفة “دانيال” التي دمرت مدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر، بدا حفتر الابن مرافقا دائما لرئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب خلال جولاته في المناطق المتضررة من الفيضانات.