نأخذ على إمتناننا لدولة الامارات العربية المتحدة انها حين غادرتنا ربما لم تضع المملكة في الصورة عن الفراغ الذي ستتركه وبأي القادة يمكن ملأه، اما المملكة فسنكون ممتنين لها اكثر واكثر حال إقناعها قائدها في عدن أن معركتنا الوطنية ضد المليشيات الحوثية الانقلابية ومشروعها الايراني قد بدات منذ مارس 2015 وليس اليوم او الغد الذي يبدو ان العميد العتيبي يماطل الجبهات والوحدات في إنتظار منه لساعة الصفر .
تقرا في صفحات القلة ممن قبلوا بمحابات اعلامي التحالف ناصر حبتر -ثم إنسحبوا- ان قائد قوات التحالف بعدن مجاهد العتيبي عميد ركن وكمان طيار وحالما تتسنى لك الفرصة للإ ستماع لقول وسخط الجبهات ترى ان العتيبي حتى وإن صار رائد فضاء فإن اداءه في هذه المهمة التي اوكلت إليه لا يرتقي البتة الى الديناميكية الفاعلة التي يعرف بها الجيش السعودي الشقيق وضباطه وقادته الميدانيين في ميادين عاصفة الحزم واعادة الامل، وعلى الارجح انه مقيد بمعظلتين الاولى مستواه اقل بكيثر من المهة التي كلف بها ، عوضا عن كزنه شخصية عسكرية تتزلج بجمودها ، إذ لم يبدا بعد تسخين نفسه، طافئ وغير قابل على المدى القريب الإشتعال والتفاعل مع الاحداث والوقائع ومتطلبات ومطالبات الجبهات التي تواصل منذ 4 اشهر إستجدائه توفير ضرورياتها القتالية وحاجياتها الملحة التي كانت توفرها قيادة القوات الاماراتية دون سؤال وفي الوقت المناسب .
لن يتسبب العتيبي في تحويل موقفنا الفخور بالشقيقة الكبرى الى موقف ملامة وعتاب، حتى وإن تسبب في قطع كل سبل الجبهات لإستعادة ما كان لها من دعم واسناد دول التحالف، وإن عبث بأعصاب المقاتلين وإلالتزامات السعودية التي اسندت إليه، لان فخرنا وإعتزازنا بالمملكة وقيادتها وجيشها لا ولن يتأثر بسلوك الاستخفاف الثقيل الذي يتبعه العميد العتيبي حتى وإن ابقته القيادة العليا للتحالف على هكذا حال وبجدارة لا تمكنه من قيادة مهامه إلا بالقدر الذي يصلح لإدارة فعاليات مجتمعية او ندوة لتبرير ضعفه القيادي ومماطلاته بإرجاعها الى الروتين المؤسساتي في الحكومة السعودية حتى في تعزيز جبهة بكذا صفيحة من ذخائر الكلاشنكوف وبإمكان الإستخبارات السعودية التحقق مما نقوله بالتواصل مع قادة الجبهات.
إن إمتنانا للمملكة العربية السعودية ينطلق من وعينا بجدارة نجاحها في إدارة اكبر مؤامرة وصراع اقليمي لصالح سيادة بلدنا وهويته وعقيدته وعزة شعبنا وكرامته غير ان سلوك العميد العتيبي -موضوع حديثنا- عندما يتعامل مع الجبهات كما لو انه ممثل جهة اخرى ليست التحالف ، جهة تسعى الى إيصال جبهات الصبيحة و القبيطة وثرة والضالع وكرش والمسيمير الى الوضع الذي تركه العتيبي في جبهات مارب ونهم وهذا مثير للارتياب.. اما انه ممثل التحالف فإن ذلك يحتاج الى تحقيق وتأكد لان تمثيل التحالف بصفة قائد قواته الميدانية بعدن - قوة الواجب 83 السعودية- لا يكون بالكذب على الجبهات ومقاتليها الابطال.
الجبهات على المحك ولدى العتيبي كم هائل من البلاغات والتقاير المفصلة منها موجهة له ومنها سلم إليه ومنه الى قيادة التحالف، الجبهات تريد قائدا للتحالف من الطراز الاماراتي، يسمعها فيجيب ويراها ويحترم ابطالها ويصدق قادتها ويلتزم لها بما يعدها.. قائد يمكنه أن يركز الراي العام عليها بإنجازاتها لا بالإشفاق على معاناة مرابطيها في الغذاء وجرحاها بالدواء والعلاج ، وإلا فإن زخم الرجال المتدفق الى ميادينها سيعود بتقدير الامور على نحو خاطئ.
الجبهات بحاجة الى قائد للتحالف غير هذا، قائد يصدقها الوعد والموقف ويقدر صدقها .. يعيش كل مستجداتها يعززها لمعركة تحدث الان وللغد، ويكفي ان يتعامل مع منتسبيها قادة وجنود كمقاتلين لا كعمال مصنع في طريقه الى الافلاس .