تقارير

لبنان والعراق واليمن جزء من معركة طوفان الاقصى.. والعين على غزة
لبنان والعراق واليمن جزء من معركة طوفان الاقصى.. والعين على غزة

ثمة من يقول بأن المطلوب اليوم وفي خضم هذه اللحظة التاريخة التي تؤشر إلى حرب شاملة في المنطقة، الكثير من العقلانية والواقعية والابتعاد عن الشعوبية والرهانات الخاطئة. والأهم من ذلك، الذهاب إلى وقف العدوان على قطاع غزة وفتح ممرات إنسانية، والعمل على إحباط مؤامرة تهجير الفلسطينيين والتي باتت مؤكدة.

وفيما تواصل إسرائيل منذ قرابة الشهر قطع المياه والغذاء والوقود والكهرباء عن الغزيين، ما أدى إلى وصول القطاع إلى مرحلة قريبة من المجاعة، فُتح معبر رفح فُتح أمام عمليات إجلاء محدودة. وتوجهت الدفعة الأولى من الفلسطينيين إلى سيناء المصرية وعددهم 335 عائلة من الفلسطينين الاجانب وحاملي الجنسيات المزدوجة واستقبالهم في عمارات سكنية غرب مدينة العريش تحت إشراف محافظ شمال سيناء. وبدا الإحباط واضحاً على وجوه الذين لم يُسمح لهم بمغادرة القطاع المكتظ بالسكان، كما بدأت محاولات للتعتيم الإعلامي الشامل حول سر الخطة الاستراتيجية الدولية التي تهدف إلى بدء بتفعيلها بتفرغ قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.4 ،مليون نسمة وبحسب بيانات البلدان المختلفة ، يعيش مواطنو 44 دولة أجنبية في قطاع غزة.


كشفت مصادر خاصة لـ"جسور" عن نشاط متقدم في الحركة الدبلوماسية الدولية في منطقة الشرق الأوسط في محاولة للحد من تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة. يأتي هذا النشاط على خلفية ارتفاع نسبة إطلاق الصواريخ من لبنان وتزايد الهجمات على القواعد الأميركية في العراق وسوريا، ناهيك عن التصعيد الملحوظ في الموقف الإيراني.

أما لبنان فدخل معادلة المواجهة الإقليمية تحت قاعدة "توحيد الساحات"، ما دفع بالمجتمع الدولي إلى التحرك واتخاذ إجراءات دبلوماسية، من بينها، زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي دولة قطر، لتجنب الحرب.

عناوين تنفيذ مخطط التهجير  

مصادر مطلعة تقول لـ"جسور"، إن ما بين السيناريوهات "عدد من المخططات والمقترحات الاسرائيلية القديمة-الجديدة لتهجير الفلسطينينن، وتواطؤ وصمت من قبل المجتمع الدولي عما وصل إلى حد إبادة الفلسطينين، ونوع من الاستخفاف بمصير سكان قطاع غزة المدنيين الذين ارتقى بعضهم شهيدًا والبعض الآخر إما عالق في سجن كبير، أو حامل لجنسية أجنبية ينتظر العبور إلى مصر.

ويقال إنه من تبقى من سكان قطاع غزة، قد يتم استيعاب بعضه في الأراضي الفلسطينية تحت سلطة رام الله، أما بالنسبة للفلسطينين المسيحيين في قطاع غزة فجاري العمل لإجبراهم على الانتقال إلى دول غربية أبدت استعدادها لاستقبالهم.

هذا وكشفت مصادر دولية لـ"جسور"، عن وثيقة سرية تبيّن مخطط تهجير لسكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء، وقد ذُكر فيها عن وزيرة مخابرات الكيان الإسرائيلي جيلا جمالائيل، وهي التي تدعم هذا المخطط بشدة: إنها أوصت بنقل سكان غزة إلى سيناء بنهاية النزاع الجاري، وذلك من خلال "وثيقة داخلية" تحدد خطة قاسية لتهجير سكان غزة بالقوة.

بالإضافة إلى ذلك، يجري الاحتلال دراسة مقترحات إضافية، منها ما يُعرف بـ "نموذج بيروت"، الذي يشير إلى إخراج قادة حماس مع الاحتفاظ بأرواحهم وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. في هذا السياق، يسعى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى تحقيق نجاح سياسي حقيقي، خاصةً في ضوء الانتقادات الداخلية التي توجه له بسبب تقصيره وفشله بعد معركة طوفان الأقصى. وبناءً عليه، قد يكون مستقبله السياسي معرضًا للخطر في الأيام القليلة المقبلة، ويمكن أن ينتهي مع نهاية المرحلة الأولى للعملية العسكرية في قطاع غزة أو في غضون بضعة أشهر.
نزوح لبناني بدون مقومات

ارتفعت وتيرة الاشتباكات على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة منذ بداية معركة طوفان الأقصى، ولا يكاد يمر يومًا إلا ويدفع فيه لبنان ثمنًا باهظًا إضافيًا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية اليومية واستهداف البلدات والقرى الجنوبية بسلاح مدفعية جيش الاحتلال إلى جانب الطيران الحربي الإسرائيلي .

‌لا شك أن لبنان لا يحتمل حروبًا طويلة الأمد، بل هو معتاد على الحروب القصيرة نسبيًا والتي قد لا تمتد إلا لشهر إضافي على أبعد التقدير. ويضاف الى ذلك، الانهيارات الاقتصادية والمالية المتلاحقة وشلل المؤسسات والفراغ الرئاسي والدستوري ، والنزوح من البلدات والقرى الجنوبية، تحسبأ لتطور الإشتباكات العسكرية والأمنية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. بهذا عبر الناشط مهدي علي لـ"جسور" قائلأ، إن "بعد السابع من تشرين الأول 2023، وبدء الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، نزح عدد من العائلات نحو مدينة صور ولم يجدوا مكانًا للأيواء، حتى بادرت ادارة وحدة الكوارث، وبقرار من محافظ الجنوب إلى تأمين ثلاثة مراكز إيواء للنازحين." وعن العدد الإجمالي للنازحين الى منطقة صور فقال إنه قد "بلغ 8131 مواطن حتى الساعة وتجدر الإشارة إلى وجود 951 نازح يعانون من إعاقة صحية. أما مجموع النازحين فيشكلون 2166 عائلة، منهم الذكور 3794 ، والاناث4337 ".

تصريحات بلينكن الداعمة.. نصرالله يتوعد .. وإيران تتابع..

جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة لتكون جزء من جهود الولايات المتحدة للمساهمة في الضغط على القادة الإسرائيليين من أجل اتخاذ خطوات عملية للتقليل من الأضرار التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة وتحقيق التهدئة بين الأطراف المتصارعة.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مع الرئيس الكيان الإسرائيلي إنه مصمم "على دعم إسرائيل ولن نتوانى في ذلك أبدا، يحق لإسرائيل أن تدافع عن نفسها ونحرص على عدم تكرار تلك الهجمات" في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي أوقعت مئات القتلى في صفوف الإسرائيليين. إلا أنه وبعد اللقاء، أصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال بيانًا يؤكد فيه أنه لن يتم الموافقة على دخول وقود إلى قطاع غزة.

نصر الله: جهوزية للحرب والخيارات مفتوحة

وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن "عملية طوفان الأقصى أصبحت ممتدّة في أكثر من جبهة وساحة"، مشيراً إلى أن "هذا العمل الكبير والعظيم أدى إلى إحداث زلزال على مستوى الكيان الإسرائيلي، كما كشف عن "الوهن والضعف"، وأن إسرائيل بحق "أوهن من بيت العنكبوت"، مشددا على أن حزب الله "دخل المعركة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول". وقال نصر الله، اليوم الجمعة، في إطلالته الأولى منذ عملية "طوفان الأقصى"، إن "كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات"، مشددا على أن "تطورات الأمور في جبهة لبنان مرهونة بأمرين: بمسار تطور الأحداث في غزة، وبسلوك العدو تجاه لبنان".


قاآني في بيروت

بالنسبة للحديث عن زيارة قائد "فيلق القدس"، قاآني، في لبنان، فيأتي ذلك للتنسيق مع "حزب الله" بشأن معركة طوفان الأقصى واحتمالية التصعيد التدريجي من الجبهة اللبنانية. وقد زار قاآني بيروت مرتين بعد معركة طوفان الأقصى، منذ تشرين الأول الماضي، بحيث تتركز مهمته على التنسيق لمواجهة محتملة مع الكيان الإسرائيلي. إلى جانب ذلك، تُفيد المعلومات بأن قائد فيلق القدس يقوم بدور مختلف تمامًا عن دور سلفه قاسم سليماني. وأنه بعد عودته الأخيرة إلى لبنان، التقى قاآني مع قادة المقاومة الفلسطينية، وقادة حزب الله اللبناني، ونقل رسائل من المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي.

اللبنانيون يطالبون بفرض السيادة

في هذا السياق، تؤكد الناشطة السياسية والمحامية ريتا بولس لـ"جسور" على الرفض الشعبي الواسع لإشراك لبنان في أي نزاع حربي، مستندة إلى تصريح أحد أبناء الجنوب الذي أعرب عن رفضه للحرب تحت شعار "لا مقومات لدينا للصمود" .

وتضيف أن "معظم اللبنانيين يؤيدون الالتزام بسيادة الدولة والقوانين الدولية بالدرجة الأولى، ويرون أنه على الجيش اللبناني، بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة "اليونيفيل"، تحمّل مسؤولية مراقبة وحماية الحدود اللبنانية، واستعادة القرار الوطني السيادي، والامتثال للدستور واتفاق الطائف، دون التخلي عن القرار الدولي 1701".

كما شددت بولس على ضرورة حل الفراغ الرئاسي في لبنان بأسرع وقت ممكن لتجنب خطر الحرب، حيث يعجز اللبنانيون عن تحمل أي تداعيات إنسانية واجتماعية واقتصادية لأي نزاع حربي محتمل .

ونوهت بولس، بالفتة الإنسانية الإمارتية، من أجل التخفيف من معاناة سكان القطاع وتقديم المساعدات الطبية اللازمة لهم، والبدء بالتنسيق بين الأمارات العربية المتحدة والصليب الأحمر الدولي لاستضافة ألف طفل من المصابين مع أقرابائهم وتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات لحين تماثلهم للشفاء وعودتهم.

04 نوفمبر 2023

هاشتاغ

التعليقات