تقارير

جيبوتي المطلة على باب المندب.. لماذا تضم عدداً كبيراً من القواعد العسكرية؟
جيبوتي المطلة على باب المندب.. لماذا تضم عدداً كبيراً من القواعد العسكرية؟

اكتسبت دولة جيبوتي أهمية قصوى في الآونة الأخيرة، ليس بفضل موقعها المطل على مضيق باب المندب فحسب بل لتحوّلها إلى مركز استراتيجي في المنطقة، حيث باتت تضم ست قواعد عسكرية لستة دول كبرى شبكت معها علاقات غير تقليدية عبر تعزيز وجودها العسكري فيها، على الرغم من كونها ثالث أصغر الدول الإفريقية مساحة.

وتطل اليمن على مضيق باب المندب من الجهة المقابلة لجيبوتي، وقد عمدت جماعة الحوثي اليمنية إلى تهديد الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية التي تمر عبره بهدف الضغط على إسرائيل والدول الغربية المؤيدة لها.

ظهرت أولى القواعد في جيبوتي خلال ستينيات القرن الماضي إبان الاستعمار الفرنسي للبلاد، ولا تزال متواجدة رغم نيل البلاد استقلالها، أما القاعدة الثانية فأنشأتها الولايات المتحدة مطلع القرن الحالي قبل أن تتوالى القواعد العسكرية لاحقاً حيث أنشأت إسبانيا قاعدة لها ثم اليابان فإيطاليا لتأتي القاعدة العسكرية الصينية أخيراً عام 2017.

في المقابل، تسعى أطراف إقليمية ودولية أخرى إلى إنشاء قواعد عسكرية لها في جيبوتي  وأبرزها روسيا والإمارات المتحدة والمملكة العربية السعودية.  

القاعدة الفرنسية

أولى القواعد العسكرية في جيبوتي، القاعدة الفرنسية، تأسست بين عامي 1883و1887 وبعد استقلال البلاد عام 1977، حافظت فرنسا على تواجدها العسكري فيها من خلال العديد من التسهيلات والقواعد العسكرية. وتُعَد القوات الفرنسية في جيبوتي أكبر الوحدات العسكرية الدائمة لفرنسا في إفريقيا.

القاعدة الأميركية
في أكتوبر 2002، وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول2001 أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية "عملية الحرية الدائمة - القرن الأفريقي" كتدبير عسكري لمواجهة التيارات الراديكالية والمتطرفة، بالإضافة إلى مكافحة ظاهرة القرصنة.

ويقع النطاق الرسمي لاختصاص هذه القوة في عدد من الدول الإفريقية أبرزها جيبوتي حيث تم تأسيس القاعدة العسكرية الأمريكية الدائمة الوحيدة في أفريقيا في 13 مايو/أيار 2003.

القاعدة الصينية العسكرية

تتنوع دوافع الصين لإنشاء قاعدة عسكرية في جيبوتي بين الاقتصادية والاستراتيجية. من الناحية الاقتصادية، تُعدّ جيبوتي فرصة ذهبية للاستثمار الصيني في الخارج وتعزيز المصالح الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إضافة إلى تحسين التجارة عبر خليج عدن والبحر الأحمر.

من ناحية أخرى، تعمل القاعدة الصينية في البلد الإفريقي على تأمين واردات الصين النفطية حيث تعتمد الأخيرة بشكل متزايد على نفط الشرق الأوسط عبر "طريق الحرير البحري" المشروع الذي يربط المناطق الساحلية الصينية بإفريقيا وآسيا وأوروبا، ويمر عبر البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط من خلال قناة السويس.

القاعدة العسكرية اليابانية

أسست اليابان قاعدة عسكرية في جيبوتي عام 2011 التزاماً منها بالمشاركة في الجهود الدولية لمكافحة القرصنة، كما تعتبر اليابان أن دعمها للأمان البحري يضمن الاستقرار في منطقة الصومال.

القاعدة العسكرية الاسبانية

دخلت إسبانيا على خط إنشاء القواعد العسكرية في جيبوتي عام 2008  مساهمة منها في دعم "عملية أطلنطا" التابعة للاتحاد الأوروبي. والعملية تهدف إلى حماية سفن برنامج الأغذية العالمي وسفن بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أميصوم) وسفن أخرى إضافة إلى ردع ومنع القرصنة والسطو المسلح في المياه البحرية، ومراقبة أنشطة الصيد قبالة سواحل الصومال.

القاعدة العسكرية الإيطالية

أنشأت إيطاليا قاعدة عسكرية لها في البلد عام 2013 بجوار مطار جيبوتي أمبولي الدولي بهدف دعم النشاط البحري الإيطالي في المنطقة لحماية السفن التجارية العابرة إلى المحيط الهندي، ودعم عملية أطلنطا التابعة للاتحاد الأوروبي.

بعد تحولها إلى موقع استراتيجي هام للغاية على مدى عقود، هل تدخل جيبوتي في الصراع القائم في البحر الأحمر عبر قواعدها العسكرية وتنجح في تغيير قواعد الاشتباك خلال المرحلة المقبلة للحد من من سيطرة الحوثيين؟

12 ديسمبر 2023

هاشتاغ

التعليقات