عربي ودولي

مصادر تكشف تسريبات حول مخطط اسرائيلي أبعد من تهجير سكان غزة
مصادر تكشف تسريبات حول مخطط اسرائيلي أبعد من تهجير سكان غزة
لجأ أكثر من نصف سكان غزة إلى رفح هربًا من القتال في مناطق أخرى. وتكدّسوا في مخيّمات مترامية الأطراف مزدحمة ومخيمات تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالقرب من الحدود المصرية، وهو ما أيقظ سكون جمهورية مصرالعربية التي باتت قلقة من مسألة تدفّق الالاف من اللاجئين الفلسطينيين ما قد يؤثر ديمغرافيًا واقتصاديًا ويجعل الفلسطينيين أمرًا واقعًا في رحابها.

وتعليقًا على التهديد الاسرائيلي لعملية عسكرية محتملة واسعة النطاق في رفح المصرية قالت مصادر خليجية مطلعة في حديث لـ"جسور" إن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت دولة قطر أن العملية العسكرية ستمضي قدمًا وقد أخذت إسرائيل الضوء الأخضر من الولايات المتحدة بقرار اقتحام رفح وهو ما سيكون حتمًا جِد مؤلم لأهل غزة.
 
ووفقًا للمصادر، فإن الولايات المتحدة أبلغت مصر بأنها ستكون "مرغمة " إنسانيًا على استقبال المهجّرين قسرًا نحوها، أما العملية العسكرية الاسرائيلية فيتم التحضير لها وستكون مصر" مجبرة " تحت جحيم النارعلى فتح بوابة رفح لتدفق الهاربين إلى مراكز آمنة يتم تشيدها في سيناء المصرية، مع تعهّد إسرائيلي للولايات المتحدة الامريكية بتوفير ممر آمن للسكان المدنيين كي يتمكّنوا من مغادرة قطاع غزة.

توازيًا، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية لمصر أنه وبعد إنجاز المهمة الإسرائيلية والقضاء على حركة حماس وحل مشكله المحتجزين الإسرائيليين سيتم مساعدة الاقتصاد المصري الذي يعاني عجزًا ماليًا، وسيتم استبدال إعمارغزة بإعمار سيناء مع تحفيز الدول الخليجية بأن تكون شريكة الولايات المتحدة وحلفائها لمساعدة الاقتصاد المصري.

بعد قطيعة 11 عاما.. أردوغان يزور مصر

وفي السياق علق مصدر دبلوماسي مصري لـ"جسور" قائلاً إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي زار مصر لأول مرة بعد قطيعة 11 عامًا، أبلغ الرّئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن إسرائيل ستعمل على إحكام القبضة على رفح لتضييق الخناق على الغزاويين، وهو ما يظهر جليًا في قرار الحكومة الإسرائيلية الذي يقضي بالابادة الجماعية أو تهجير الشعب الفلسطينيّ عبر بوابة رفح، من دون وقف إطلاق النار.

اجتماع لوزراء خارجية عرب للتشاور بشأن غزة

من ناحية أخرى، استضافت المملكة العربية السعودية منذ أسبوع مؤتمرًا وزاريًا شاركت فيه السعودية، الإمارات، مصر، قطر، الأردن والسلطة الفلسطينية لتعزيز الموقف العربي الموحّد بشأن غزة. وأدركت السعودية تمامًا المخطط الإسرائيلي. أما المعطيات المتوافرة لدى السعودية والدول العربية المشاركة، فتفترض أن حكومة الاحتلال عازمة على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء المصرية، واستنادًا لجميع المعطيات عند الأطراف العربية، شدد المجتمعون على ضمان حماية المدنيين وفقًا للقانون الإنساني الدولي، ورفع القيود كافة التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع مع وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة واتخاذ خطوات لإنشاء مسار لا عودة فيه نحو دولة فلسطينية مستقلّة.

أضف إلى ذلك فإن الدول العربية مستعدة لتقديم قوات للمساعدة في تأمين غزة بعد الحرب إذا طلبت الولايات المتحدة ذلك علنًا، فضلاً عن تعهد بإصلاح السلطة الفلسطينية بشكل كبير بحيث تكون أكثر ملاءمة للعودة إلى حكم غزة مؤكدين أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، كذلك أكدوا رفضهم القاطع لشتّى عمليات التهجير القسري.

ما هي الرسالة التي نقلها العاهل الاردني لواشنطن!
 
من جهته شدّد العاهل الأردني عبدالله الثاني خلال اجتماعه بالرئيس الأميركي جو بايدن على أمرين، الأول، نقل الرسالة العربية التي تؤكد أنه لا يمكن قبول التهديد بتهجير الفلسطينيين الى سيناء والتشديد على وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

أما الأمر الثاني فهو تخوّف الأردن من مسألة خطيرة وهي أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت الولايات المتحدة الأميركية بضرورة إنهاء الوضع القائم في المسجد الاقصى، والذي يقتضي إزاحة دائرة الأوقاف الإسلامية ونقل إدارة شؤون المسجد الأقصى كاملة الى وزارة الأديان الإسرائيلية وهذه الفكرة الخطيرة التي تحاول إسرائيل الوصول إليها منذ سنوات.

إحياء المخطط الإسرائيلي لمحاصرة القدس

لفتت مصادر أردنية مطلعة لـ"جسور" بعيدا عن الكلام العلني الذي يطلق، فإن الكواليس السياسية وفق معلومات مؤكدة تعتبر إسرائيل في تصوّرها أن سيادة المسجد الأقصى التي لم تخضع لها خلقت مشكلة بينما يتفق جميع أطياف المجتمع الإسرائيلي على ضرورة فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الاقصى والقدس باعتبارها عاصمة للدولة حسب الرؤية الإسرائيلية، وحاليًا تظهر مسألة السيادة الإسلامية على المسجد الأقصى لتشكل عائقًا قانونيًا وعمليًا أمام رؤية إسرائيل في المدينة المقدسة .

وأضاف المصدر الأردني إذ لا يعقل أن تقرر إسرائيل بين ليلة وضحاها أن تلغي دائرة الأوقاف الإسلامية وتتسلم منها مسجد الأقصى ببساطة لتدير شؤونه، دون أن تحسب حساب للهزات العنيفة التي يمكن أن تنتج عن مثل هكذا قرار مفاجئ، وعلى رأسها إمكانية إقدام الأردن على إلغاء معاهدة وادي عربة. ذلك أن الأردن يرى أن مسألة السيادة على الأقصى والأماكن المقدّسة في القدس مسألة تمس الأمن القومي الأردني.

وما يزيد الأمر وضوحًا بما يتعلّق بالسلوك الإسرائيلي هو تعاملها مع لجنة الإعمار التابعة للأردن، وهي اللجنة المنوط بها قانونًا العمل على إجراءات إعمار وترميم المسجد الأقصى كافة وكان الاحتلال الإسرائيلي يحاول في العقود الماضية الوصول إلى تفاهمات مع الأردن لتحديد عمل اللجنة والمشاركة في شؤون الترميم والصيانة في المسجد الأقصى لولا الرفض القاطع من قِبل السلطات الأردنية.

إسرائيل تتهم جنوب إفريقيا بـ"خدمة حماس" في المحكمة الدولية

ترفض حكومة الاحتلال الوصول إلى التسوية ووقف إطلاق النار التي ترددها التصريحات والمبادرات هنا وهناك، وقد ظهر ذلك واضحاً بشكل خاص باتهام وزارة الخارجية الإسرائيلية جنوب إفريقيا بـ"خدمة حماس" في المحكمة الدولية وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاحتلال "ليئور حياة": "تواصل جنوب إفريقيا تمثيل مصالح منظمة حماس الإرهابية وتحاول حرمان إسرائيل من الحق الأساسي في الدفاع عن نفسها ومواطنيها".

ونفت حكومة الاحتلال إسرائيلية جميع مزاعم الإبادة الجماعية المتعلقة بحربها ضد حماس وطلبت من المحكمة رفض القضية تماما قائلة إنهاب لا أساس .

18 فبراير 2024

هاشتاغ

التعليقات