عربي ودولي

الدعاية الحربية للجيش السوداني تنشط في نشر الأخبار المضللة
الدعاية الحربية للجيش السوداني تنشط في نشر الأخبار المضللة
تنشط حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي داخلية وخارجية لمناصرة الجيش السوداني متبنّية الدعاية الحربية له، بما تتضمنه من نشر معلومات مضللة عن واقع ما يحدث في السودان، وعن أفراد مدنيين متهمة إياهم بالعمل لصالح قوات الدعم السريع بهدف التحريض ضدهم واستهدافهم.

وكشف “مرصد بيم ريبورتس” للتحقق الإعلامي، أن هذه الحسابات تنشر صور الأفراد ومعلومات السكن والإقامة وبعض تفاصيل العائلة وحتى أرقام هواتفهم الشخصية، وتوصي أجهزة الجيش والمخابرات باعتقالهم، كما تنشر الدعاية الحربية للجيش سواء كانت تلك المتعلقة بالمعارك أو التحركات السياسية التي يقوم بها.

ومع استمرار القتال، اتخذت الحرب بعدًا أكثر تعقيدًا خاصة في جانبها الاجتماعي، وهو ما انعكس لاحقًا في خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتم التحريض ضد أشخاص مدنيين واتهامهم بالعمل لصالح أطراف معادية دون تقديم أي أدلة على ذلك، ودون تقديم هؤلاء الأفراد لمحكمة تثبت عليهم هذه التهم أو تنفيها عنهم. وبالتالي، ربما قد يتم اعتقالهم بناء على هذه المعلومات المنشورة أو حتى تعريض حياتهم للخطر.

الحرب اتخذت بعدًا أكثر تعقيدًا خاصة في جانبها الاجتماعي، وهو ما انعكس لاحقًا في خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي

وأورد التقرير عدة نماذج لحسابات تنشط في نشر الأخبار المضللة والتحريض على المدنيين، بالتنسيق والتزامن في النشر، مثل حساب “أفضح خائن ود مدني”، الذي يعمل على نشر معلومات محرضًا ضد الأفراد المدنيين، متهما إياهم بالتخابر والعمل لصالح قوات الدعم السريع، ومثل صفحة “لواء الرادع الإلكتروني” المتابعة من أكثر من 162 ألف متابع، مشيرا إلى أن الصفحة تنشط أيضا في التحريض ضد المدنيين واتهامهم بالتخابر مع قوات الدعم السريع، كما تنشر محتوى حربيا يناصر الجيش السوداني وجهاز المخابرات العامة.

وأظهر التقرير الطريقة التي تعمل بها هذه الحسابات من حيث التنسيق، إذ “أن جميع المنصّات المشار إليها، ترتبط مع صفحة أفضح خائن ود مدني وصفحة كولمبيا فرع ود مدني وذلك عن طريق مشاركة ذات المحتوى وتولّي الدعاية نفسها، حيث نشرت صفحة “الرادع الإلكتروني” صورة لشيخ الطريقة القادرية المكاشفية الأمين عمر الأمين مع تعليق يفيد بأن الأخير هرب من مسيده ببيت المال شمال بمدينة أم درمان بعد سيطرة الجيش على تلك المناطق، وهو نفس المنشور الذي شاركته صفحة “أفضح خائن ود مدني” وعدد من الحسابات الأخرى”.

وأشار المرصد إلى ملاحظة فريق التقصي أن نفس المحتوى تتم مشاركته في مجموعات عامة بها عدد كبير من المتابعين، مثل مجموعة “دعم الجيش السوداني” التي تضم أكثر من 169 ألف عضو.

وقدم تحليلا للسمات المشتركة لهذه الحسابات، إذ بعضها تضع صورا لجنود يتبعون للجيش السوداني، وأخرى تضع صورة شعار الجيش السوداني، وتضع بعض الحسابات صورة شعار جهاز المخابرات العامة السوداني، كما تتفاعل جميع الحسابات مع بعضها البعض عن طريق المشاركة والنشر عبر هاشتاغ موحد، وتتولى جميعها الدعاية الحربية للجيش السوداني.

وتمكن فريق التقصي عن طريق البحث في الموقع الجغرافي الذي تتم منه إدارة هذه الصفحات والحسابات من التوصل إلى أن عددا من المنصات تتم إدارتها بالكامل من داخل السودان، بينما تتم إدارة بعض الصفحات بالكامل من خارج السودان.

وخلص التقرير إلى أن الحسابات المرصودة تنشر المحتوى المعني عبر استخدام هاشتاغات محددة وفي مواقيت متقاربة يبدو وكأنها تستخدم أسلوب السلوك الزائف المنسق لنشر هذا المحتوى.

05 مارس 2024

هاشتاغ

التعليقات