عربي ودولي

تأهب في إسرائيل توجّسا من انتقام إيراني لاستهداف القنصلية
تأهب في إسرائيل توجّسا من انتقام إيراني لاستهداف القنصلية
 يأخذ الإسرائيليون على محمل الجد تهديد المسؤولين الإيرانيين بالرد على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق ما أدى إلى مقتل قيادات بارزة في الحرس الثوري، في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي استدعاء الاحتياط ووقف منح الإجازات لجميع الوحدات القتالية وإجراءات احترازية أخرى مثل تعطيل نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) وفتح الملاجئ.

وقال الجيش “وفقا لتقييم الوضع، تقرر إيقاف الإجازات مؤقتا لجميع الوحدات القتالية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي”. وأضاف في بيان أنه “في حالة حرب وأن نشر القوات يخضع لتقييم مستمر وفقا للاحتياجات”.

والتهديد الإيراني مختلف هذه المرة؛ ففي السابق كان الاستهداف الإسرائيلي للوجود الإيراني في سوريا يتم ضد مواقع غير معروفة، لكن الآن طال الاستهداف مقرا دبلوماسيا سياديا، ما يفرض على طهران الرد.

وكان الجيش الإسرائيلي أشار الأربعاء إلى أنه استدعى جنود احتياط لتعزيز الدفاعات الجوية. وذكر صحافيون من رويترز وسكان في تل أبيب الخميس أن خدمات نظام تحديد المواقع العالمي تعطلت، ويبدو أن الإجراء يهدف إلى تحييد الصواريخ الموجهة

من غير المستبعد أن يرد الإيرانيون على الاستهداف الإسرائيلي في ما تبقى من العشر الأواخر من رمضان لإكساب الأمر بعدا دينيا

وقال موقع “والا” العبري “في أعقاب التوترات الأمنية، تدرس الكثير من السلطات المحلية في غوش دان (منطقة تل أبيب الكبرى) مسألة فتح الملاجئ العامة الليلة”، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

فيما نقلت القناة “12” العبرية الخاصة عن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس يادلين قوله “لن أتفاجأ إذا أطلقت إيران على إسرائيل صواريخ مباشرة”.

ولا يستبعد أن يرد الإيرانيون على الاستهداف الإسرائيلي في ما تبقى من العشر الأواخر من رمضان لإكساب الأمر بعدا دينيا لدى أنصارها والإيحاء بأن ما تقوم به بشكل مباشر أو عن طريق وكلائها في المنطقة هدفه نصرة الدين.

وقال عاموس يادلين إن “إيران قد تختار الجمعة (اليوم)، وهو الأخير في شهر رمضان ويوافق يوم القدس الذي تحييه سنويا، للرد على غارة دمشق إما مباشرة أو من خلال أحد وكلائها”.

وأضاف يادلين، وهو زميل بارز في مركز بيلفر التابع لكلية كنيدي بجامعة هارفارد، “لن أتفاجأ إذا تحركت إيران الجمعة. لا داعي إلى الذعر. لا تهرعوا إلى الملاجئ”، مشيرا إلى فاعلية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. وتابع “ترقبوا الجمعة، وبعد ذلك اعتمادا على عواقب الهجوم قد يتخذ الأمر منحى تصاعديا”.

ولفت إلى أنه “من المحتمل أن يكون حزب الله تلقى أمرًا ببدء الحرب في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان”. وقالت صحيفة “معاريف” العبرية إن “القوات الجوية الإسرائيلية وُضعت في حالة تأهب قصوى بسبب احتمال حدوث رد فعل إيراني في المستقبل القريب”.

أما المعلق العسكري للقناة “13” العبرية الخاصة ألون بن ديفيد فقال إن “إسرائيل تدرك أن الإيرانيين أكثر تصميمًا هذه المرة على الرد من المرات السابقة”.

وتوعدت إيران بالرد على مقتل اثنين من جنرالاتها وخمسة مستشارين عسكريين في غارة جوية على مجمع دبلوماسي إيراني في العاصمة السورية دمشق يوم الاثنين. وتعهد المرشد الأعلى علي خامنئي بالثأر، وصدرت تصريحات أخرى في السياق نفسه من الرئيس إبراهيم رئيسي ومن مسؤولين دبلوماسيين وعسكريين آخرين، ما يوحي بأن إيران جادة في المسألة.

وقال مصدر إيراني ثالث، وهو مسؤول بارز، إن “طهران مضطرة إلى القيام برد فعل جدي لردع إسرائيل عن تكرار مثل تلك الهجمات أو التصعيد”. لكنه أضاف أن مستوى الرد سيكون محدودا ويهدف إلى الردع.

ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية صورا ولافتات منصوبة في شوارع العاصمة طهران تدعو إلى الانتقام والثأر من إسرائيل بعد حادثة الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق الإثنين الماضي.

كما نشرت صورا لخمسة قياديين في الجيش الإسرائيلي باعتبارهم هدفا لـ”الانتقام” الإيراني وبجانبهم كتابات باللغة العبرية والإنجليزية مثل “سوف ننتقم” و”سنثأر”.

الهجوم الإسرائيلي مختلف هذه المرة؛ فقد طال مقرا دبلوماسيا سياديا، وهو ما يفرض على طهران الرد

وتظهر صور هذه اللافتات أن أغلبها وضع في شوارع السفارات التي لديها علاقات مع إسرائيل. ويمكن في هذه اللافتات رؤية صور وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الأركان العامة هرتسي هاليفي، بالإضافة إلى قادة البحرية والقوات الجوية الإسرائيلية.

وبالرغم من اتخاذ سلسلة من إجراءات الاحتياط، وما توحي به من وجود خطر حقيقي، فإن الجيش الإسرائيلي سعى لطمأنة الإسرائيليين بالتأكيد على أنه “لم يطرأ أي تغيير على التوجيهات المتعلقة باستعداد الجبهة الداخلية”، وأنه “ليست هناك حاجة إلى شراء مولدات كهربائية وجمع الطعام وسحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي”.

وتجنبت إيران توسيع دائرة الصراع، واكتفت بدعم هجمات حلفائها على أهداف إسرائيلية وأميركية. لكن الآن توجد لديها خيارات للرد بشكل مباشر لتأكيد القوة، وفي الوقت نفسه يكون ردا محسوبا بما يمنع توسيع دائرة التصعيد مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.

ويقول إليوت أبرامز خبير شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية أميركية، إنه يعتقد أيضا أن إيران لا تريد حربا شاملة مع إسرائيل لكنها قد تستهدف مصالح إسرائيلية.

وأضاف أبرامز “أعتقد أن إيران لا تريد حربا كبيرة بين إسرائيل وحزب الله حاليا، وبالتالي أي رد لن يأتي في صورة تحرك كبير من جهة حزب الله”. وتابع قائلا “لديهم العديد من السبل الأخرى للرد؛ على سبيل المثال يمكن أن يكون ذلك من خلال محاولة تفجير سفارة إسرائيلية”.

 

05 أبريل 2024

هاشتاغ

التعليقات