عربي ودولي

الجامعات الأميركية تستعيد أجواء الاحتجاجات على حرب فيتنام
الجامعات الأميركية تستعيد أجواء الاحتجاجات على حرب فيتنام
توسعت الاحتجاجات في الجامعة الأميركية ضد الحرب في غزة واتخذت زخما كبيرا يعيد إلى الأذهان المظاهرات والإضرابات الطلابية العارمة قبل أكثر من 50 عاما ضد حرب فيتنام والمطالبة بوقفها.

واتهمت مؤسسات أميركيةٌ وأعضاءٌ في الكونغرس مشاركين في الاحتجاجات، التي تشهدها جامعات أميركية ضد الحرب في غزة، بـ”معاداة السامية”.

وقالت ولاية نيويورك وبلديتها وأعضاء من الكونغرس في بيانات إن المتظاهرين المتضامنين مع الفلسطينيين في الخيام التي نصبوها في ساحة الحرم الجامعي بجامعة كولومبيا في نيويورك منذ الأسبوع الماضي “أظهروا سلوكا معاديا للسامية”.

وقالت جامعة كولومبيا الأربعاء إن طلابها وافقوا على إزالة “عدد كبير” من عشرات الخيام التي نصبوها داخل حرم الجامعة الرئيسي في إطار الاحتجاج على الاجتياح الإسرائيلي لغزة.

وذكرت الجامعة، التي تعتبر من أشهر الجامعات التي شهدت احتجاجات وصداما مع الشرطة خلال حرب فيتنام، أن تقديم المحتجين تنازلات يأتي في إطار اتفاق وافقت الجامعة بموجبه على تمديد الموعد النهائي لإزالة جميع الخيام لمدة 48 ساعة من منتصف الليلة الماضية، مشيرة إلى إحراز “تقدم كبير” في المحادثات.

وشهدت الجامعات الأميركية خلال نهاية ستينات القرن الماضي تحركات احتجاجية لطلاب الجامعات الذين اعتصموا في أكثر من مناسبة  داخل الحرم الجامعي أو خرجوا إلى الشوارع رافعين شعارات الاحتجاج والغضب.

وأثرت تلك الاحتجاجات التي اتخذت طابعا دمويا في بعض الأحيان على المجتمع والسياسة في الولايات المتحدة.

وهددت الجامعة الثلاثاء باستدعاء سلطات إنفاذ القانون لإزالة الخيام إذا لم يفعل الطلاب ذلك بحلول منتصف الليل. واعتقلت شرطة نيويورك يوم الجمعة أكثر من مئة متظاهر في المخيم بناء على طلب إدارة الجامعة.

وقالت رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق إن “المخيم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، ويعطل الحياة في الحرم الجامعي، ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أفراد مجتمعنا… من الضروري أن نمضي قدما في خطة تفكيكه”.

وتعهد المتظاهرون بمواصلة الاحتجاج حتى توافق الجامعة على الكشف عن أي استثمار مالي قد يدعم الحرب في غزة وسحبه والعفو عن الطلاب الذين منعوا من دخول الجامعة بعد المشاركة في المظاهرات.

وذكرت الجامعة أنه بالإضافة إلى إزالة عدد كبير من الخيام وافق زعماء الطلاب على التأكد من أن أي شخص غير منتسب إلى الجامعة سيغادر الحرم الجامعي، وعلى أن يتوافق أي نشاط مع قواعد السلامة من الحرائق، وعلى أن يمتنع المتظاهرون عن استخدام أي لغة للتمييز أو المضايقة.

وتعد جامعة كولومبيا إحدى الجامعات العديدة المنتشرة في أرجاء الولايات المتحدة، والتي اشتدت فيها حدة الجدل حول غزة. واشتكى بعض الطلاب اليهود والإسرائيليين من بيئة معادية وتصريحات معادية للسامية جعلتهم يشعرون بعدم الأمان في الحرم الجامعي.

ويؤكد المتظاهرون أن الاحتجاجات سلمية وأن عددا قليلا من الدخلاء غير المرتبطين بحركتهم هم المسؤولون عن حدوث مواجهات بغيضة. ومنذ بدء الاحتجاجات على تصرفات إسرائيل في غزة خلال الخريف الماضي، استقال رئيسا جامعتي هارفارد وبنسلفانيا بعد عاصفة انتقادات مماثلة.

وحث 25 عضوا من الجمهوريين في مجلس الشيوخ إدارة الرئيس جو بايدن الثلاثاء على “استعادة النظام” في الجامعات التي يشعر فيها الطلاب اليهود بتهديد. واستطردت نعمت قائلة “أريد أيضا أن أوضح أننا لن نتسامح مع أي سلوك للترهيب أو المضايقات أو التمييز”.

وأضافت “الحق في الاحتجاج ضروري ويتمتع بالحماية في جامعة كولومبيا، لكن المضايقات والتمييز يتناقضان مع قيمنا ويشكلان إهانة لالتزامنا بأن نكون مجتمعا يسوده الاحترام المتبادل والرحمة”.

وأثارت نعمت مخاوف من أن يؤدي اتساع نطاق الاحتجاجات إلى تعطيل احتفالات التخرج المقررة في الخامس عشر من 5 مايو القادم.

وقالت إدارة شرطة نيويورك إنها لن تتعامل مع التعدي على ممتلكات الغير أو انتهاكات قواعد التخييم إلا حين تستدعيها سلطات الجامعة للتدخل لأن الحرم الجامعي ملكية خاصة، لكنها ستتصرف من تلقاء نفسها إذا وقعت اعتداءات وممارسات عنف.

25 أبريل 2024

هاشتاغ

التعليقات