عربي ودولي

حماية سلاح حزب الله صك الرئيس اللبناني القادم
حماية سلاح حزب الله صك الرئيس اللبناني القادم

 أعطى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله السبت إشارات غير مباشرة للمرشح الرئاسي الذي يسعى للوصول إلى قصر بعبدا، بعد فشل البرلمان في جلسته الأولى الخميس في انتخاب رئيس جديد خلفا لميشال عون الذي تنتهي عهدته في الحادي والثلاثين من أكتوبر الجاري. وقال نصرالله "حاليا لا يوجد فريق أو تحالف سياسي يمتلك الأكثرية في لبنان ومن يريد انتخاب رئيس للبلاد يجب أن يبتعد عن منطق التحدي".

وقالت أوساط سياسية لبنانية إن تصريحات نصرالله شكلت بصفة غير مباشرة مواصفات الحزب للمرشح الرئاسي الذي سيحظى بدعمه وبدعم حركة أمل الشيعية وبالتالي الوصول إلى قصر بعبدا. وأضافت الأوساط أن أهم مواصفات حزب الله تتمثل في عدم استعداء المرشح الرئاسي لسلاح الحزب وبالتالي عدم عرضه للنقاش بعد وصوله إلى قصر بعبدا، في وقت احتدمت فيه المطالب السياسية بشأن ضرورة حصر سلاح الحزب في يد الدولة.


وأشارت الأوساط إلى أن المرشح سليمان فرنجية (رئيس تيار المردة) الأكثر استعدادا من بين بقية المرشحين المسيحيين لتلبية شروط نصرالله، التي يعتبر سلاح حزبه أهم الشروط إلى جانب تماهي تصورات الرئيس القادم مع أجنداته السياسية بصفة لا تمس من مصالحه الإستراتيجية على الأقل.

ووقف فرنجية في منطقة رمادية عندما تعلق الشأن بتحييد سلاح حزب الله، وهو ما اعتبرته أوساط سياسية مغازلة مضمونة الوصول لحزب الله مفادها أن سلاحه لن يكون محل نقاش فيما لو أصبح رئيسا للجمهورية. وقال فرنجية "موضوع سلاح حزب الله هو موضوع إقليمي والمزايدات توصل إلى التشنّجات"، مؤكدا أن "موقف المقاومة هو موقف قوّة للبنان".

ويقول محللون إن طرح حزب الله لفرنجية كرئيس للجمهورية يشكل طمأنينة إلى أفرقاء عدّة مثل الحزب التقدّمي الاشتراكي وتيار المستقبل الذي تجمعه برئيسه علاقة ممتازة وحركة أمل وللمستقلين المسيحيين، لما يحتفظ به فرنجية من علاقات جيّدة مع الدول العربية والغربية لاسيما روسيا وفرنسا وهذا ما تجلى في ترشيحه من قبلها جميعا عام 2016، ما سيسهل تمرير اسمه كمرشح جدي للرئاسة.

ويشير هؤلاء إلى أنه يُمكن لأيّ اسم آخر يُطرح أن يُشكّل حالة تصادميّة، لكن بوجود إجماع محلي وعربي ودولي فإنّه من السهولة لفرنجية أن يَصل بأكثريّة نيابيّة مَقبولة لاسيما بعد "بروفة" المجلس النيابي وإمكانيّاته المُتاحة للتعامل جيدا مع المكوّن المسيحي في البلد.

ويؤكد متابعون أن انتخاب الرئيس اللبناني القادم سيكون بيد حزب الله، إذ أن استطلاعات الرأي والتوقعات تشير إلى أنه لن يحصل أي تغيير جذري في المعادلة السياسية. وبناء على ذلك سيكون حزب الله الفيصل في انتخاب الرئيس بناء على خارطة التحالفات التي تخدم مصالحه وأجنداته الداخلية والخارجية.

ويملك حزب الله وحلفاؤه عامل قوّة من خلال رئاسة الجمهورية المحسوبة عليه وهو غير مُستعدّ لخسارة هذا المكسب، لاسيّما في ظلّ تأزّم العلاقة مع العديد من المكوّنات المسيحية نتيجة التحريض عليه سياسيا وإعلاميّا، لذلك هو غير مستعدّ للتنازل عن هذا المكسب لأيّ طرف آخر بهدف إبقاء الخطوط مفتوحة وإعادة الأمور إلى طبيعتها.

◙ المعادلة الآن تغيرت ومصالح حزب الله أيضا تغيّرت وأن الحزب لن يعيد ترشيح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل (صهر عون)

وأخفق البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلال جلسة عقدها الخميس، فيما أعلن رئيسه نبيه بري أنه لن يدعو إلى جلسة انتخابية ثانية دون وجود توافق بشأن مرشح رئاسي. وقالت أوساط سياسية إن تصريحات بري بعد الدعوة لجلسة دون وجود توافق تندرج ضمن تكثيف الثنائي الشيعي (حزب الله - حركة أمل) للجهود من أجل تأمين النصاب المطلوب لوصول مرشح يتناسب وأجندته إلى بعبدا.

وفي الانتخابات الرئاسية سنة 2016، التي أوصلت عون إلى سدة الرئاسة، كان فرنجية مرشح حركة أمل الشيعية (حليفة حزب الله)، إلا أن حزب الله خير في نهاية المطاف دعم عون الذي يؤمن أجنداته ومصالحه في تلك المرحلة.

ويقول محللون إن المعادلة الآن تغيرت ومصالح حزب الله أيضا تغيّرت وأن الحزب لن يعيد ترشيح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل (صهر عون).

ويتردد اسم باسيل إلى جانب فرنجية داخل أروقة حزب الله، إلا أن باسيل سقط من حسابات حزب الله لعدة عوامل، فيما أوضح الرئيس اللبناني ذلك بالقول مؤخرا إن "حزب الله تخلي عني"، في إشارة إلى فشل مساعيه في توريث صهره باسيل في منصب رئيس الجمهورية.

ولا يفاضل حزب الله بين فرنجية وباسيل علنا، إلا أن مصادر مقربة من الحزب قالت في وقت سابق إن حزب الله ليس مرتاحا تماما لباسيل المتذبذب في مواقفه والذي هاجم الحزب مرارا وتكرارا خدمة لتياره الذي فقد شعبيته في بيئته المسيحية لصالح حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع.

03 أكتوبر 2022

هاشتاغ

التعليقات