عربي ودولي

الكاظمي: هناك من يحاول إقامة دولة داخل الدولة العراقية
الكاظمي: هناك من يحاول إقامة دولة داخل الدولة العراقية
في أول حوار تلفزيوني له بعد تركه المنصب، أطل رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي على قناة الشرقية الفضائية وتحدث بإسهاب عن المرحلة التي سبقت استلامه السلطة التنفيذية ومنصب رئاسة الوزراء عندما كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات الوطنية أكثر الأجهزة الأمنية حساسيةً في ظل الظروف الصعبة التي عاشها العراق ما بعد نظام صدام حسين.
 
وقد أبرز الكاظمي الإنجازات الأمنية التي تحققت ويتقدمها وصول جهاز المخابرات الذي كان يرأسه الكاظمي لمكان "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم داعش الإرهابي قبل أن تتم تصفيته بقصف جوي للتحالف الدولي إستناداً الى معلومات عراقية، وتحدث كذلك عن عمله في الجهاز الذي وصل إليه بعد أحداث عام 2014 وسقوط ثلث العراق بيد التنظيم الإرهابي فعمد الكاظمي الى الدفع بدماء جديدة من أجل إعادة هيكلة الجهاز الذي لم يكن على المستوى المطلوب. تشرين والكاظمي..
 
كثيرًا ما كان يُتهم الكاظمي من معارضيه بأنه كان وراء تفجير حراك تشرين أو أحد المحركات الرئيسية له، لكنه نفى ذلك تماماً مشيراً الى أنه ونظراً لكونه رئيسًا لجهاز المخابرات كان يعلم جيدًا من خلال جمع المعلومات أن هناك ثورة شعبية قادمة، وكان يرسل المعلومات إلى الفاعل السياسي العراقي.
وردًا على الاتهامات الموجهة إليه بشأن مشاركة جهاز المخابرات بقمع التظاهرات، كشف الكاظمي عن وثيقة بخط يده عممها على منتسبي الجهاز بأن يعاملوا مع المتظاهرين بإنسانية لا بل أنم يقوموا بحمايتهم.
 
وصول الكاظمي للسلطة..
 
وتحدث الكاظمي بإسهاب عن فترته في السلطة التنفيذية وكيف أن الجميع تقريبًا من الأحزاب المتحكمة بالبرلمان العراقي قد عملت ضده وضد نجاحه وذلك حتى يتم ضرب التجربة المدنية المستقلة وجعل الشارع العراقي ينفر من تكرارها.

الكاظمي تحدث صراحةً عن منعه من إقرار موازنة الدولة إلا بخمسة أشهر فقط من عمر حكومته التي بلغت حوالي السنتين، وحتى قانون الأمن الغذائي الذي عملت به حكومة محمد شيّاع السوداني حتى وقت قريب لم يستطع هو استغلال هذه الاموال من أجل العمل، رغم ذلك فقد كان هناك عمل ومشاريع مثل ميناء الفاو وإعمار بعض المناطق والمدن عبر ما تيسر من أموال وفي عهده تجاوز العراق الكثير من الأزمات مثل كورونا واستطاعت حكومته ترك أفضل احتياطي نقدي في تاريخ البلاد بعد خروجه من السلطة.

ولم يخف الكاظمي عمل البعض على إفشال المنصب التنفيذي الاول في العراق والإصرار على تحجيمه من أجل التحكم في المشهد والاستئثار بالسلطة والأجندات الأخرى حيث أن بعض المصالح الشخصية يتضرر من قوة المنصب التنفيذي الأول وباقي المناصب القيادية.
 
نجاح العراق خارجيًا في عهده..
 
الكاظمي سلّط الضوء على نجاح حكومي باهر في عهده في ملف العلاقات الخارجية وما يتعلق بالوساطات الدولية خصوصاً بين إيران والسعودية، وكشف الكاظمي لأول مرة عن محاولته إخفاء الملف عن أعين بعض الفاعلين الداخليين لمنع إفشال مشروعه وهو قد توسط سراً وفرض مصالحة بين دول أخرى عدا إيران والسعودية مشيرا الى أن معظم القادة العرب دعموا العراق دون مقابل، رغم محاولات مضادة لإبعاد العراق عن البيئة العربية.

وعن علاقة إيران بالعراق الذي يحافظ على علاقة قوية بالولايات المتحدة الأميركية، قال الكاظمي: سمعت من مسؤولين ايرانيين عدم وجود مشكلة لعلاقة العراق مع أميركا، وفي الحقيقة هناك جهات عراقية في العلن تعارض واشنطن وفي السر تطلب رضاها! لم أبحث عن ولاية ثانية

الكاظمي أشار الى أنه لم يعمل على تسويق نفسه لولاية الثانية، بل أراد فقط بناء الدولة العراقية وضميره مرتاح الان لأنه لم يتورط بدم عراقي أو سرقة مال عراقي.
وعن سرقة القرن، تحدث الكاظمي بوضوح أنه هو من كشفها وقدم المتورط الأول فيها إلى القضاء العراقي، مشيرا إلى وزارة المالية في عهده قد خاطبت مرات عدة هيئة النزاهة بضرورة متابعة شبهات سرقة أموال من الأمانات الضريبية، قبل أن يتم إلقاء القبض على المتهم الاول وهو يحاول الهرب من العراق عبر مطار بغداد الدولي، معتبراً اتهام حكومته بملف سرقة القرن شيطنة لحكومته والفريق العامل فيها.

وقال: لصق سرقة القرن بحكومتي هو ضرب التجربة المدنية في الحكم، فالعراق شهد قبل ذلك ومنذ عام 2003 سرقة أضعاف ما تم ولم تحدث هذه الزوبعة واليوم يمكن الوقل إن حكومة الكاظمي نجحت الى حد بعيد في محاربة الفساد وأعادت أموالاً كثيرة لخزينة الدولة في سابقة لم تحدث في حكومات سابقة .
 
ملف الانتخابات عام 2021
 
لم يخف اعتزازه وافتخاره بما حققه من انتخابات برلمانية نزيهة شهد العالم والمنظمات الدولية لها وهو ولم يشارك فيها كي يكون محايدًا وعلى مسافة واحدة من جميع القوى السياسية المتنافسة، لكنه أقرّ بأن الفائز الاول عن هذه الانتخابات لم يستطع تشكيل حكومة ففي العراق تتحكم التوافقات بالمشهد بمعزل عن نتائج الانتخابات وهذه حالة يجب الانتهاء منها بحسب الكاظمي.

وفي إطار الحديث عن حكومة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني فرأى الكاظمي أن أمام السوداني فرصة عظيمة لبناء البلد وتنفيذ منهاجه الوزاري، فالأموال موجودة والجميع معه ولم يقف أحد ضده حتى السيد مقتدى الصدر منسحب من العملية السياسية والكل يريد نجاحه ملمحاً الى أن حكومته هي حكومة القوى السياسية جميعها لذلك لا يريدون الفشل له، وختم حديثه عن أن السوداني رئيس وزرائنا جميعًا رغم الاختلاف في بعض وجهات النظر.

أما بشأن الفصائل فقد قال: المشكلة ليست بين الكاظمي والفصائل بل المشكلة بمفهوم الدولة، وهناك من يحاول أن يكون دولة داخل الدولة العراقية، مشددا على أن مفهوم الدولة في العراق مهدد بطموحات البعض ومفاهيم على قياسه الخاص وقال: من يبحث عن مفهوم الدولة سيعاني كثيراً.

الكاظمي يصرّ على لغة الحوار والإساءات التي يتعرض لها لا تعنيه وأن من يسيء له يتصل به سرًا ويعتذر لأنه أراد الحصول على غنيمة أو يتعرض لضغوط. وختم الكاظمي حديثه بأنه الآن في مرحلة الترقب والمطالعة والكتابة، وهو لن يكتب مذكراته الآن في إشارة واضحة الى أن مسيرته السياسية لا تزال طويلة.

20 مارس 2024

هاشتاغ

التعليقات