عربي ودولي

نذر مواجهة بنزعة عرقية بين قوات الدبيبة وأمازيغ ليبيا
نذر مواجهة بنزعة عرقية بين قوات الدبيبة وأمازيغ ليبيا
بدأت نذر المواجهات المسلحة بين قوات تابعة لحكومة عبدالحميد الدبيبة وميليشيات أمازيغية تلوح في أفق غرب ليبيا، وخاصة على منطقة الحدود المشتركة مع تونس، حيث لا يزال معبر رأس جدير مغلقا منذ الثلاثاء الماضي بعد سيطرة مسلحين أمازيغ عليه وطردهم قوة حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية.

وأكد المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا أنه “إذا اندلعت الحرب في مدينة زوارة، فإن كل المدن الأمازيغية ستحارب وبكل قوتها”، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تفعيل مبدأ المصير المشترك.

وقال رئيس المجلس الهادي بالرقيق إنه في حال عدم التنسيق لدخول أي قوة إلى منفذ رأس جدير “ستكون الحرب هي النتيجة”.

وأضاف بالرقيق في تصريح صحفي أن “المعبر مازال مغلقا حتى الآن ولا توجد بوادر لفتحه، حتى يتم التفاهم بشكل نهائي مع الجهات المعنية”، وأن ما حدث في رأس جدير “مفتعل، الغاية منه سيطرة ميليشيات الزنتان على منطقة تنتمي إلى مكون الأمازيغ، بغرض السيطرة عليه وتحجيمه”.

واعتبر بالرقيق أن وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي يحمل نزعة قبلية وجهوية، ويسعى إلى السيطرة على المنفذ، مستخدما في ذلك صلاحيات الوزارة. ولفت إلى أن “جميع المشاكل سببها عدم وجود حكومة موحدة للدولة الليبية تستمد شرعيتها من انتخابات حرة ونزيهة على المعايير الدولية”.

وينتمي وزير الداخلية إلى قبيلة الزنتان العربية الواقعة في ما يشبه محيطا أمازيغيا بمنطقة جبل نفوسة (الجبل الغربي) بوسط غرب البلاد.

ويتخوف المراقبون من تدهور الأوضاع واتجاهها نحو الأسوأ في ظل وقوع سلطات طرابلس بين مطرقة طرد قوات حكومية من معبر رأس جدير بشكل مهين وسندان حساسية الدخول في مواجهة مع الأمازيغ كمكون عرقي واجتماعي وثقافي له خصوصياته، ويمتلك شبكة علاقات إقليمية ودولية مهمة.

ولفت الباحث والأكاديمي الليبي مبروك الغزالي إلى أن المعطيات الحالية بشأن أحداث منفذ رأس جدير تشير إلى قرب اندلاع المواجهة المسلحة بين قوات وزير الداخلية وأمازيغ زوارة إذا لم تسارع الشخصيات المدنية والقبلية إلى عقد وساطات للصلح بين الطرفين.

وتوقع الغزالي “ارتفاع حصيلة القتلى بين قوات الدبيبة وأي تشكيل جهوي بسبب افتقاد الجميع الانضباط والمهنية، مع التأكيد أن ميزان القوة سيميل بلا شك إلى القوات الحكومية في أي مواجهة مسلحة قد تندلع بينها وبين أي تشكيل مسلح”.

وحذر من “خطورة الدخول في أي مواجهة مسلحة في غياب سلطة موحدة تفرض سلطاتها على عموم البلاد، لأن ذلك سيؤدي بلا شك إلى المزيد من الانقسامات، خاصة أن المسألة تمس هذه المرة مكونا حساسا مثل الأمازيغ، قضيته تعتبر من أكثر القضايا الشائكة في المشهد الليبي في السنوات الأخيرة”.

وأوضح المرشح الرئاسي عاشور شوايل أنه لا يستبعد أن يُفعّل الطرابلسي خيار المواجهة المسلحة مع أمازيغ زوارة إذا لم تسارع الشخصيات المدنية والقبلية إلى عقد وساطات للصلح بين الطرفين، متوقعا ارتفاع حصيلة القتلى بين قوات الدبيبة وأي تشكيل جهوي؛ بسبب افتقاد الجميع الانضباط والمهنية.

ورأى شوايل أن ميزان القوة العددية والتسليحية سيميل بلا جدال إلى حكومة الدبيبة في أي مواجهة مسلحة قد تندلع بينها وبين أي تشكيل مسلح جهوي، محذّرا من خطورة الدخول في أي مواجهة مسلحة ومن غياب فرض الدولة سلطاتها على عموم البلاد.

ورأت مقررة المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا وحيدة الحشان أن ما وصفته بالتصريحات المستفزة التي أطلقها الطرابلسي أشعل غضب العديد من السكان الأمازيغ.

وذكرت أن الطرابلسي حوّر النقاش حول ما يجري في معبر رأس جدير من طبيعته الأمنية إلى حديث حول هوية السكان الأمازيغ، وهو أمر غير مقبول، معتبرة أن التحركات القائمة في المنطقة الغربية متعلقة بعقود أبرمتها الحكومة المنتهية ولايتها مع الحكومة الإيطالية، حول مشاريع واستثمارات تتعلق بالطاقة، وليس للسيطرة على معبر رأس جدير.

وكانت وزارة داخلية حكومة الدبيبة وزعت الاثنين لقطات مصورة، تظهر الاعتداء على آلياتها وأفرادها وتدمير بعض الممتلكات، ضمن ما وصفته بهجوم قالت إن “عصابات التهريب شنته على معبر رأس جدير وعلى أجهزة وزارة الداخلية، بعد عملية ضبط وإيقاف المهربين”.

والخميس الماضي أكد الطرابلسي في مؤتمر صحفي عزمه السيطرة على معبر رأس جدير بالقوة، وإلا فإن “وزارة الداخلية ستغلقه بالخرسانة ونفتتح المعابر الأخرى”.

وأشار إلى أن المعبر يشهد عمليات تهريب للوقود والعملات الأجنبية والسلع بشكل كبير، مؤكدا عدم ترك الحدود وكافة المنافذ من دون أمن، وعدم السماح بالفوضى والتهريب والعبث بمقدرات الوطن.

26 مارس 2024

هاشتاغ

التعليقات