عربي ودولي

رسالة منسوبة لمحمد الضيف يدعو العرب والمسلمين للزحف نحو فلسطين
رسالة منسوبة لمحمد الضيف يدعو العرب والمسلمين للزحف نحو فلسطين
نشرت حركة حماس مساء الأربعاء رسالة مسجلة نسبتها لمحمد ضيف، قائد كتائب القسام ذراعها العسكرية، هي الثانية منذ تبنيه هجمات 7 أكتوبر في إسرائيل التي أدت إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة، وهو يدعو العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم إلى التحرك ضد إسرائيل.

وجاء في الرسالة الموجهة إلى أبناء "الوطن العربي والإسلامي"، "ابدأو بالزحف اليوم، الآن وليس غداً، نحو فلسطين ولا تجعلوا حدودا ولا أنظمة ولا قيودا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الاقصى".

وهذه أول دعوة توجهها كتائب القسام للشعوب العربية والمسلمة بالزحف نحو الأراضي الفلسطينية، فقد كانت الرسائل السابقة تحث على الدعم والمساندة من خلال التظاهر في الشوارع، لكن يبدو أن استشعار الجناح العسكري لحماس بقرب الهزيمة واعتزام إسرائيل اجتياح رفح وملاحقتهم داخل الأنفاق وتصفيتهم، دفعهم إلى نشر هذا التسجيل في محاولة إلى دغدغة مشاعر تلك الشعوب والزج بهم في أتون هذه الحرب، وكأن بهم يريدون أكبر عدد من الضحايا.      

وتأتي رسالة الضيف بعد يوم من تأكيد الجيش الإسرائيلي تحييد مروان عيسى (58 عاما) وهو الرجل الثاني في كتائب القسام والثالث في حركة حماس بعد الضيف ويحي السنوار في غارة على غزة قبل نحو أسبوعين.

كما تأتي بعد يومين من إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا أيّدته 14 دولة (من أصل 15)، يطالب بوقف "فوري" لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، تحترمه جميع الأطراف.

وأدانت إسرائيل قرار مجلس الأمن واعتبره عدد من مسؤوليها أنه "غير ملزم" لتل أبيب، حيث تواصل إسرائيل هذه الحرب رغم القرار، وكذلك رغم محاكمتها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

وفي 7 أكتوبر الماضي، أعلن الضيف في رسالة صوتية، بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل باسم "طوفان الأقصى".

وأوضح في رسالته الأولى أن عملية "طوفان الأقصى" تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكر الاحتلال للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي.

وفي يناير الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي صورة قال إنها لقائد كتائب القسام، محمد الضيف، وهو يحمل حزمة من الدولارات بيد وكوبا باليد الأخرى، معلقا بالقول إنه "يعيش في نعيم والشعب في غزة يعيش في الجحيم".

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، على منصة إكس "صورة المدعو، محمد الضيف، مع الدولارات"، وإنه "تم كشفها من أحد الحواسيب التي تم ضبطها خلال العملية البرية في غزة".

وأضاف "أنظروا إلى الصورة، هذا ما يهم قادة حماس، الأموال، الدولارات". وتابع "قادة حماس في النعيم وشعب غزة في الجحيم".

والضيف هو واحد من أبرز المطلوبين على القائمة الإسرائيلية للاغتيالات، وقد عرضت إسرائيل مبلغا كبيرا لمن يدلي بمعلومات عنه.

والاسم الكامل له هو، محمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد)، ويعرف باسم محمد الضيف، وهو القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، التي تصنفها الولايات المتحدة ودول أوروبية حركة إرهابية، وقد تم اعتقاله عدة مرات وجرت محاولات لاغتياله.

ويعتبر الضيف هدفا لإسرائيل منذ سنوات عدة، ونجا من سبع محاولات اغتيال معروفة على الأقل، كان آخرها في عام 2014 عندما استهدفته غارة جوية إسرائيلية في قطاع غزة المحاصر، ما أسفر عن مقتل زوجته وأحد أطفالهما.

ومنذ نحو 30 عاما، شارك الضيف المولود عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة، في أكثر الضربات قساوة لإسرائيل، بدءا من اختطاف جنود وهجمات صاروخية، ومرورا بعمليات عسكرية، وصولا إلى هجوم 7 أكتوبر غير المسبوق.

وعُين الضيف عام 2002 قائدا للجناح المسلح لحركة حماس، بعد اغتيال سلفه، صلاح شحادة، بغارة إسرائيلية، وله تاريخ عسكري وسري طويل بدأ في الثمانينيات.

وعقب توليه قيادة القسام مباشرة، تعرض لمحاولة اغتيال إسرائيلية، وخرج منها مصابا.

ومنذ ذلك الحين، بات الضيف الذي يعرف بهذا الاسم لأنه لا يبقى في المكان ذاته لأكثر من ليلة واحدة للإفلات من الملاحقة الإسرائيلية، ملقبا بـ"القط ذي الأرواح التسعة" بسبب نجاته من محاولات اغتيال عديدة.

وأدرج الضيف في القائمة الأميركية لـ"الإرهابيين الدوليين" في عام 2015.

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية.

29 مارس 2024

هاشتاغ

التعليقات